قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن فضل الله في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [البقرة: 5]
أعظِم به من هدًى يناله المؤمنون المتَّقون! وكيف لا يكون كذلك وهو عطاءُ الجواد الكريم، وفضلُ المنَّان العظيم؟ وعدُ الله عبدَه المؤمنَ بالنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة يملأ قلبَه باليقين، ألا تشعرُ بالطُّمَأنينة تغشى روحَك وأنت تعلم عاقبةَ إيمانك؟ كيف لا يتمكَّن من الهدى ويثبُت عليه ويستعلي فيه مَن جمع صلاحَ الباطن بالإيمان، وصلاحَ الظاهر بلزوم الصالحات؟ لا يبلغ الإنسانُ رتبة الفلاح، حتى يعظُمَ حظُّه من الإيمان والصلاح. |
﴿ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [البقرة: 64]
الخاسر حقًّا هو من خسر أعظمَ ما يكون، في أعظم وقت يكون؛ ﴿قُل إنَّ الخاسرينَ الذين خسروا أنفسَهم وأهليهِم يومَ القيامة ألا ذلكَ هو الخُسرانُ المُبين﴾ . |
﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]
لا تخدعَنَّك المظاهر وتغرَّك الكلمات، فتُحسنَ الظنَّ بمَن يحادُّ الله ورسوله، قد كشف الله لك ما في نفوسهم فاحذَرهم. ها قد علمنا ما يُكنُّه الكفَّار للمؤمنين من عداوة وبغضاء، ألا فلنجتهد في مخالفتهم، وترك التشبُّه بهم، فما أفلح مَن احتذى حذوَ أعدائه، ولو في أكله وشُربه. فيه تنبيهٌ على ما أنعم الله به على المؤمنين من الشرع التامِّ الذي شرَعه لهم، وتذكيرٌ للحاسدين بما ينبغي أن يكونَ زاجرًا لهم؛ لأنه سبحانه هو المتفضِّل على عباده، فلا ينبغي لأحدٍ أن يحسدَ أحدًا على خير أعطاه الله إيَّاه. |
﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213]
النجاة من الخلاف والخصام والبغضــاء، هدايــةٌ وتوفيــق واصطفـاء، وفضلٌ من خالق الأرض والسماء. لن تستقيمَ الحياة ويعُمَّ السلام ويُقطَعَ دابرُ الشِّقاق إلَّا بتحكيم الحقِّ الذي جاءت به الشَّرائع في كلِّ ما يختلف فيه الناس. لا يختلف اثنان على الحقِّ الواضح الجليِّ في كتاب الله تعالى إلا وفي نفسَيهما أو أحدهما بغيٌ وهوًى. إذا رُمتَ الهدايةَ إلى الصِّراط المستقيم، والنجاةَ من سبُل أهل الضلالة أجمعين، فتمسَّك بحبل الإيمان، واطلب الهُدى من الكريم المنَّان. |
﴿۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243]
لا يغني حذرٌ من قدَر، فآمن أن ما أصابك لم يكن ليُخطئَك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبَك، ولك في هؤلاء عِبرة، لقد فرُّوا من قدَر الموت فتلقَّاهم في الطريق. إن الذي أمدَّ بالحياة عبدًا لم يكن شيئًا مذكورًا، لقادرٌ على سلبها منه متى شاء، واللبيبُ مَن علم فضلَ الله عليه، فشكرَه آناء الليل وأطرافَ النهار. |
﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ وَفَضۡلٗاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [البقرة: 268]
لا تظنَّنَّ الشيطان يخوِّفُ المنفقَ بالفقر شفقةً عليه، فإنه لا شيءَ أحبُّ إليه من فقره وحاجته، وإنما يريد منه أن يُسيءَ الظنَّ بربِّه، ويتركَ ما يحبُّه من الإنفاق لوجهه، فيبوءَ بخِزي الدنيا والآخرة. كلُّ صوتٍ يخوِّفك من النقص بعد الصدقة، ويُنذرك الفقرَ بعد البذل، هو صوتٌ شيطانيٌّ لا تُرعِه سمعَك. هكذا هو الشيطان؛ يدعو المرءَ في أبواب الخير إلى الإحجام ويخوِّفه من الفقر إذا أنفق، ويدعوه في أبواب الشرِّ إلى الإقدام ويزيِّن له الفحشاءَ والمنكر. ذاك وعدُ الله وهذا وعدُ الشيطان، فلينظُر المرء أيَّ الوعدَين أوثق، وإلى أيِّهما يطمئنُّ. سبحانه؛ يعطي هذا بفضله، ويمنع ذاك بعدله، فلنرضَ بقضائه وقدَره. |
﴿۞ لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272]
يعلم المؤمن أنه المنتفعُ الأوَّل بما يُنفق، وأن الخير عائدٌ عليه وهو أحوجُ ما يكون إليه، فينشرح صدرُه للبذل، وتسخو يدُه بالإنفاق؛ ابتغاءَ وجه الله، إيمانًا به وثقةً بعطائه. ثقة المنفِق بوعد الله تعالى، وانتظارُه الثوابَ منه، ارتقاءٌ بالبشريَّة ومَكرُمةٌ لا ينهض بها إلا الإسلام، ولا يعرفها على حقيقتها إلا أهلُ الإيمان. أنفِق أيها المسلمُ ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا، فإنك إذا أعطيتَ لوجه الله محتاجًا فقد أحسنتَ عملك، ولا عليك ما كان من عمله. |
﴿وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [آل عمران: 73]
مَن شَمِلَه الله بلطفه فأكرمه بالإسلام، وأنعم عليه بالهداية والسداد، فلن يضرَّه كيدُ الكائدين ولو كان بعضُهم لبعض ظِهريًّا. لم يزل دأبُ أعداء الدين كتمانَ الحقِّ والخير عن المسلمين، فإن أفصَحوا عن بعض الحقيقة فحين لا تكون حُجَّةً عليهم. لا تكتُمنَّ شيئًا من العلم أو الخير خشيةَ أن ينافسَك فيه أحد، فذاك من أخلاق اليهود الحاسدين. لن يمنحَك الفضلَ أحدٌ سوى الله، فهو الكريم به، العليم بمَن يستحقُّه، فارفع يديك إليه، ولا تتعلَّق بمَن لا يُغني عنك من الله شيئًا. |
﴿يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [آل عمران: 74]
اختصَّ الله هذه الأمَّةَ بهُداه المشتمـلِ عليـه كتابُهـا، وخيرِه الذي اكتنفَـته رسالتُهـا، ورحمتِه التي جاء بها رسولُها، فاستمسِك بهذا الدين بعزم، ودافع عنه بحزم. مَن آمن بأن الله تعالى يؤتي فضلَه مَن يشاء، ويختصُّ برحمته مَن يشاء، حمله إيمانُه على الرضا والصفاء، وأبعده عن التحاسُد والبغضاء. رحمة الله ومشيئتُه لا تخضع لمعايير الناس، ولا تُراعـي ألوانهـم وأعراقهـم وأنسابهـم ومناصبهم. |
﴿وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [آل عمران: 129]
الخلق كلُّه ملكٌ لله تعالى، يغفر لمَن يشاء برحمته، ويعذِّب مَن يشاء بعدله. |
﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا ﴾ [النساء: 83]
كم من متسابقٍ إلى نشر الإشاعات في الأمور المدلهمَّات، دلَّ على نقص عقله، وضرَّ قومَه بفعله! الأمور العامَّة لا يجوز أن يستبدَّ فيها الفردُ برأيه، بل يردُّها إلى مَن يلي أمرَ العامَّة، ممَّن فرض اللهُ عليهم طاعتَه. من أدب المجالس ألا يتقدَّمَ الطالب بين يدَي العالم في القضايا العلميَّة، وإنما يسلِّم لأهل التخصُّص تخصُّصَهم، فأقوالهم أقربُ إلى الصواب. لقد حُرم فضلَ الله واتَّبع الشيطانَ مَن له في كلِّ نازلةٍ قول، وفي كلِّ أمرٍ من الخوف أو الأمن بيان، ويزعُم أن نجاح الأمَّة في اتِّباعه، فأين الردُّ إلى الله ورسوله؟! الأدب مع أهل العلم الراسخين رزقٌ يتفضَّل الله به على مَن يشاء من عباده، والافتئاتُ عليهم خِذلان، واتِّباعٌ لسبيل الشيطان. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعۡتَصَمُواْ بِهِۦ فَسَيُدۡخِلُهُمۡ فِي رَحۡمَةٖ مِّنۡهُ وَفَضۡلٖ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ﴾ [النساء: 175]
يقوى إيمانُ القلب والتزامُه، ما كان بالله وحدَه اعتصامُه، فإذا اتَّكل على عقلِه، واعتمد على حَولِه، فقد نزغَت به نفسُه وشيطانُه. ألا تحبُّ أن تدخُلَ في رحمة الله وفضله؟ اجعل الإيمانَ به يدخل قلبَك، والاعتصامَ به يملأ حياتَك، تَسعَد في العاجلة والآجلة. |
﴿وَتِلۡكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيۡنَٰهَآ إِبۡرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ﴾ [الأنعام: 83]
معرفة حُججِ الحقِّ لمقارعة أهلِ الباطل وحُسنُ استعمالها، نعمةٌ من الله ترفعُ درجاتِ صاحبِها، وتُنزِلُه المنازلَ العالية، لكونِ عملِه هذا رفعًا لراية الحقِّ وإسقاطًا لراية الباطل. يختصُّ اللهُ تعالى بعضَ عبادِه بتكريمه بما يُظهِرُ فضلَه ويرفعُ قدرَه عند خَلقِه؛ بناءً على عِلمه وحكمته، وفضلِه ورحمته، ومن ذلك التكريم العملُ النافع. |
﴿ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]
هدايتُك توفيقٌ من ربِّك فلا تُعجَب بنفسِك، فما فتَك بالنفس مثلُ العُجب بها. الهدى ما كان من الله وبنورِ الله، وما يزعمُه الضالُّون عن الصراط المستقيم هدايةً هو في حقيقته عَينُ الضلالة، فانقلابُ فِطَرِهم جعلَهم يحسَبون الظلامَ نورًا والنورَ ظلامًا. ما أعلى مكانةَ الأنبياء، وما أرفعَها عن أن يشوبَها شِركٌ أو يخالطَها شك! وما أحراها أن تُستحضرَ قِبلةَ اهتداء، ووِجهةَ اقتداء! |
﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125]
مَن انشرح صدرُه للإسلام، واستنار بنور الهُدى والإيمان، وأحبَّ الخير وأقبل عليه، فقد منَّ الله عليه بالتوفيق، وسلوكِ أقوم طريق. إذا ما ضاق صدرُ المرء عن قَبول الوحي، قبَض الله صدرَه عن فعل الخير، حتى لكأنه من ضِيقه يُكلَّفُ الصُّعودَ في طبقات السماء، فضِيقٌ بضِيق، والجزاءُ من جنس العمل. إنما يتفضَّل اللهُ بالتوفيق على مَن يعلم أنه يصلُح له، فسَلهُ تعالى أن يجعلَك له أهلًا. حين تخلو القلوبُ من الإيمان، تصيرُ مأوًى لكلِّ فساد وطغيان، فتَرِدُ عليها ذنوبٌ إثرَ ذنوب؛ عقوبةً من الله تعالى. |
﴿وَهَٰذَا صِرَٰطُ رَبِّكَ مُسۡتَقِيمٗاۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 126]
لا التواءَ في صراط الله تعالى، ولا ميلَ ولا اعوِجاج، فهو أقربُ الطرقِ الموصلة إليه، وبسلوكه تتحقَّق مصالحُ الدين والدنيا. |
﴿سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأۡسَنَاۗ قُلۡ هَلۡ عِندَكُم مِّنۡ عِلۡمٖ فَتُخۡرِجُوهُ لَنَآۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَخۡرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 148]
إن مشيئةَ اللهِ تعالى النافذةَ يجب ألا تُتَّخذَ عذرًا ولا ذريعةً لتقصير العبد في جنب الله، ولا لاتِّباعه هواه، فالاحتجاجُ بالقدَر إنما يَصِحُّ في المصائب لا في المَعايب. لا يَحتجُّ على فعل المعصية بقدر الله إلا مكذِّبٌ بالأمر والنهي، ولا يزيد باحتجاجه هذا معصيتَه إلا قُبحًا واستمرارًا. مَن خالف ظاهرَ الأمر والنهي دون صارفٍ يُفيد العلم، فهو متخرِّصٌ مذموم على اتِّباع الظنون. |
﴿فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلضَّلَٰلَةُۚ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 30]
إذا هُديَ الإنسانُ إلى الحقِّ فذاك محضُ توفيق الله وفضله، وإن ضلَّ فبخِذلانه له لتولِّيه الشيطان، فليَشكُر في الأولى، وليَتُب في الثانية. إذا سلك الإنسانُ طريقَ الضلال استقبله الشيطانُ واحتفى به، وأراه أنه على الحقِّ المبين. |
﴿مَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِيۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 178]
الهدى نعمةٌ عظيمة؛ ألا تراه لم يَذكر جزاءَه بجنَّة أو فوز، بل اكتفى بالإخبار عنه بأنه مهتدٍ؛ ليعمَّ كلَّ خيرٍ ينتظر المهتدين. إذا خُذِل العبدُ فلم يعبد الله، ولم يستعِن به؛ وُكِلَ إلى حَولِه وقوَّته، وشقيَ في دنياه وآخرته، وذلك أعظمُ الخسران. |
﴿مَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۥۚ وَيَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ ﴾ [الأعراف: 186]
نقِّ قلبَك يكُن موضعًا صالحًا لفضل اللهِ وهدايته؛ فإن القلوبَ المحشُوَّةَ طغيانًا حَجبَت نفسَها عن الحقِّ، فكانت مستحقَّةً لأن تُتركَ وحجابَها. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [التوبة: 28]
على قاصدِ البيت الحرام أن يطهِّرَ باطنَه وظاهره، فإنه مكانٌ لا تصلُح فيه النجاسةُ المعنويَّة ولا الحسِّيَّة. مَن تنجَّس بالشِّرك لا ينبغي أن يُقرَّب ويُحتفى به، ولو كان في ذلك فواتُ مصالحَ دنيوية؛ ألا تراه سبحانه نهى عن اقتراب المشركين من المسجد الحرام، مع ما يجُرُّه دخولهم مكةَ من منافعَ اقتصادية؟! لمَّا كان الرزَّاق هو الله تعالى، الذي ييسِّر للرزق ما شاء من الأسباب، ويفتحُ له ما يريد من الأبواب، فلا يخافنَّ العبدُ انقطاعَه. مَن خاف على رزقه بفعل طاعة ربِّه، فليُراجع قلبَه ورصيدَ إيمانه. مَن ترك الدنيا لأجل الدين أوصله اللهُ إلى مطلوبه منها، مع ما سَعِدَ به من أمر الدين. لا تبِع دينَك من أجل فقرٍ تخشاه؛ فما من عبدٍ إلا والغنيُّ مولاه، وهو الذي يتولَّى كِفايتَه، ويُذهب فاقتَه. بعلمِه تعالى وحكمتِه شرَع شرائعَ دينه التي بها يجتلب الناسُ منافعَ الدنيا والآخرة، فمَن ظنَّ أن العملَ بما شرَع اللهُ يفوِّت مصلحتَه فليتذكر أن الله عليمٌ حكيم. |
﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [يونس: 25]
سبحانَ من دعا الناسَ إلى دار كرامته عدلًا، وخصَّ بالهدايةِ بتوفيقه مَن شاءَ فضلًا! اللهم اجعلنا ممن سلِمت قلوبُهم من الشِّرْك، وطَهُرت من علائق الإثم، عسى نحظى بدارٍ سلِمت من جميع الآفات، وحسُنت من كلِّ الجهات. |
﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ﴾ [يونس: 49]
إنَّ خير الخلق لا يملك لنفسه شيئًا، فكيف بسواه؟ فعلِّق قلبَك بالله وحدَه توكُّلًا واستعانة، وتوجُّهًا واستغاثة، ولا ترجُ سواه لرفع النوازل، فإنه وحدَه القادر على كلِّ شيء. لا يستطيعُ أحدٌ تغييرَ أجَلِ الله، ولو ساعةً، تقديمًا أو تأخيرًا، فمهما حاولَ الهربَ لتأخيره، أو تجرَّأَ لاستعجاله أدركهُ أجلُه المقدَّرُ في حِينه. |
﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [يونس: 100]
الكفـر رجسٌ يُدنِّسُ النفوسَ والأحـــوال، ويُخبِّــثُ الأقــوالَ والأعمـال. لا ينبغي لذي عقلٍ أن يُنكرَ دلائلَ الحق، فإنها بلغَت رتبةً عالية من البيان والإيضاح. |
﴿ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ ﴾ [الرعد: 26]
لا يحزَن مؤمن لضيق رزقه؛ فضيقُه سببٌ لعِظَم أجره، ولا يفرح كافر ببسط رزقه، فذلك إملاءٌ من الله تعالى له. |
﴿أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۗ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلۡ سَمُّوهُمۡۚ أَمۡ تُنَبِّـُٔونَهُۥ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَم بِظَٰهِرٖ مِّنَ ٱلۡقَوۡلِۗ بَلۡ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكۡرُهُمۡ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ ﴾ [الرعد: 33]
سيدرك مَن اختار الضلالَ على الهدى أنه اختار عذابَ الدنيا، وأن عذابًا في الآخرة أشقَّ ينتظره بعد انقضاء حياته. لو يوقنُ الضالُّون بالعذاب الشاقِّ الذي ينتظرهم في الآخرة ما تمادَوا في ضلالهم. سبحان مَن لا يُحادُّه أحدٌ إلا قهره وغلبه، ولا يشفع عنده أحدٌ إلا بإذنه، وليس يأذَن بالشفاعة لمَن كفر به فمات على كفره! |
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4]
معرفة لسان المدعُوِّين، وخطابُهم بما يفهمون، من آلاتِ الدعوة المهمَّة. يكفي من البيان حصولُ البلاغ، ولا يَلزمُ من ذلك حصولُ الهداية، فثمَّةَ قلوبٌ أفسدها الهوى، لا تَعبأُ بالإيمان، ولا يقنعُها إلى جلالتِه البيان. لو أراد العزيزُ سبحانه بعبدٍ أمرًا، فلا رادَّ لأمره، ولكنَّه مع عزِّته تعالى لا يقضي إلا بحِكمة. |
﴿وَعَلَى ٱللَّهِ قَصۡدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنۡهَا جَآئِرٞۚ وَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [النحل: 9]
أيظنُّ عاقلٌ أن مَن يسخَّر له ما يُعينه على وصوله إلى بغيته في دنياه، يغفُل عن أن يبيِّنَ له ما يُعينُه على وصوله إلى مبتغاه في أُخراه؟! حاشاه سبحانه. سبيل الحقِّ من صنع اللهِ تعالى، لكنَّ السبلَ الجائرةَ قد ابتدعها أهلُ الضلالة، فلا العقلُ يَشهدُ لها، ولا الفطرةُ تميلُ إليها. خلق اللهُ سبحانه في العبد الاستعدادَ للهدى والضلال، وجعلَ منه قادرًا على اختيار ما يُريد من قاصدِ السبيل أو جائره. |
﴿كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا ﴾ [الإسراء: 20]
ينال كلٌّ من المؤمن والكافر من الدنيا ما قُسم لهما من الرزق، فإذا جاء الموت افترقت بهما الأحوال. يظهرُ مولانا الحقُّ سبحانه وتعالى على عباده بصفة ربوبيته، فلا يمنعُ من عطائه أحدًا من خلقه. |
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا ﴾ [الإسراء: 30]
فليرضَ العبدُ من الله تعالى بما قدَّره، سواء أبسطَ له رزقَه أم قدَره، فإنه عن علم وحكمة اختارَ له. |
﴿إِلَّا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّ فَضۡلَهُۥ كَانَ عَلَيۡكَ كَبِيرٗا ﴾ [الإسراء: 87]
على كلِّ ذي علم ألا يغفُلَ عن شكر الله على مِنَّته عليه بحفظ العلم ورسوخه في صدره. |
﴿وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ هُدٗىۗ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٞ مَّرَدًّا ﴾ [مريم: 76]
من فضل الله تعالى على عبده المخلص أنه إذا سلك طريقًا في العلم والإيمان والعمل الصالح زاده الله تعالى منه، وسهَّله عليه، ويسَّره له. إنما يبقى ذِكر الله تعالى وطاعتُه، وأما الدنيا فصائرةٌ إلى يباب، ومتاعها آيلٌ إلى ذهاب، لا يبقى منه مقام ولا ناد، ولا سلطانٌ ولا أجناد. |
﴿ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ ﴾ [الأنبياء: 9]
للهِ كم صبر الأنبياء على أقوامهم، وطال ابتلاؤهم بهم! وكمِ انتظروا صدقَ موعود الله لهم، حتى حلَّ العذاب بمكذبيهم! |
﴿وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَٰهُ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يُرِيدُ ﴾ [الحج: 16]
ليس في شأن البعث وحدَه يظهرُ كمالُ بيان الله تعالى، بل لو تدبَّرت آياتِه لوجدتَّها جميعها في أعلى أنواع البيان. إن الآيات وإن كانت بيِّنات، لكنَّ الهداية بيد ربِّ الأرض والسماوات، والموفَّق مَن لا يزال يسأل اللهَ تعالى أن يهديَه بها، ويأخذ بيده إليها. |
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدٗا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴾ [النور: 21]
لو تفكَّر المؤمن في طبيعة المعصية، وأنها اتباعٌ لخُطا عدوِّه الشيطان لنفرَ منها طبعُه، وارتجف وِجدانه، واقشعرَّ خياله. الشيطان يتربَّص بالمؤمن حتى يوقعَه في شَرَكه خطوةً خطوة، فيوشك مَن خطا أُولى الخطوات أن يصلَ إلى آخرها، فاقطع عن نفسك طريقَ الشيطان إليك من أُولى الخطوات إليه. مهما بدا للمرء أن ما يدعو إليه الشيطان يسير، أو ليس في فعله ضررٌ كبير، فليعلم أن مآل تتبُّعه الوقوعُ في حبال الفحشاء أو المنكر. ومَن ذا الذي يُغرِّر بنفسه بعد هذه الآيات ثقةً بعلمه وتديُّنِه وصبره دون أن ينظرَ إلى فضل الله عليه ورحمته؟! سَلِ الله من فضله دون أن يَعزُبَ عنك أن أعظم فضلٍ عليك طهارةُ قلبك وزكاة نفسك. إن السميع للهمَسات، العليمَ بالفعـــال والخطَـــرات، المزكي للأنفس، يجب أن يُقدرَ حقَّ قدره، ويُرجى منه فضله ورحمته. |
﴿لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾ [النور: 38]
هل تأملتَ في كرم ربك في ثوابه لك، حين تعمل ما أمرك به، فإنه سبحانه يعطيك ثواب أحسن العمل، ويَزيدك من فضله عليه. |
﴿لَّقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖۚ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [النور: 46]
حين يتحاكم الناس إلى شريعة الله، فإنما يتحاكمون إلى شريعة مبيَّنة واضحة مضبوطة، لا شبهةَ فيها ولا إبهام، ولا التباسَ ولا غموض. جعل الله للهدى طريقًا، مَن اتصل به أوصله بمشيئة الله، ومَن حاد عنه فقد ولج في الضلال، وذلك حسب مشيئته تعالى في الهدى والضلال. |
﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]
هداية القلوب بيد الله، والحرص على هداية امرئ لا يُدخل الإيمان في قلبه، فقد آمن برسول الله بُعداء، ولم يؤمن به أقرباء! أكثِر من سؤال الله الهداية فإنها بيده لا بيد غيره، وهو أعلم بمَن يستحقها ممَّن لا يستحق. |
﴿ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [العنكبوت: 62]
سبحان مَن يعلم ما يصلح العباد وما يفسدهم، فيعطي بحسب ذلك أو يمنع، وكم رامَ بعضُ الأقوياء إغناءَ فقير وإفقار غني، فما استطاعوا، وما شاء الله كان! |
﴿أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الروم: 37]
مَن علم أن الله تعالى هو الباسط القابض فلا يقنط من رحمته مهما عصاه، فما للعبد لا يرجع إلى ربه تائبًا من معصيته التي عوقب بالشدة من أجلها حتى يعيد إليه رحمته؟ لو اعتبر العباد حال بسط الله لم يقنطوا، ولو اعتبروا حال قبضه لم يبطروا، بل لكان حالهم حينئذٍ الصبر في البلاء، والشكر في الرخاء، والإقلاع عن السيئة التي نزل بسببها القضاء. في النظر إلى أحوال الناس كيف تتبدَّل ما بين الفقر والغنى، والصحَّة والمرض، والقوَّة والضعف؛ عبرةٌ لكلِّ مؤمن. |
﴿قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥۚ وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]
يا صاحبَ المال، أنفق ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا، فإن الرزق بيده يوسعه ويضيِّقه، ولن يُفقرَك إنفاقك في سبيله وبَذلُك في مرضاته. لا يُبسَط الرزق لامرئٍ لذكائه وكرامته، ولا يُضيَّق عليه لغبائه وهوانه، بل ذلك يرجع إلى علم الله وحكمته؛ فكم من ذكيٍّ يعيش في أحضان الفقر، وسواه في أثواب الغنى مختال. المؤمن بربِّه، الموقن بوعده، المصدِّق بكلامه، لا يبخل عن الإنفاق وقد أخبره الله بأن ما أنفقه من أجله فإنه سيعوِّضه في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالثواب. ما أهونَ الإنفاق على مَن يعلم أن الله تعالى يرضى عنه ما تصدق، ويخلف عليه نفقته عاجلًا أو آجلًا! خالق الرزق وخالق أسبابه التي ينتفع بها المرزوق هو مَن بيده رزق عباده، فاطلب الرزق منه وحده، ولا يتعلق قلبك بسواه. يرزق الله تعالى مَن يطيعه ومن يعصيه، ولا يَشغَله فيه أحدٌ عن أحد. |
﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8]
شقيَ مَن يعمل السوءَ عن عَمدٍ ويعلم أن فعله سوء، وأشقى منه مَن يرى سيِّئاته حسنات، ومعاصيَه قرُبات. يحبُّ الله تعالى لرسوله الكريم انشراحَ الصدر، وراحة النفس من الأحزان، فينهاه عن التحسُّر على مَن دعاهم إلى الحقِّ فأعرضوا عنه. لا تحزن على مَن بلغه الحقُّ فعاداه وحاربه حتى انتهى مآله إلى العقوبة، فإن الله تعالى عليمٌ بعمله، بصيرٌ بحاله، حين صارت عاقبته إلى ذلك المصير. |
﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23]
كيف لا يكون القرآن أحسنَ الحديث وهو كتابٌ لا ريبَ فيه هدًى للمتَّقين، وشفاءٌ ورحمة للمؤمنين؟ يا مَن تجد قَسوةً في قلبك، وبرودًا في مشاعرك، دونك الدواءَ الشافي، والبلسمَ الوافي، الذي يليِّن الجلود والقلوب؛ إنه كتاب الله؛ تدبَّر آياتِه، وتفكَّر بحِكَمه وأحكامه. |
﴿لَهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [الشورى: 12]
إذا كان الله تعالى هو رازقَهم وكافلَهم ومطعمَهم وساقيَهم؛ أفلغيره يتَّجهون ليحكمَ فيما فيه يختلفون؟ مَن كان علمه كاملًا شاملًا، كانت أفعاله جاريةً على أتقن ما يكون من قوانين الحكمة، فما أحرانا أن نرضى بها، وإن غابت عنَّا الحكمةُ منها! قد أحاط الله بكلِّ شيء علماً، فلا تخفى عليه سبحانه خافية، من كبير أو صغير، ومن جليل أو حقير، فكن أيُّها المسلم على حذر. |
﴿۞ وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ ﴾ [الشورى: 27]
الله خبيرٌ بعباده بصيرٌ بهم، يعلم ما يُصلحهم وما يُطغيهم؛ فيُفقِر ويُغني، ويمنع ويُقني، ويَقبِض ويَبسُط، فله الحكم، ومنَّا الرضا. قال قَتادة: (كان يُقال: خيرُ الرزق ما لا يُطغيك ولا يُلهيك)، فطوبى لمَن كانت الدنيا بيده، ولم تمسَّ شَغاف قلبه. |
﴿وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ ﴾ [محمد: 17]
أقبِل على الله وسيُقبل عليك إفضالُه؛ فمَن اهتدى حقًّا رَقيَ به إلى زيادة الاهتداء، حتى يصلَ إلى نَيل التقوى. |
﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7]
لمَّا كان رسول الله ﷺ بين ظَهرانَي الصحابة كانت العصمةُ من الزلَل حاضرةً بإرجاع الأمور إليه، واليوم يقي المسلمون أنفسَهم من الزلل بالرجوع إلى سُنَّته، واتِّباع هَديه. لو اتَّبع النبيُّ ﷺ هؤلاء الصحابة -برغم رجاحة عقولهم، وغزارة علمهم- لأصابهم العَنَت، فكيف بنا ونحن لم نصل إلى معشار ما وصلوا إليه؟! إن ممَّا يميِّز أهلَ الإيمان عن أهل الضلال هو استسلامهم وانقيادهم لأوامر الله ورسوله ﷺ، أمَّا أولئك فقد كرهوا ما أنزل الله، واتَّبعوا أهواءهم. |
﴿فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعۡمَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [الحجرات: 8]
يا لها من نعمة! عندما يجتبيك الله من بين آلاف الناس ليقذِفَ في قلبك الإيمان، وينقذك من الكفر والفسوق والعصيان. |
﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]
السباقُ إلى المغفرة يقتضي السباقَ إلى الاستغفار والتوبة، فسارعوا إليهما قبل أن يُباغتَكم الأجَل. أيها الناسُ، لتكن مفاخرتُكم ومكاثرتُكم في الخيرات، مسارعينَ إلى إرضاء الله تعالى، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. عجبًا لمَن ينشَط ويجتهد في سباقات الدنيا؛ طمعًا في عرَض زائل، ثم إذا جدَّ الجِدُّ أبطأ وتقاعسَ في سباق الآخرة! استحضِر دومًا أيها المؤمن، أنَّ الله إنما خلق الجنَّة وهيَّأها لأهل طاعته من المؤمنين الصادقين، فإنَّ في ذلك حثًّا لك على الثبات إلى الممات. الجنَّة دارُ بقاء وكرامة، وهي لا تُنال إلا بفضلٍ من الله بعد العمل الصالح والطاعة، أفلا تستحقُّ أن نشمِّرَ لها، سائلين الله من فضله؟ كلُّ نعيم يتقلَّب فيه الناسُ فإنَّ الفضل فيه لله وحدَه، فدَع عنكَ الحسَد، وسَلِ الله أن يؤتيَكَ مثلَ ما آتاهم. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الحديد: 28]
من فضل الله تعالى على عباده المتَّقين أنه ينوِّر طريقَهم في الدنيا ليزدادوا بِرًّا وتقوى، وينوِّر طريقَهم على الصِّراط في الآخرة إكرامًا وثوابًا. خطواتُنا في الدنيا تحتاجُ إلى نور يضيء لها الطريق، ونصيبُنا من ذلك النور بقَدر تقوانا ومتابعتنا الرسول ﷺ. نورُ الله هو العلم بالقرآن والسنَّة ليسيرَ عبادُه إليه، على بصيرة وحُجَّة، وطريقُ تحصيل العلم هو الاجتهادُ في تقوى الله والعمل به. ما أفقرَنا إلى مغفرةٍ منكَ يا رب، تمحو بها ذنوبَنا وتستر عيوبَنا، وإلى رحمةٍ منك تسدِّدنا وتُصلح قلوبَنا وتقوِّم سلوكنا. |
﴿لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَلَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 29]
الفضل كلُّه بيد الله، ولو اجتمع الخلقُ جميعًا على أن يحرموك قليلًا ممَّا قدَّره لك لعجَزوا، فأخلص التوكُّلَ على ربِّك، ولا تخشَ فيه أحدًا. |
﴿ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 4]
أيُّ شرفٍ فاز به الرعيلُ الأوَّل من أصحاب رسول الله ﷺ ممَّن تربَّوا على عينه، ونهلوا من مَعين خُلقه ونبله! إنه فضلُ الله يمنُّ به على مَن يشاء. نال الفضلَ والشَّرفَ بلالٌ وسلمانُ بإسلامهما، وحُرمهما أبو لهَب وأبو جهل بكفرهما، ذلك فضلُ الله يؤتيه مَن يشاء. |
﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ﴾ [التغابن: 11]
قال عَلقَمة: (هو الرجُل تصيبه المصيبةُ فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم). إن الله يعلم ما يُصيب عبدَه المؤمنَ من بلاء فيصبِّره ويثبِّت جَنانه، ويجازيه عن ذلك بما أعدَّه من كرامة للصَّابرين. لا يبلغ العبدُ اليقينَ حتى يعلمَ علمًا جازمًا أن ما أصابه لم يكن ليُخطئَه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبَه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وما وقعَ عليك فلن تدفعَه، وما ليس بواقع عليك فلن تجلبَه. إن رُمتَ راحةَ البال وطُمَأنينةَ الفؤاد فلتوطِّن نفسَك على الرِّضا بقضاء الله والتسليم لقدَره، مع الصَّبر والثبات. قال إبراهيمُ الحَربيُّ تلميذ الإمام أحمد: (أجمع عقلاءُ كلِّ ملَّة أنه مَن لم يجرِ مع القدَر لم يهنأ بعَيشه). ليس كالإيمان قائدٌ يقود صاحبَه إلى المبرَّات في أحواله كلِّها؛ «فإن أصابته سرَّاءُ شكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له». |
﴿يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمِينَ أَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمَۢا ﴾ [الإنسان: 31]
هذه السورةُ بما حوَته من جليل المعاني إنما هي عظةٌ لك أيها الإنسان، فاتَّعظ بها واتخذ من آي القرآن سبيلًا إلى طاعته ورضوانه. مَن أراد لنفسه الخيرَ في الدنيا والآخرة اتخذ الإيمانَ والتقوى طريقًا يبلغ به مغفرةَ ربِّه ورضوانه. لا تغترَّ أيها الإنسانُ بإرادتك ومشيئتك، فهي مرتبطةٌ بمشيئة الله وحدَه، فاسأله سبحانه الهدايةَ والتوفيقَ لسبُل الرَّشاد. إن الله عليمٌ بمَن يستحقُّ الهدايةَ فيوفِّقه إليها، ومَن يستحقُّ الغَوايةَ فيصرفه عن الهدى؛ ﴿إنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يشاءُ ويَهدي إليهِ مَن أناب﴾ . |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الرقيق والأسرى صحف إبراهيم مالك الملك إحياء الموتى النار العبادة المسافحة المقاطعة الزواج بمطلقة المتبنى التحريف
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب