قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 119]
في معنى كلمة الحقِّ تثبيتٌ يقضي على شبهات المضلِّلين، ومحاولات الكائدين، وتلبيس الملفِّقين، وفي لفظها صَرامةٌ توحي بالجزم واليقين.
أيها الداعية، إذا بلَّغتَ الحقَّ البلاغَ المبين، فلستَ مسؤولًا بعد ذلك عن ضلال الضالِّين، الواردين نارَ الجحيم.
سورة: البقرة - آية: 119  - جزء: 1 - صفحة: 18
﴿رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129]
ما أعظمَ منَّةَ إبراهيم عليه السلام على الناس عامَّة، وعلى هذه الأمَّة خاصَّة! يدعو لهم ويرجو لهم الخير وهم في أصلاب آبائهم! من عزَّة العزيز سبحانه أنه لا يُمنع من فعل ما يريد، ولا يُغالبه شيء، ومن حكمة الحكيم سبحانه أن بعث للناس الرسلَ هداةً مَهديِّين.
سورة: البقرة - آية: 129  - جزء: 1 - صفحة: 20
﴿كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولٗا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151]
بتلاوة القرآن تؤدَّى العبادات، ويُستفاد العلم ومجامع الأخلاق الحميدة، وبه تحصُل كلُّ خيرات الدنيا والآخرة.
من حكمة بعث الله تعالى للرسُل أنه يطهِّر بهم أرواحَ الناس من دنَس الجاهليَّة، ورِجس التصوُّرات، ولُوثة الشهَوات.
رفع الجهل عن الناس، وتعليمُهم الكتابَ والسنَّة، وظيفةُ خيار الخلق.
تفرَّع عن تعليم النبيِّ ﷺ أمَّتَه علومٌ كثيرة شَمِلَت أحكامَ الدنيا وأحوالَ الآخرة، فضلًا عن الأحكام الشرعيَّة.
سورة: البقرة - آية: 151  - جزء: 2 - صفحة: 23
﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152]
ذكرُ الله ليس لفظًا باللسان فحسب، ولكنَّه انفعالُ القلب مع اللسان، والشعورُ بعظمة الله وجلاله، والتأثُّر بهذا الشعور تأثُّرًا يُفضي إلى الطاعة.
الله جلَّ جلاله يجعل ذكرَه لهؤلاء العبيد مكافئًا لذكرهم له في عالمهم الصغير! فأين المكثرون من ذِكره؟ أعظِم بها من آيةٍ في الحثِّ على الذِّكر! ولو لم يكن في فضل الذِّكر سوى هذه الآيةِ لكفَت وأغنَت.
سورة: البقرة - آية: 152  - جزء: 2 - صفحة: 23
﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [البقرة: 252]
من أشرف ما يثبِّت الإنسانَ على الحقِّ نظرُه في كتاب ربِّه، وتدبُّر ما فيه من سِيَر السابقين، وسُنن الله في الغابرين، فإن سنَّة الله ماضيةٌ في الخالفين، ولن تجدَ لسنَّة الله تبديلا.
ليس كقَصص القرآن قَصصٌ تستحقُّ الإجلالَ والادِّكار؛ كيف لا وفيها من العِبَر الواضحات، ومن الأخبار والعِظات، ما ينطِق بصدق النبوَّة، ويشهد على أنها تنزيلُ الحكيم الخبير؟!
سورة: البقرة - آية: 252  - جزء: 2 - صفحة: 41
﴿إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡقَصَصُ ٱلۡحَقُّۚ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 62]
قِصَص القرآن ليست كسائر القِصَص، فهو أصدقُ القول وأحكم البيان، والعاقل مَن صدَّق بأخباره وانتفع بقِصَصه واعتبرَ بحوادثه.
هو العزيز فلا يُعبَد غيرُه، ولا يُخضَع لسواه، وهو الحكيم فلا شرعَ إلا شرعُه، ولا أمرَ إلا أمرُه.
سورة: آل عمران - آية: 62  - جزء: 3 - صفحة: 58
﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ﴾ [آل عمران: 79]
يختار الله من عباده لحمل رسالته إلى خَلقه، مَن يدعو إلى توحيده وإفراده بالتعظيم؛ فلذلك كان الأنبياء أبعدَ الناس عن الدعوة إلى أنفسهم، وترك عبادة ربِّهم.
أعلى مراتب العبد أن يكونَ ربَّانيًّا؛ يربِّي الناسَ بمبادئ العلم قبل نهاياته، وبأصوله قبل فروعه، ويدعوهم إلى العمل بفعله قبل قوله.
غاية الأنبياء جميعِهم تبليغُ رسالات ربِّهم، فمَن كان على نهجهم فهو الداعيةُ الحقُّ.
ضلَّ أقوامٌ غلَوا في رسول الله ﷺ فجعلوا له بعضَ حقوق الله عزَّ وجل، هلَّا استجابوا لأمره: «لا تُطروني كما أطرَت النصارى عيسى ابنَ مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبدُ الله ورسوله».
أعظم آثار العلم تحقيقُ التوحيد، وتعميقُ مفاهيمه في حياة الداعية إليه وحياة الناس.
سورة: آل عمران - آية: 79  - جزء: 3 - صفحة: 60
﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 81]
ليس بعد شريعة نبيِّنا ﷺ شريعةٌ تُتَّبع، فإن شريعتَه ناسخةٌ لجميع الشرائع، ودينه خاتمُ الأديان إلى يوم القيامة.
مَن انتسب إلى نبيٍّ من الأنبياء وهو يكذِّب بشريعة خاتم الأنبياء فإنه كاذبٌ في دعواه، متَّبع لهواه، والأنبياء كافَّةً بَراءٌ من ضلاله.
رتبة نبيِّنا ﷺ أعلى الرُّتَب، فهو أجلُّ البشر قدرًا، وأفضل أنبياء الله منزلة، ودينُه خير الأديان، وشريعتُه خاتمة الشرائع.
ما أعظمَها من مكانةٍ لنبيِّنا ﷺ ؛ أن يأخذَ الله العهدَ المؤكَّد على كلِّ نبيٍّ أن يؤمنَ به وينصرَه، ويأخذَ كلُّ نبيٍّ العهدَ على أمَّته بذلك، ويشهدَ عليهم به، ويشهدَ الله على الجميع بذلك!
سورة: آل عمران - آية: 81  - جزء: 3 - صفحة: 60
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]
الدعوة إلى الحقِّ لا تنتهي بموت الأنبياء والمرسَلين، والدعاة المصلحين، فهي خالدةٌ وإن لم يكونـوا خالـدين، بل تَســري العزيمـةُ في أتبـاعهم فتمـدُّهم بمـا فيـه فلاحُهم، ما داموا بها متمسِّكين.
إن مات معلِّمك، أو فقدتَّ إمامك، أو فارقتَ حبيبك، ففي الله تعالى عِوضٌ من كلِّ فائت، وفي لقائه سَلوةٌ عن كلِّ مفقود.
كن شاكرًا لنعمة الله عليك، بمعرفة قيمة ما أسداه إليك، وداوِم على شكره حتى تلقاه راضيًا عنك.
سورة: آل عمران - آية: 144  - جزء: 4 - صفحة: 68
﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]
قيل هذا للنبيِّ ﷺ وهو المؤيَّد بالوحي، والمشهود له بالخُلق العظيم، والمبعوث إلى خير هذه الأمَّة، فما بالُك بغيره؟! رفقًا أيها الداعيةُ بالخَلق؛ فإن تبليغ الحقِّ لا يسوِّغ الفَظاظة، ولستَ بأحرصَ على البلاغ من رسول الله، وقد كان في دعوته لطيفًا رحيمًا.
حُسن خُلُق الداعية يجذِبُ الناسَ إلى دين الله، مع ما له من المدح، وسوء خُلُقه ينفِّر الناسَ عن الدِّين، مع ما له من الذمِّ.
أمر الباري نبيَّه ﷺ أن يعفوَ عمَّن أخطأ بحقِّه، وأن يستغفرَ اللهَ لمن أخطأ في حقِّ ربِّه حتى يعفوَ الله عنه، وفي هذا مراعاةُ حقِّ الله وحقِّ الخلق.
إذا كان الله يأمر رسوله ﷺ بمشاورة أصحابه، وهو أكملُ الناس عقلًا، وأغزرهم علمًا، وأفضلهم رأيًا، فمَن دونَه بذلك أولى.
عدوُّ النجاح أمران: سوء الرأي والتدبير، والحَيرة والتردُّد، أمَّا سوء الرأي فتقوِّمه الشُّورى، وأمَّا التردُّد فيدفعه العزيمةُ وصدق التوكُّل.
مَن جعل توكُّله على الله تعالى أحبَّه وسدَّده وأعانه، ومَن توكَّل على غيره خذله ولم يظفَر منه بطائل.
سورة: آل عمران - آية: 159  - جزء: 4 - صفحة: 71
﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا ﴾ [النساء: 105]
أنزلَ الله الكتابَ بالحقِّ؛ ليكونَ به حُكم الخَلق، فلا حُكمَ في الشرع المنزَّل بآراء البشر المخالفةِ لهذا الكتاب، فما وافقَه منها فهو الحقُّ، وما خالفه فهو الباطل.
الوحي علمٌ يقينيٌّ لا يتطرَّق إليه شكٌّ البتَّة، فهو بمنزلة الرؤية في الظهور والقوَّة، فمَن استنار به وضَحَت له السُّبل، ومَن عَشا عنه تحيَّرَ في كلِّ واد.
من منهج الأنبياء العدلُ في الأحكام، وتركُ محاباة الأنام، والالتزامُ بحُكم الله عزَّ وجلَّ، ورفضُ المجادلة عن كلِّ خائن، والبعدُ عن مجاملة كلِّ عاصٍ.
مَن سلَّمه الله عزَّ وجلَّ من جناية الخيانة، فليُنزِّه لسانَه عن الدفاع عن الخائنين؛ فإن تركَ الخيانة لا يكون إلا بترك أهلها.
سورة: النساء - آية: 105  - جزء: 5 - صفحة: 95
﴿وَٱسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [النساء: 106]
ينبغي لمَن يحكم بين الناس بقضاءٍ أو فتوى أن يستغفرَ قبل حُكمه طلبًا للتوفيق، وأن يستغفرَ بعد حُكمه جبرًا للتقصير.
لا تنقطع عن الاستغفار أبدًا وإن ظننتَ بنفسك خيرًا، فإن لم يكن لطلب مغفرة الذنب، فليكن طلبًا لجميل السَّتر.
سورة: النساء - آية: 106  - جزء: 5 - صفحة: 96
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلۡحَقِّ مِن رَّبِّكُمۡ فَـَٔامِنُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ وَإِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [النساء: 170]
أتاك الهُدى ساعيًا إليك، حاملًا معه الخيرَ من الله، فهلَّا استقبلتَه بنحو ما أظهر لك من الاهتمام، واستشعرتَ من ربِّك تلك العنايةَ والإكرام.
إن الإيمان خيرٌ كلُّه؛ فهو خيرٌ للمؤمنين في أبدانهم، وخيرٌ لهم في أرواحهم؛ لما يترتَّب عليه في الدنيا من جليل الفوائد، ولما يُثمر في الآخرة من جميل العوائد.
بعِلمه تعالى أحاطَ بكفر الكافر، وبحِكمته قضى بكفره، وبعلمه وحكمته أدخله دارَ سخَطه، لا معقِّبَ لحُكمه ولا غالبَ لأمره.
سورة: النساء - آية: 170  - جزء: 6 - صفحة: 104
﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا ﴾ [النساء: 172]
التوحيد دليلٌ على رجاحةِ العقل وصفاء التفكير، فمَن رجَحَ عقلُه وصفا فكرُه أقبلَ على عبادة الله وحدَه، فإن أعرضَ عن ذلك فقد دلَّ على خِفَّة عقله، وكدَرِ فكره.
الإنسان كلَّما ازداد علمًا وتُقى وعقلًا وصدقًا، ازداد تواضعًا واتِّباعًا للحق، فإن تكبَّر على الحقِّ والخلق فقد كشف عن جهله، وضعفِ دينه وعقلِه.
إن عيسى عليه السلام وإن أُيِّد بالمعجزات، وأُعلم بالمغيَّبات، ورقِّي في السماوات، فإنه لم يرتفع عن درجة العبودية، فكيف تُدَّعى له الألوهيَّة؟! لا يمتنع العاقلُ عن عبادة ربِّه، سواءٌ أكان امتناعُه عن أنفةٍ واستنكاف، أم عن تعالٍ واستكبار.
إذا استشرى مرضُ الكِبْر في القلوب فلا دواءَ أنجعَ من التذكير بالله والقدوم عليه، فمَن لم يَشفِه هذا العلاجُ فلا شفاءَ له.
سورة: النساء - آية: 172  - جزء: 6 - صفحة: 105
﴿۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [المائدة: 67]
العلم بدين الله نورٌ يضيء للناس الطريقَ المستقيم، وحاملُ هذا النور مأمورٌ بتبليغه، فإن كتمَه فإنه لم يبلِّغ رسالةَ ربِّه، وكفى بهذا ذمًّا.
لله في ثنايا التكاليف ألطافٌ تعين عليها، فانظر كيف أمر الله رسولَه بالصَّدع والبلاغ، والقومُ مبغِضون له معاندون، ثم كفَلَ له العصمةَ من الناس إن قام بالتكليف، وقد فعل.
فما أحرانا أن نتأسَّى بنبيِّنا في تبليغ رسالة ربِّنا، متَّكلين عليه وحدَه! يا داعيَ الحقِّ، ثِق بحُسن العاقبة إن كانت دعوتُك إليه خالصة، وعلى سبيله مستقيمة، فأنت في أمانه وكلاءته، وحفظه ورعايته، فاحفظ الله يحفَظك.
حسبُك أيها الداعية البلاغُ المبين، فمَن اهتدى فلنفسه، أمَّا الكافرون الذين لا قصدَ لهم إلا اتِّباعُ أهوائهم فإن الله لا يَهديهم ولا يوفِّقهم للخير؛ لإصرارهم على الكفر وعنادهم.
سورة: المائدة - آية: 67  - جزء: 6 - صفحة: 119
﴿مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ ﴾ [المائدة: 99]
ببلاغ الرسُل قامت على أقوامهم الحجَّة، واتَّضحَت للسالكين المَحجَّة، فلا عذرَ لمَن أعرض وقد أتاه البلاغُ المبين، عن طريق الرسُل أو حمَلةِ أمانتهم من أتباعهم الصادقين.
سورة: المائدة - آية: 99  - جزء: 7 - صفحة: 124
﴿قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 14]
أيُّ عاقلٍ يدعُ خالقَـه الغنيَّ الجليل، ذا القدرة الباهـــرة التي شهـدت لها سماواتُه وأرضُه وينصرفُ إلى مخلوقٍ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضَرًا، راجيًا وَلايتَه، وطالبًا نصرتَه؟! لا تُطمِـع الكافرين أن يستغلُّـوا ما وهبـك الله من لطف، وما أمرَك به دينُك من رحمةٍ ولينٍ وعطف، فيستميلوك إليهم.
إعلان الانتماءِ الكامل للتوحيد والموحِّدين، والبراءةِ التامَّة من الشرك والمشركين، عنوانٌ صريح يقطع أطماعَ الكافرين.
سورة: الأنعام - آية: 14  - جزء: 7 - صفحة: 129
﴿قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةٗۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 19]
أعظم الشهاداتِ شهادةُ الله تعالى؛ إذ هو العالمُ بالقائل وما قال، وبالسامع وما سمع، وهو العليمُ بالأقوال والردود، وبالإقرار والجحود.
ما أثبتَه محكَمُ الآيات فلا يُحتاج بعدَه إلى إثبات، وما جاء به الشرع فإنه القولُ الفصل.
لا وسيلةَ أعظمُ من القرآن في الإنذار ولا أنفع، ولا وعظَ أجدى من وعظه ولا أوقع.
مَن بلغَهُ القرآنُ بلغةٍ يفهمها فقد قامت عليه الحجَّة به، وبلغَه الإنذار، وحَقَّ عليه العذابُ إن كذَّب بعد البلاغ.
قال الربيع بن أنس: (حقٌّ على من اتبع رسولَ الله ﷺ أن يدعوَ كالذي دعا رسولُ الله، وأن يُنذرَ بالذي أنذَر).
أقبحُ ما عرَف الناسُ من شهاداتِ الزُّور ادِّعاءُ أن للهِ شريكًا في ملكِه وحُكمه.
لا مُداهنةَ في العقيدة ولا مساومةَ في التوحيد، فمَن لم يشهد ببُطلانِ الآلهة سوى اللهِ عزَّ وجلَّ فما عرَف التوحيدَ ولا الإخلاص.
سورة: الأنعام - آية: 19  - جزء: 7 - صفحة: 130
﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]
رسالة رسولنا محمَّد ﷺ إلى الناس كافَّة، وإن كان للعرب شرفٌ بخروجه منهم، لكنَّ هذا الشرفَ لا يدركُه إلا مَن اتَّبعه حقًّا من العرب أو العجم.
كيف يُعبَد غيرُ الله، ويُعصى مَن أرسلَه، والمُلك كلُّه لله وحدَه؛ يحيي ويميت، ويبعثُ العبادَ للحساب؛ من غير شريك ولا نِدٍّ! إن العلم العظيمَ الذي تلقَّاه رسولنا الأميُّ الكريم ﷺ كان من كلمات الله، فهل بعد هذا العلم من علم؟ أميَّةُ نبيِّنا الكريم ﷺ كمال، وأميَّةُ غيره نقص، فمجيئُه بهذا العلم مع أميَّته دليلٌ على نبوَّته.
لا يكفي الإيمانُ في القلب ما لم يكن معه اتِّباعٌ عملي، فدلِّل على إيمانك بصحيح اتِّباعك.
يا من تطلب الهدايةَ والنجاة، كن متَّبعًا ولا تكن مبتدِعًا.
سورة: الأعراف - آية: 158  - جزء: 9 - صفحة: 170
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]
لا هدًى بعد محمَّدٍ ﷺ إلا هُداه، ولا دينَ مقبولًا عند الله غيرُ الدين الذي جاء به.
بعث الله تعالى محمَّدًا ﷺ بالهُدى ودين الحقِّ إلى الناس؛ فبالهُدى يُعرَف الحقُّ، وبدين الحقِّ يُقصَد الخيرُ ويُعمَل به.
نصيب المرء من الهُدى بقدر استجابته لمَن أُرسِل به.
وعد اللهُ بإظهار هذا الدين على ما سواه من الأديان، ولو كره ذلك الظهورَ مَن عاداه، فماذا نفعَهم ذلك الكُرهُ الذي أورثهم تكذيبَه وحربه؟ لقد ظهر دينُ الإسلام، وخفَتَ أعداؤه.
سورة: التوبة - آية: 33  - جزء: 10 - صفحة: 192
﴿أَفَلَمۡ يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ أَمۡ جَآءَهُم مَّا لَمۡ يَأۡتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 68]
كيف يُعرِض عاقلٌ عن قولٍ جُمع فيه التناسُق والكمال، والبهاء والجلال، والحُسن والجمال، وما يغذِّي الفِطرة، ويستجيش العَبرة؟
سورة: المؤمنون - آية: 68  - جزء: 18 - صفحة: 346
﴿أَمۡ لَمۡ يَعۡرِفُواْ رَسُولَهُمۡ فَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 69]
كيف يجهل المشركون رسولهم الذي يعرفون أنه أصدق الخلق، وأعلاهم في كل معنى جميل، ثم يكذبونه ويعاندونه، مع أن سيرة المرء وسابق أمره يُعرف به صدقه من كذبه؟!
سورة: المؤمنون - آية: 69  - جزء: 18 - صفحة: 346
﴿إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡءٖۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [النمل: 91]
عبادة الله تعالى وحده هي أمرُه لعباده، وحقُّه عليهم، فقد أمر بها الأنبياء وكلَّفهم تبليغَها مَن أُرسلوا إليهم.
تشريف الله تعالى لمكانٍ ما يدعو أهله إلى شكر الله على نعمته، واتباع أمره ونهيه، والاستجابة لمَن دعاهم إلى طاعته.
ما أعظم ملة الإسلام بأن جعل الله تعالى خير خلقه رسوله محمدًا ﷺ على هذه الملة، ومنتظمًا في عقدها النفيس!
سورة: النمل - آية: 91  - جزء: 20 - صفحة: 385
﴿وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ﴾ [النمل: 92]
لكلِّ داعية من توجيه هذه الآية نصيب؛ بأن يُبلِّغ وحيَ ربِّه، وينذرَ قومه، ولا يضرُّه بعد ذلك مَن لم يستجب له.
تلاوة القرآن من أعظم أسباب الهداية، ومن أقوم الطرق لإيصال الرسالة، فما أحسنَ أن يكونَ ذلك مصحوبًا بتبيُّن مبانيها، وكشف أسرار معانيها! إن القرآن لعظمته وجلاله لا يستطيع أحدٌ أن يقفَ منه موقفَ حياد من غير أن يغنَم أو يغرَم، فالقرآن حجَّة لك أو عليك.
شأن الأنبيـاء وأتباعِهـم أنهـم يوقظــون في النــاس الفطــرة، ويبلِّغونهم الوحي، دون أن يَحملوهم على الحقِّ كُرهًا، أو يسوقوهم إلى الدين مرغمين، فمَن آمن من الناس نجا، وإلا فحسابه على الله.
سورة: النمل - آية: 92  - جزء: 20 - صفحة: 385
﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [النمل: 93]
صدق الله تعالى، ففي كلِّ يوم يُري عبادَه بعضَ آياته في الأنفس والآفاق، ويكشف لهم عن بعض ما في هذا الكون من أسرار.
مَن كان على بصيرة من أن مَن سيحاسبه غيرُ غافل عنه ولو للحظة استقام على أمره، وخشيَ أن يقعَ في نهيه وزجره.
سورة: النمل - آية: 93  - جزء: 20 - صفحة: 385
﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ ﴾ [فاطر: 24]
إن الحقَّ أمر عظيم، مَن حمله كان جزاؤه أن يبشَّر، ومَن تركه كان جزاؤه أن ينذَر، فلذلك كان التبشير والإنذار في حقيقته جزاءً.
اقتضت رحمة الله تعالى بعباده ألا تخلوَ أمَّة منهم من نذير يحذِّرها عاقبةَ كفرها وضلالها.
سورة: فاطر - آية: 24  - جزء: 22 - صفحة: 437
﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا ﴾ [فاطر: 42]
لا تجعل أقوالَ الألسنة وأيمانها دائمًا هي التعبيرَ الصادقَ عمَّا في الضمير حتى تأتيَ الأعمال فتختبرَها بها، فعند ذلك يتبيَّن صادق القول من كاذبه.
سورة: فاطر - آية: 42  - جزء: 22 - صفحة: 439
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ ﴾ [يس: 13]
ضربُ الأمثال للاعتبار بمصير السابقين الغابرين سُنَّةٌ قرآنية؛ ما أحرى الدعاةَ أن يولوها من اهتمامهم في نصحهم ومواعظهم!
سورة: يس - آية: 13  - جزء: 22 - صفحة: 441
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا ﴾ [الفتح: 28]
لا يستوي المسيرُ إلى الله إلا بكمال العلم والعمل، فعلمٌ بلا عملٍ يغُرُّ صاحبه، وعملٌ بلا علمٍ يُردي صاحبه.
لو بحثتَ في مناهج الدنيا كلِّها فلن تجد منهجًا يسامي ما بُعث به النبيُّ ﷺ، فيقتضي ذلك أن يَسلُكه الناس ويلتزموه.
ما من امرئ يتجرَّد من أهوائه، وينفكُّ عن معتقداته، فينظر في هذا الدين إلا أحبَّه؛ فإنه دينٌ يخاطب فِطرةَ الإنسان وطبعَه.
سورة: الفتح - آية: 28  - جزء: 26 - صفحة: 514
﴿وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ﴾ [الصف: 6]
الحكمةُ في الدعوة تقتضي خطابَ المدعوِّين بما يستميلُ قلوبَهم ويستجلبُ نفوسَهم للحقِّ.
كما أن ملَّة الكفر واحدة، فإن دعَوات أهل الحقِّ سواء؛ يوافق الخلَفُ منهم السَّلَف، ويصدِّق بعضُهم بعضًا.
خصَّ الله خاتمَ أنبيائه بخصائصَ لم يؤتِها أحدًا من خَلقه، فاستحقَّ أن يكونَ محمَّدًا اسمًا ومعنًى؛ إذ هو أحمدُ الأخلاق والفِعال، محمودُ الشمائل والخِلال.
سنَّة المعاندين للحقِّ واحدةٌ في تكذيب الأنبياء ووَصْم المصلحين، وعلى الدعاة الاستعدادُ لكلِّ تكذيب، والصبرُ على عقَبات الطريق.
سورة: الصف - آية: 6  - جزء: 28 - صفحة: 552
﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴾ [الجمعة: 2]
امتنَّ الله سبحانه على العرب أن علَّمهم بعد الجهل، وهداهم بعد الضَّلالة، ويا لها من منَّة عظيمة فاقت المِنَن، وجلَّت أن يقدرَ العبادُ لها على ثمَن.
المنهج السَّديد في صناعة الجيل المسلم يبدأ بمعرفة الوحي وتبصير العقل، ثم بالتربية والتزكية، حتى تتهيَّأَ العقولُ والنفوس لتلقِّي العلم بالكتاب والسنَّة.
رسالة النبيِّ ﷺ جاءت لتحرير العقول من قيود العقائد الفاسدة والأفكار الباطلة، وتهذيب النفوس وتطهيرها من أدران المعاصي والآثام.
مهمَّة الدعاة تربيةُ الناس علمًا وعملًا بالكتاب والسنَّة، بتحريك العقل وإثارة الوِجدان.
حرَّر القرآن أرواحَ هذه الأمَّة من العبودية للأوثان، وحرَّر عقولَهم من الخضوع لجبَروت الخرافة والأوهام، وطهَّرهم من رذائل الجاهليَّة وقبائحها كلِّها.
سورة: الجمعة - آية: 2  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [الجمعة: 3]
هذه الأمَّة موصولةُ الحلَقات، ممتدَّةٌ في شِعاب الأرض وفي شِعاب الزمان، تحمل الأمانةَ الكبرى، وتقوم على دين الله، خلَفًا عن سلَف.
فضلُ الله برسالة محمَّد ﷺ شَمِلَ القرونَ السابقة واللاحقة، من الأوَّلين والآخرين.
سورة: الجمعة - آية: 3  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 4]
أيُّ شرفٍ فاز به الرعيلُ الأوَّل من أصحاب رسول الله ﷺ ممَّن تربَّوا على عينه، ونهلوا من مَعين خُلقه ونبله! إنه فضلُ الله يمنُّ به على مَن يشاء.
نال الفضلَ والشَّرفَ بلالٌ وسلمانُ بإسلامهما، وحُرمهما أبو لهَب وأبو جهل بكفرهما، ذلك فضلُ الله يؤتيه مَن يشاء.
سورة: الجمعة - آية: 4  - جزء: 28 - صفحة: 553
﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ ﴾ [الشرح: 1]
أوَّل ما يحتاج إليه الداعيةُ في دعوته انشراحُ صدره؛ ولذلك كان أولُ دعاء موسى عليه السلام قبل انطلاقه لتبليغ رسالته: ﴿قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري﴾ .
بدأت السُّورة بذكر أعظم النِّعَم وهي انشراحُ الصَّدر، وستُختَم بأهمِّ أسباب انشراحه وهو التفرُّغ لعبادة الله وطاعته.
سورة: الشرح - آية: 1  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ ﴾ [الشرح: 2]
المعاصي أثقالٌ على الصدر لا تُطاق، ومن ثَمَّ كان من جليل المِنَن وضعُ هذه الأثقال عن العبد ليستريحَ من أعبائها، وقد فاز من خفَّ وِزرُه، جعلَنا الله منهم.
العبد الصالح يرى تقصيرَه في شكر أنعُم الله ذنوبًا تثقل الكاهل، والعبد الغافل اللاهي يجترح الكبائرَ ولا تهتزُّ له شعرة!
سورة: الشرح - آية: 2  - جزء: 30 - صفحة: 596
﴿ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ ﴾ [الشرح: 3]
المعاصي أثقالٌ على الصدر لا تُطاق، ومن ثَمَّ كان من جليل المِنَن وضعُ هذه الأثقال عن العبد ليستريحَ من أعبائها، وقد فاز من خفَّ وِزرُه، جعلَنا الله منهم.
العبد الصالح يرى تقصيرَه في شكر أنعُم الله ذنوبًا تثقل الكاهل، والعبد الغافل اللاهي يجترح الكبائرَ ولا تهتزُّ له شعرة!
سورة: الشرح - آية: 3  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ ﴾ [الشرح: 4]
عن قَتادة قال: (رفع الله ذكرَ نبيِّه في الدنيا والآخرة، فليس خطيبٌ ولا متشهِّد ولا صاحبُ صلاة إلا ينادي "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمَّدًا رسول الله").
سورة: الشرح - آية: 4  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ﴾ [الشرح: 5]
ابحث دومًا عن المِنَح المَخفيَّة في تلافيف المِحَن، واستخلص من العقَبات العسيرة دروسًا في التفاؤل والأمَل، فما كان عُسرٌ إلا صاحبَه يُسر.
مَن وَثِقَ بوعد ربِّه كان شجاعًا مقدامًا، لا يتهيَّب الصِّعابَ ولا يخشى الشدائد، فما أصاب امرأً همٌّ ولا غمٌّ إلا أعقبَه فرَجٌ مضاعف.
سورة: الشرح - آية: 5  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ﴾ [الشرح: 6]
ابحث دومًا عن المِنَح المَخفيَّة في تلافيف المِحَن، واستخلص من العقَبات العسيرة دروسًا في التفاؤل والأمَل، فما كان عُسرٌ إلا صاحبَه يُسر.
مَن وَثِقَ بوعد ربِّه كان شجاعًا مقدامًا، لا يتهيَّب الصِّعابَ ولا يخشى الشدائد، فما أصاب امرأً همٌّ ولا غمٌّ إلا أعقبَه فرَجٌ مضاعف.
سورة: الشرح - آية: 6  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ﴾ [الشرح: 8]
هي دعوةٌ لاستثمار الوقت، فلا تركَن إلى الدَّعة والكسَل، وإذا فرغتَ من عملٍ نافع مفيد فأتبعه بمثلِه، فإنك يوم القيامة مسؤولٌ عن عمُرك فيمَ أفنيتَه؟ اجعل رغبتَك إلى الله تعالى وحدَه في جميع مطالبك الدنيويَّة والأخرويَّة، وترفَّع ما استطعتَ عمَّا في أيدي الناس، واستغنِ عن غير ربِّك.
سورة: الشرح - آية: 8  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 1]
قدَّم ذكرَ أهل الكتاب على ذكر المشركين؛ لأنهم أهلُ علم ومعرفة، والحُجَّة عليهم أشدُّ، والفتنة بكفرهم أعظم.
خطأ العالم أولى بالمذمَّة من خطأ الجاهل؛ لأنه أقدرُ منه على تبيُّن الحقِّ ومَيْزِه من الباطل، وهو لغيره قدوةٌ وأسوة.
سورة: البينة - آية: 1  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ ﴾ [البينة: 2]
هذا رسولكم أيها المسلمون، جعله الله حُجَّةً واضحةً على العالمين، فحذارِ أن تحيدوا عن صراطِه، فإنكم أولى الناس به وبرسالتِه.
حريٌّ بنا أن نُقبلَ على كتاب ربِّنا تلاوةً وفهمًا وتدبُّرًا وحفظًا، فهو كتابٌ عظيم طهَّره الله من الكذب والباطل، ومن التحريف والتبديل.
سورة: البينة - آية: 2  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿فِيهَا كُتُبٞ قَيِّمَةٞ ﴾ [البينة: 3]
من تطهير الله لكتابه أن جعله أخبارًا صادقة، وأحكامًا عادلة، وحُجَجًا بيِّنات، وآياتٍ واضحات، فيا خُسرَ من اتَّخذَ هذا القرآنَ مهجورًا!
سورة: البينة - آية: 3  - جزء: 30 - صفحة: 598
﴿وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 4]
إقامة الحُجَج الساطعات، والبيِّنات الواضحات، يقتضي الاجتماعَ على الحقِّ لا التفرُّق فيه، ولكن ﴿وما تفرَّقوا إلَّا من بعدِ ما جاءَهُم العلمُ بَغيًا بينهُم﴾ .
أيها المؤمنون، احذروا سلوكَ سبيل الكفَّار من أهل الكتاب؛ من الاختلاف والتفرُّق على ما أُرسل إليهم من بيِّنات، فإنَّ عاقبة الاختلاف شرٌّ مُستطير.
سورة: البينة - آية: 4  - جزء: 30 - صفحة: 598


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


اسم الله الغفور التحية والسلام أفضل دين في العالم الملائكة الحفظة صلة الرحم البيعة أصحاب الرقيم طوبى سريع الحساب بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, December 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب