تفسير سورة النبأ كاملة مختصر

  1. التفسير
  2. سور أخرى
  3. السورة mp3
تفسير القرآن | surah (النبأ) - تفسير سورة النبأ - تفاسير معتمدة | رقم السورة 78 - عدد آياتها 40 - مكية صفحتها في القرآن 582.

قراءة و تفسير سورة النبأ An-Naba.

bismillah & auzubillah

النبأ مكتوبة سورة النبأ mp3

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ(1)

التفسير المختصر:
عن أي شيء يتساءل هؤلاء المشركون بعدما بعث الله إليهم رسوله صلى الله عليه وسلم؟!
تفسير الجلالين:
 «عمَّ» عن أي شيء «يتساءلون» يسال بعض قريش بعضا.
تفسير السعدي:
أي: عن أي شيء يتساءل المكذبون بآيات الله؟

عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ(2)

التفسير المختصر:
يسأل بعضهم بعضًا عن الخبر العظيم، وهو هذا القرآن المنزل على رسولهم المتضمن لخبر البعث.
تفسير الجلالين:
 «عن النبأ العظيم» بيان لذلك الشيء والاستفهام لتفخيمه وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن المشتمل على البعث وغيره.
تفسير السعدي:
ثم بين ما يتساءلون عنه فقال: عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ]

الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ(3)

التفسير المختصر:
هذا القرآن الذي اختلفوا فيما يصفونه به؛ من كونه سحرًا أو شعرًا أو كهانة أو أساطير الأولين.
تفسير الجلالين:
 «الذي هم فيه مختلفون» فالمؤمنون يثبتونه والكافرون ينكرونه.
تفسير السعدي:
[الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ أي: عن الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم، وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد، وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب، ولكن المكذبون بلقاء ربهم لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.

كَلَّا سَيَعْلَمُونَ(4)

التفسير المختصر:
ليس الأمر كما زعموا، سيعلم هؤلاء المكذبون بالقرآن عاقبة تكذيبهم السيئة.
تفسير الجلالين:
 «كلا» ردع «سيعلمون» ما يحل بهم على إنكارهم له.
تفسير السعدي:
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون، حين يدعون إلى نار جهنم دعا، ويقال لهم: هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ

ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ(5)

التفسير المختصر:
ثم سيتأكد لهم ذلك.
تفسير الجلالين:
 «ثم كلا سيعلمون» تأكيد وجيء فيه بثم للإيذان بأن الوعيد الثاني أشد من الأول، ثم أومأ تعالى إلى القدرة على البعث فقال:
تفسير السعدي:
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون، حين يدعون إلى نار جهنم دعا، ويقال لهم: هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ

أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا(6)

التفسير المختصر:
ألم نُصَيِّر الأرض مُمَهَّدة لهم صالحة لاستقرارهم عليها؟!
تفسير الجلالين:
 «ألم نجعل الأرض مهادا» فراشا كالمهد.
تفسير السعدي:
أي: أما أنعمنا عليكم بنعم جليلة، فجعلنا لكم الْأَرْضَ مِهَادًا أي: ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم، من الحروث والمساكن والسبل.

وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا(7)

التفسير المختصر:
وجعلنا الجبال عليها بمنزلة أوتاد تمنعها من الاضطراب.
تفسير الجلالين:
 «والجبال أوتادا» تثبت بها الأرض كما تثبت الخيام بالأوتاد، والاستفهام للتقرير.
تفسير السعدي:
وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد.

وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا(8)

التفسير المختصر:
وخلقناكم - أيها الناس - أصنافًا: منكم الذُّكران والإناث.
تفسير الجلالين:
 «وخلقناكم أزواجا» ذكورا وإناثا.
تفسير السعدي:
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا أي: ذكورا وإناثا من جنس واحد، ليسكن كل منهما إلى الآخر، فتكون المودة والرحمة، وتنشأ عنهما الذرية، وفي ضمن هذا الامتنان، بلذة المنكح.

وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا(9)

التفسير المختصر:
وجعلنا نومكم انقطاعًا عن النشاط لتستريحوا.
تفسير الجلالين:
 «وجعلنا نومكم سباتا» راحة لأبدانكم.
تفسير السعدي:
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا أي: راحة لكم، وقطعا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم،

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا(10)

التفسير المختصر:
وجعلنا الليل ساترًا لكم بظلمته مثل اللباس الذي تسترون به عوراتكم.
تفسير الجلالين:
 «وجعلنا الليل لباسا» ساترا بسواده.
تفسير السعدي:
فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.

وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا(11)

التفسير المختصر:
وجعلنا النهار ميدانًا للكسب والبحث عن الرزق.
تفسير الجلالين:
 «وجعلنا النهار معاشا» وقتا للمعايش.
تفسير السعدي:
وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا

وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا(12)

التفسير المختصر:
وبنينا فوقكم سبع سماوات متينة البناء محكمة الصنع.
تفسير الجلالين:
 «وبنينا فوقكم سبعا» سبع سماوات «شدادا» جمع شديدة، أي قوية محكمة لا يؤثر فيها مرور الزمان.
تفسير السعدي:
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا أي: سبع سموات، في غاية القوة، والصلابة والشدة، وقد أمسكها الله بقدرته، وجعلها سقفا للأرض، فيها عدة منافع لهم، ولهذا ذكر من منافعها الشمس فقال: وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا

وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا(13)

التفسير المختصر:
وصيَّرنا الشمس مصباحًا شديد الاتقاد والإنارة.
تفسير الجلالين:
 «وجعلنا سراجا» منيرا «وهاجا» وقادا: يعني الشمس.
تفسير السعدي:
نبه بالسراج على النعمة بنورها، الذي صار كالضرورة للخلق، وبالوهاج الذي فيه الحرارة على حرارتها وما فيها من المصالح

وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا(14)

التفسير المختصر:
وأنزلنا من السحب التي حان لها أن تمطر ماءً كثير الانصباب.
تفسير الجلالين:
 «وأنزلنا من المعصرات» السحابات التي حان لها أن تمطر، كالمعصر الجارية التي دنت من الحيض «ماءً ثجاجا» صبابا.
تفسير السعدي:
وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ أي: السحاب مَاءً ثَجَّاجًا أي: كثيرا جدا.

لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا(15)

التفسير المختصر:
لنخرج به أصناف الحَب، وأصناف النبات.
تفسير الجلالين:
 «لنخرج به حبا» كالحنطة «ونباتا» كالتين.
تفسير السعدي:
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا من بر وشعير وذرة وأرز، وغير ذلك مما يأكله الآدميون.
وَنَبَاتًا يشمل سائر النبات، الذي جعله الله قوتا لمواشيهم.

وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا(16)

التفسير المختصر:
ونخرج به بساتين مُلْتَفَّة من كثرة تداخل أغصان أشجارها.
تفسير الجلالين:
 «وجنات» بساتين «ألفافا» ملتفة، جمع لفيف كشريف وأشراف.
تفسير السعدي:
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا أي: بساتين ملتفة، فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة.
فالذي أنعم عليكم بهذه النعم العظيمة ، التي لا يقدر قدرها، ولا يحصى عددها، كيف [تكفرون به و] تكذبون ما أخبركم به من البعث والنشور؟! أم كيف تستعينون بنعمه على معاصيه وتجحدونها؟"

إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا(17)

التفسير المختصر:
إن يوم الفصل بين الخلائق كان موعدًا محددًا بوقتٍ لا يتخلّف.
تفسير الجلالين:
 «إن يوم الفصل» بين الخلائق «كان ميقاتا» وقتا للثواب والعقاب.
تفسير السعدي:
ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون، ويجحده المعاندون، أنه يوم عظيم، وأن الله جعله مِيقَاتًا للخلق.

يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا(18)

التفسير المختصر:
يوم ينفخ الملك في القرن النفخة الثانية، فتأتون - أيها الناس - جماعات جماعات.
تفسير الجلالين:
 «يوم ينفخ في الصور» القرن بدل من يوم الفصل أو بيان له والنافخ إسرافيل «فتأتون» من قبوركم إلى الموقف «أفواجا» جماعات مختلفة.
تفسير السعدي:
يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ويجري فيه من الزعازع والقلاقل ما يشيب له الوليد، وتنزعج له القلوب،

وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا(19)

التفسير المختصر:
وفُتِحت السماء فصار لها فتوح وشقوق مثل الأبواب المفتحة.
تفسير الجلالين:
 «وفُتِّحت السماء» بالتشديد والتخفيف شققت لنزول الملائكة «فكانت أبوابا» ذات أبواب.
تفسير السعدي:
وتشقق السماء حتى تكون أبوابا

وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا(20)

التفسير المختصر:
وجُعِلت الجبال تسير حتى تتحول هباءً منثورًا، فتصير مثل السراب.
تفسير الجلالين:
 «وسيِّرت الجبال» ذهب بها عن أماكنها «فكانت سرابا» هباء، أي مثله في خفة سيرها.
تفسير السعدي:
فتسير الجبال، حتى تكون كالهباء المبثوث، ، ويفصل الله بين الخلائق بحمكه الذي لا يجور،

إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا(21)

التفسير المختصر:
إن جهنم كانت راصدة مُرْتَقِبة.
تفسير الجلالين:
 «إن جهنم كانت مرصادا» راصدة أو مرصدة.
تفسير السعدي:
وتوقد نار جهنم التي أرصدها الله وأعدها للطاغين، وجعلها مثوى لهم ومآبا

لِّلطَّاغِينَ مَآبًا(22)

التفسير المختصر:
للظالمين مرجعًا يرجعون إليه.
تفسير الجلالين:
 «للطاغين» الكافرين فلا يتجاوزونها «مآبا» مرجعا لهم فيدخلونها.
تفسير السعدي:
وتوقد نار جهنم التي أرصدها الله وأعدها للطاغين، وجعلها مثوى لهم ومآبا ،

لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا(23)

التفسير المختصر:
ماكثين فيها أزمنة ودهورًا لا نهاية لها.
تفسير الجلالين:
 «لابثين» حال مقدرة، أي مقدَّرا لبثهم «فيها أحقابا» دهورا لا نهاية لها جمع حقب بضم أوله.
تفسير السعدي:
وأنهم يلبثون فيها أحقابا كثيرة و الحقب على ما قاله كثير من المفسرين: ثمانون سنة.

لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا(24)

التفسير المختصر:
لا يذوقون فيها هواءً باردًا يبرد حر السعير عنهم، ولا يذوقون فيها شرابًا يُتَلذَّذ به.
تفسير الجلالين:
 «لا يذوقون فيها بردا» نوما فإنهم لا يذوقونه «ولا شرابا» ما يشرب تلذذا.
تفسير السعدي:
وهم إذا وردوها لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا أي: لا ما يبرد جلودهم، ولا ما يدفع ظمأهم.

إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا(25)

التفسير المختصر:
لا يذوقون إلا ماءً شديد الحرارة، وما يسيل من صديد أهل النار.
تفسير الجلالين:
 «إلا» لكن «حميما» ماءً حارا غاية الحرارة «وغسَّاقا» بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار فإنهم يذوقونه جوزوا بذلك.
تفسير السعدي:
إِلَّا حَمِيمًا أي: ماء حارا، يشوي وجوههم، ويقطع أمعاءهم، وَغَسَّاقًا وهو: صديد أهل النار، الذي هو في غاية النتن، وكراهة المذاق،

جَزَاءً وِفَاقًا(26)

التفسير المختصر:
جزاءً موافقًا لما كانوا عليه من الكفر والضلال.
تفسير الجلالين:
 «جزاءً وفاقا» موافقا لعملهم فلا ذنب أعظم من الكفر ولا عذاب أعظم من النار.
تفسير السعدي:
استحقوا هذه العقوبات الفظيعة جزاء لهم ووفاقا على ما عملوا من الأعمال الموصلة إليها، لم يظلمهم الله، ولكن ظلموا أنفسهم،

إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا(27)

التفسير المختصر:
إنهم كانوا في الدنيا لا يخافون محاسبة الله إياهم في الآخرة؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث، فلو كانوا يخافون البعث لآمنوا بالله، وعملوا صالحًا.
تفسير الجلالين:
 «إنهم كانوا لا يرجون» يخافون «حسابا» لإنكارهم البعث.
تفسير السعدي:
وذكر أعمالهم، التي استحقوا بها هذا الجزاء، فقال: إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا أي: لا يؤمنون بالبعث، ولا أن الله يجازي الخلق بالخير والشر، فلذلك أهملوا العمل للآخرة.

وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا(28)

التفسير المختصر:
وكذبوا بآياتنا المنزلة على رسولنا تكذيبًا.
تفسير الجلالين:
 «وكذبوا بآياتنا» القرآن «كِذَّابا» تكذيبا.
تفسير السعدي:
وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا أي: كذبوا بها تكذيبا واضحا صريحا وجاءتهم البينات فعاندوها.

وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا(29)

التفسير المختصر:
وكل شيء من أعمالهم ضبطناه وعددناه، وهو مكتوب في صحائف أعمالهم.
تفسير الجلالين:
 «وكل شيءٍ» من الأعمال «أحصيناه» ضبطناه «كتابا» كتبا في اللوح المحفوظ لنجازي عليه ومن ذلك تكذيبهم بالقرآن.
تفسير السعدي:
وَكُلُّ شَيْءٍ من قليل وكثير، وخير وشر أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا أي: كتبناه في اللوح المحفوظ، فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة، كما قال تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا(30)

التفسير المختصر:
فذوقوا - أيها الطغاة - هذا العذاب الدائم، فلن نزيدكم إلا عذابًا على عذابكم.
تفسير الجلالين:
 «فذوقوا» أي فيقال لهم في الآخرة عند وقوع العذاب ذوقوا جزاءكم «فلن نزيدكم إلا عذابا» فوق عذابكم.
تفسير السعدي:
فَذُوقُوا أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا وكل وقت وحين يزداد عذابهم [وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها].

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا(31)

التفسير المختصر:
إن للمتقين ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، مكانَ فوزٍ يفوزون فيه بمطلوبهم وهو الجنة.
تفسير الجلالين:
 «إن للمتقين مفازا» مكان فوز في الجنة.
تفسير السعدي:
لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين فقال: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا أي: الذين اتقوا سخط ربهم، بالتمسك بطاعته، والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجي، وبعد عن النار.

حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا(32)

التفسير المختصر:
بساتين وأعنابًا.
تفسير الجلالين:
 «حدائق» بساتين بدل من مفازا أو بيان له «وأعنابا» عطف على مفازا.
تفسير السعدي:
وفي ذلك المفاز لهم حَدَائِقَ وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق.

وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا(33)

التفسير المختصر:
وناهدات مستويات السن.
تفسير الجلالين:
 «وكواعب» جواري تكعبت ثديهن جمع كاعب «أترابا» على سن واحد، جمع تِرب بكسر التاء وسكون الراء.
تفسير السعدي:
ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس كَوَاعِبَ وهي: النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن .
والأَتْرَاب اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب .

وَكَأْسًا دِهَاقًا(34)

التفسير المختصر:
وكأس خمر ملأى.
تفسير الجلالين:
 (وكأسا دهاقا) خمرا مالئة محالها، وفي سورة القتال: "" وأنهار من خمر "".
تفسير السعدي:
وَكَأْسًا دِهَاقًا أي: مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،

لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا(35)

التفسير المختصر:
لا يسمعون في الجنة كلامًا باطلًا، ولا يسمعون كذبًا، ولا يكذب بعضهم بعضًا.
تفسير الجلالين:
 «لا يسمعون فيها» أي الجنة عند شرب الخمر وغيرها من الأحوال «لغوا» باطلا من القول «ولا كذَابا» بالتخفيف، أي: كذبا، وبالتشديد أي تكذيبا من واحد لغيره بخلاف ما يقع في الدنيا عند شرب الخمر.
تفسير السعدي:
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا أي: كلاما لا فائدة فيه وَلَا كِذَّابًا أي: إثما.
كما قال تعالى: لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا

جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا(36)

التفسير المختصر:
كل ذلك مما منحهم الله مِنَّة وعطاء منه كافيًا.
تفسير الجلالين:
 «جزاءً من ربك» أي جزاهم الله بذلك جزاء «عطاءً» بدل من جزاء «حسابا» أي كثيرا، من قولهم: أعطاني فأحسبني، أي أكثر علي حتى قلت حسبي.
تفسير السعدي:
وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل [من فضله وإحسانه].
جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ لهم عَطَاءً حِسَابًا أي: بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها ثمنا لجنته ونعيمها .

رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا(37)

التفسير المختصر:
رب السماوات والأرض ورب ما بينهما، رحمن الدنيا والآخرة، لا يملك جميع من في الأرض أو السماء أن يسألوه إلا إذا أذن لهم.
تفسير الجلالين:
 «ربِّ السماوات والأرض» بالجر والرفع «وما بينهما الرحمنِ» كذلك وبرفعه مع جر رب «لا يملكون» أي الخلق «منه» تعالى «خطابا» أي لا يقدر أحد أن يخاطبه خوفا منه.
تفسير السعدي:
أي: الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الذي خلقها ودبرها الرَّحْمَنِ الذي رحمته وسعت كل شيء، فرباهم ورحمهم، ولطف بهم، حتى أدركوا ما أدركوا.
ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة، وأن جميع الخلق كلهم ذلك اليوم ساكتون لا يتكلمون و لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فلا يتكلم أحد إلا بهذين الشرطين: أن يأذن الله له في الكلام، وأن يكون ما تكلم به صوابا، لأن ذَلِكَ الْيَوْمُ هو الْحَقُّ الذي لا يروج فيه الباطل، ولا ينفع فيه الكذب

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا(38)

التفسير المختصر:
يوم يقوم جبريل والملائكة مُصْطفِّين، لا يتكلمون بشفاعة لأحد إلا من أذن له الرحمن أن يشفع، وقال سدادًا ككلمة التوحيد.
تفسير الجلالين:
 «يوم» ظرف لـ لا يملكون «يقوم الروح» جبريل أو جند الله «والملائكة صفا» حال، أي مصطفين «لا يتكلمون» أي الخلق «إلا من أذن له الرحمن» في الكلام «وقال» قولا «صوابا» من المؤمنين والملائكة كأن يشفعوا لمن ارتضى.
تفسير السعدي:
وفي ذلك اليوم يَقُومُ الرُّوحُ وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة وَالْمَلَائِكَةِ [أيضا يقوم الجميع] صَفًّا خاضعين لله لَا يَتَكَلَّمُونَ إلا بما أذن لهم الله به .

ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا(39)

التفسير المختصر:
ذلك الموصوف لكم هو اليوم الذي لا ريب أنه واقع، فمن شاء النجاة فيه من عذاب الله فليتخذ سبيلًا إلى ذلك من الأعمال الصالحة التي ترضي ربه.
تفسير الجلالين:
 «ذلك اليوم الحق» الثابت وقوعه وهو يوم القيامة «فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا» مرجعا، أي رجع إلى الله بطاعته ليسلم من العذاب فيه.
تفسير السعدي:
فلما رغب ورهب، وبشر وأنذر، قال: فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا أي: عملا، وقدم صدق يرجع إليه يوم القيامة.

إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا(40)

التفسير المختصر:
إنا حذّرناكم - أيها الناس - عذابًا قريبًا يحصل، يوم ينظر المرء ما قدم من عمله في الدنيا، ويقول الكافر متمنيًا الخلاص من العذاب: يا ليتني صرت ترابًا مثل الحيوانات عندما يقال لها يوم القيامة: كوني ترابًا.
تفسير الجلالين:
 «إنا أنذرناكم» يا كفار مكة «عذابا قريبا» عذاب يوم القيامة الآتي، وكل آت قريب «يوم» ظرف لعذابا بصفته «ينظر المرء» كل امرئ «ما قدمت يداه» من خير وشر «ويقول الكافر يا» حرف تنبيه «ليتني كنت ترابا» يعني فلا أعذب يقول ذلك عندما يقول الله تعالى للبهائم بعد الاقتصاص من بعضها لبعض: كوني ترابا.
تفسير السعدي:
إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا لأنه قد أزف مقبلا، وكل ما هو آت فهو قريب.
يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ أي: هذا الذي يهمه ويفزع إليه، فلينظر في هذه الدنيا إليه ، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ الآيات.
فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم.
نسأل الله أن يعافينا من الكفر والشر كله، إنه جواد كريم.
تم تفسير سورة عم، والحمد لله رب العالمين


الجلالين&الميسر تفسير ابن كثير تفسير القرطبي
التفسير المختصر تفسير الطبري تفسير السعدي
An-Naba إعراب النبأ تفسير الشوكاني

تفسير المزيد من سور القرآن الكريم :

تفسير البقرة آل عمران تفسير النساء
تفسير المائدة تفسير يوسف تفسير ابراهيم
تفسير الحجر تفسير الكهف تفسير مريم
تفسير الحج تفسير القصص العنكبوت
تفسير السجدة تفسير يس تفسير الدخان
تفسير الفتح تفسير الحجرات تفسير ق
تفسير النجم تفسير الرحمن تفسير الواقعة
تفسير الحشر تفسير الملك تفسير الحاقة
تفسير الانشقاق تفسير الأعلى تفسير الغاشية

تحميل سورة النبأ بصوت أشهر القراء :

سورة النبأ  بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النبأ  بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النبأ  بصوت سعود الشريم
سعود الشريم
سورة النبأ  بصوت عبد الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النبأ  بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النبأ  بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النبأ  بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النبأ  بصوت الحصري
الحصري
سورة النبأ  بصوت العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النبأ  بصوت ياسر الدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب