تفسير سورة النازعات كاملة مختصر

  1. التفسير
  2. سور أخرى
  3. السورة mp3
تفسير القرآن | surah (النازعات) - تفسير سورة النازعات - تفاسير معتمدة | رقم السورة 79 - عدد آياتها 46 - مكية صفحتها في القرآن 583.

قراءة و تفسير سورة النازعات An-Naziat.

bismillah & auzubillah

النازعات مكتوبة سورة النازعات mp3

وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا(1)

التفسير المختصر:
أقسم الله بالملائكة التي تجذب أرواح الكفار بشدة وعنف.
تفسير الجلالين:
 «والنازعات» الملائكة تنزع أرواح الكفار «غرقا» نزعا بشدة.
تفسير السعدي:
هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره، يحتمل أن المقسم عليه، الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك، ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان، وأنه أقسم على الملائكة، لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده، فقال: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها.

وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا(2)

التفسير المختصر:
وأقسم بالملائكة التي تستلُّ أرواح المؤمنين بسهولة ويسر.
تفسير الجلالين:
 «والناشطات نشطا» الملائكة تنشط أرواح المؤمنين، أي تسلها برفق.
تفسير السعدي:
وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وهم الملائكة أيضا، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار.

وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا(3)

التفسير المختصر:
وأقسم بالملائكة التي تَسْبَح من السماء إلى الأرض بأمر الله.
تفسير الجلالين:
 «والسابحات سبحا» الملائكة تسبح من السماء بأمره تعالى، أي تنزل.
تفسير السعدي:
وَالسَّابِحَاتِ أي: المترددات في الهواء صعودا ونزولا سَبْحًا

فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا(4)

التفسير المختصر:
وأقسم بالملائكة التي تسبق بعضها في أداء أمر الله.
تفسير الجلالين:
 «فالسابقات سبقا» الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة.
تفسير السعدي:
فَالسَّابِقَاتِ لغيرها سَبْقًا فتبادر لأمر الله، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه .

فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا(5)

التفسير المختصر:
وأقسم بالملائكة التي تنفذ ما أمرهم الله به من قضائه مثل الملائكة الموكلين بأعمال العباد؛ أقسم بذلك كله ليبعثنَّهم للحساب والجزاء.
تفسير الجلالين:
 «فالمدبرات أمرا» الملائكة تدبر أمر الدنيا، أي تنزل بتدبيره، وجواب هذه الأقسام محذوف، أي لتبعثنَّ يا كفار مكة وهو عامل في.
تفسير السعدي:
فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار [وغير ذلك].

يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ(6)

التفسير المختصر:
يوم تهتزّ الأرض عند النفخة الأولى.
تفسير الجلالين:
 «يوم ترجف الراجفة» النفخة الأولى بها يرجف كل شيء، أي يتزلزل فوصفت بما يحدث منها.
تفسير السعدي:
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ وهي قيام الساعة،

تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ(7)

التفسير المختصر:
تتبع هذه النفخة نفخة ثانية.
تفسير الجلالين:
 «تتبعها الرادفة» النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة، والجملة حال من الراجفة، فاليوم واسع للنفختين وغيرهما فصح ظرفيته للبعث الواقع عقب الثانية.
تفسير السعدي:
تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ أي: الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها،

قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ(8)

التفسير المختصر:
قلوب الكافرين والفاسقين في ذلك اليوم خائفة.
تفسير الجلالين:
 «قلوب يومئذٍ واجفة» خائفة قلقة.
تفسير السعدي:
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أي: موجفة ومنزعجة من شدة ما ترى وتسمع.

أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ(9)

التفسير المختصر:
يظهر على أبصارها أثر الذلة.
تفسير الجلالين:
 «أبصارها خاشعة» ذليلة لهول ما ترى.
تفسير السعدي:
أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ أي: ذليلة حقيرة، قد ملك قلوبهم الخوف، وأذهل أفئدتهم الفزع، وغلب عليهم التأسف [واستولت عليهم] الحسرة.

يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ(10)

التفسير المختصر:
وكانوا يقولون: هل نرجع إلى الحياة بعد أن متنا؟!
تفسير الجلالين:
 «يقولون» أي أرباب القلوب والأبصار استهزاء وإنكارا للبعث «أئنا» بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال الف بينهما على الوجهين في الموضعين «لمردودون في الحافرة» أي أنرد بعد الموت إلى الحياة، والحافرة: اسم لأول الأمر، ومنه رجع فلان في حافرته: إذا رجع من حيث جاء.
تفسير السعدي:
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ

أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً(11)

التفسير المختصر:
أإذا كنا عظامًا بالية فارغة نرجع بعد ذلك؟!
تفسير الجلالين:
 «أئذا كنا عظاما نخرة» وفي قراءة ناخرة بالية متفتتة نحيا.
تفسير السعدي:
يقولون أي: الكفار في الدنيا، على وجه التكذيب: أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً أي: بالية فتاتا.

قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ(12)

التفسير المختصر:
قالوا: إذا رجعنا تكون تلك الرجعة خاسرة، مغبونًا صاحبها.
تفسير الجلالين:
 «قالوا تلك» أي رجعتنا إلى الحياة «إذا» إن صحت «كرة» رجعة «خاسرة» ذات خسران قال تعالى:
تفسير السعدي:
قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ أي: استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة، جهلا [منهم] بقدرة الله، وتجرؤا عليه.

فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ(13)

التفسير المختصر:
أَمْر البعث يسير، فإنما هي صيحة واحدة من الملك الموكل بالنفخ.
تفسير الجلالين:
 «فإنما هي» أي الرادفة التي يعقبها البعث «زجرة» نفخة «واحدة» فإذا نفخت.
تفسير السعدي:
قال الله في بيان سهولة هذا الأمر عليه: فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ينفخ فيها في الصور.

فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ(14)

التفسير المختصر:
فإذا الجميع أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا أمواتًا في بطنها.
تفسير الجلالين:
 «فإذا هم» أي كل الخلائق «بالساهرة» بوجه الأرض أحياءً بعدما كانوا ببطنها أمواتا.
تفسير السعدي:
فإذا الخلائق كلهم بِالسَّاهِرَةِ أي: على وجه الأرض، قيام ينظرون، فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم.

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ(15)

التفسير المختصر:
هل جاءك - أيها الرسول - خبر موسى مع ربه ومع عدوّه فرعون؟!
تفسير الجلالين:
 «هل أتاك» يا محمد «حديث موسى» عامل في.
تفسير السعدي:
يقول [الله] تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى وهذا الاستفهام عن أمر عظيم متحقق وقوعه.

إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(16)

التفسير المختصر:
حين ناداه ربه سبحانه بوادي طُوَى المطهر.
تفسير الجلالين:
 «إذ ناداه ربه بالوادِ المقدس طوىً» اسم الوادي بالتنوين وتركه، فقال:
تفسير السعدي:
أي: هل أتاك حديثه إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى وهو المحل الذي كلمه الله فيه، وامتن عليه بالرسالة، واختصه بالوحي والاجتباء

اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ(17)

التفسير المختصر:
قال له فيما قال: سرْ إلى فرعون، إنه تجاوز الحد في الظلم والاستكبار.
تفسير الجلالين:
 «اذهب إلى فرعون إنه طغى» تجاوز الحد في الكفر.
تفسير السعدي:
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى أي: فانهه عن طغيانه وشركه وعصيانه، بقول لين، وخطاب لطيف، لعله يتذكر أو يخشى

فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ(18)

التفسير المختصر:
فقل له: هل لك - يا فرعون - أن تتطهر من الكفر والمعاصي؟
تفسير الجلالين:
 «فقل هل لك» أدعوك «إلى أن تزكى» وفي قراءة بتشديد الزاي بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها: تتطهر من الشرك بأن تشهد أن لا إله إلا الله.
تفسير السعدي:
فَقُلْ له: هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى أي: هل لك في خصلة حميدة، ومحمدة جميلة، يتنافس فيها أولو الألباب، وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان، إلى الإيمان والعمل الصالح؟

وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ(19)

التفسير المختصر:
وأرشدك إلى ربك الذي خلقك ورعاك فتخشاه، فتعمل بما يرضيه، وتتجنب ما يسخطه؟
تفسير الجلالين:
 «وأهديك إلى ربك» أدلك على معرفته ببرهان «فتخشى» فتخافه.
تفسير السعدي:
وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ أي: أدلك عليه، وأبين لك مواقع رضاه، من مواقع سخطه.
فَتَخْشَى الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى.

فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ(20)

التفسير المختصر:
فأظهر له موسى عليه السلام العلامة العظمى الدالة على أنه رسول من ربه، وهي اليد والعصا.
تفسير الجلالين:
 «فأراه الآية الكبرى» من آياته السبع وهي اليد أو العصا.
تفسير السعدي:
فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى أي: جنس الآية الكبرى، فلا ينافي تعددها فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ

فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ(21)

التفسير المختصر:
فما كان من فرعون إلا أنه كذّب بهذه العلامة، وعصى ما أمره به موسى عليه السلام.
تفسير الجلالين:
 «فكذب» فرعون موسى «وعصى» الله تعالى.
تفسير السعدي:
فَكَذَّبَ بالحق وَعَصَى الأمر،

ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ(22)

التفسير المختصر:
ثم أعرض عن الإيمان بما جاء به موسى عليه السلام مجتهدًا في معصية الله ومعارضة الحق.
تفسير الجلالين:
 «ثم أدبر» عن الإيمان «يسعى» في الأرض بالفساد.
تفسير السعدي:
ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى أي: يجتهد في مبارزة الحق ومحاربته،

فَحَشَرَ فَنَادَىٰ(23)

التفسير المختصر:
فجمع قومه وأتباعه لمغالبة موسى عليه السلام، فنادى قائلًا:
تفسير الجلالين:
 «فحشر» جمع السحرة وجنده «فنادى».
تفسير السعدي:
فَحَشَرَ جنوده أي: جمعهم فَنَادَى

فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ(24)

التفسير المختصر:
أنا ربكم الأعلى، فلا طاعة لغيري عليكم.
تفسير الجلالين:
 «فقال أنا ربكم الأعلى» لا رب فوقي.
تفسير السعدي:
[ فَقَالَ لهم: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى فأذعنوا له وأقروا بباطله حين استخفهم،

فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ(25)

التفسير المختصر:
فأخذه الله فعاقبه في الدنيا بالغرق في البحر، وعاقبه في الآخرة بإدخاله في أشدّ العذاب.
تفسير الجلالين:
 (فأخذه الله) أهلكه بالغرق (نكال) عقوبة (الآخرة) أي هذه الكلمة (والأولى) أي قوله قبلها: "" ما علمت لكم من إله غيري "" وكان بينهما أربعون سنة.
تفسير السعدي:
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى أي: صارت عقوبته دليلا وزاجرا، ومبينة لعقوبة الدنيا والآخرة،

إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ(26)

التفسير المختصر:
إن فيما عاقبنا به فرعون في الدنيا والآخرة لموعظة لمن يخشى الله؛ فهو الذي ينتفع بالمواعظ.
تفسير الجلالين:
 «إن في ذلك» المذكور «لعبرة لمن يخشى» الله تعالى.
تفسير السعدي:
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى، عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن [بها].

أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا(27)

التفسير المختصر:
أإيجادكم على الله - أيها المكذبون بالبعث - أصعب، أم إيجاد السماء التي بناها؟!
تفسير الجلالين:
 «أأنتم» بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه، أي منكرو البعث «أشد خلقا أم السماء» أشد خلقا «بناها» بيان لكيفية خلقها.
تفسير السعدي:
يقول تعالى مبينا دليلا واضحا لمنكري البعث ومستبعدي إعادة الله للأجساد: أَأَنْتُمْ أيها البشر أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ذات الجرم العظيم، والخلق القوي، والارتفاع الباهر بَنَاهَا الله.

رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا(28)

التفسير المختصر:
جعل سَمْتها في جهة العلوّ رفيعًا، فجعلها مستوية، لا فطور فيها ولا شقوق ولا عيب.
تفسير الجلالين:
 «رفع سمكها» تفسير لكيفية البناء، أي جعل سمتها في جهة العلو رفيعا، وقيل سمكها سقفها «فسواها» جعلها مستوية بلا عيب.
تفسير السعدي:
رَفَعَ سَمْكَهَا أي: جرمها وصورتها، فَسَوَّاهَا بإحكام وإتقان يحير العقول، ويذهل الألباب،

وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا(29)

التفسير المختصر:
وأظلم ليلها إذا غربت شمسها، وأظهر نورها إذا أشرقت.
تفسير الجلالين:
 «وأغطش ليلها» أظلمه «وأخرج ضحاها» أبرز نور شمسها وأضيف إليها الليل لأنه ظلها والشمس لأنها سراجها.
تفسير السعدي:
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا أي: أظلمه، فعمت الظلمة [جميع] أرجاء السماء، فأظلم وجه الأرض، وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا أي: أظهر فيه النور العظيم، حين أتى بالشمس، فامتد الناس في مصالح دينهم ودنياهم.

وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا(30)

التفسير المختصر:
والأرض بعد أن خلق السماء بسطها، وأودع فيها منافعها.
تفسير الجلالين:
 «والأرض بعد ذلك دحاها» بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو.
تفسير السعدي:
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ أي: بعد خلق السماء دَحَاهَا أي: أودع فيها منافعها.

أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا(31)

التفسير المختصر:
أخرج منها ماءها عيونًا تجري، وأنبت فيها من النبات ما ترعاه الدواب.
تفسير الجلالين:
 «أخرج» حال بإضمار قد أي مخرجا «منها ماءها» بتفجير عيونها «ومرعاها» ما ترعاه النعم من الشجر والعشب وما يأكله الناس من الأقوات والثمار، وإطلاق المرعى عليه استعارة.
تفسير السعدي:
* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا

وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا(32)

التفسير المختصر:
والجبال جعلها ثابتة على الأرض.
تفسير الجلالين:
 «والجبال أرساها» أثبتها على وجه الأرض لتسكن.
تفسير السعدي:
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا أي: ثبتها في الأرض.
فدحى الأرض بعد خلق السماء، كما هو نص هذه الآيات [الكريمة].
وأما خلق نفس الأرض، فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى: قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ إلى أن قال: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وهي دخان فقال لها وللأرض ائتنا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام، والأرض الكثيفة الغبراء، وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم، لا بد أن يبعث الخلق المكلفين، فيجازيهم على أعمالهم، فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه،

مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ(33)

التفسير المختصر:
كل ذلك منافع لكم - أيها الناس - ولأنعامكم، فالذي خلق هذا كله لا يعجز عن إعادة خلقهم من جديد.
تفسير الجلالين:
 «متاعا» مفعول له لمقدر، أي فعل ذلك متعة أو مصدر أي تمتيعا «لكم ولأنعامكم» جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم.

فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ(34)

التفسير المختصر:
فإذا جاءت النفخة الثانية التي تغمر كل شيء بهولها، وقامت القيامة.
تفسير الجلالين:
 «فإذا جاءت الطامة الكبرى» النفخة الثانية.
تفسير السعدي:
أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمى، التي يهون عندها كل شدة، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده، والصاحب عن صاحبه [وكل محب عن حبيبه].

يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ(35)

التفسير المختصر:
يوم تجيء يتذكر الإنسان ما قدم من عمل، خيرًا كان أو شرًّا.
تفسير الجلالين:
 «يوم يتذكر الإنسان» بدل من إذا «ما سعى» في الدنيا من خير وشر.
تفسير السعدي:
يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى في الدنيا، من خير وشر، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته، ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته.
ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الأعمال.

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ(36)

التفسير المختصر:
وجيء بجهنم وأُظْهِرت عيانًا لمن يبصرها.
تفسير الجلالين:
 «وبرزت» أظهرت «الجحيم» النار المحرقة «لمن يرى» لكل راءٍ وجواب إذا:
تفسير السعدي:
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى أي: جعلت في البراز، ظاهرة لكل أحد، قد برزت لأهلها، واستعدت لأخذهم، منتظرة لأمر ربها.

فَأَمَّا مَن طَغَىٰ(37)

التفسير المختصر:
فأما من تجاوز الحدّ في الضلال.
تفسير الجلالين:
 «فأما من طغى» كفر.
تفسير السعدي:
فَأَمَّا مَنْ طَغَى أي: جاوز الحد، بأن تجرأ على المعاصي الكبار، ولم يقتصر على ما حده الله.

وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(38)

التفسير المختصر:
وفضّل الحياة الدنيا الفانية على الحياة الأخرى الباقية.
تفسير الجلالين:
 «وآثر الحياة الدنيا» باتباع الشهوات.
تفسير السعدي:
وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا على الآخرة فصار سعيه لها، ووقته مستغرقا في حظوظها وشهواتها، ونسي الآخرة وترك العمل لها.

فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ(39)

التفسير المختصر:
فإن النار هي مستقرّه الذي يأوي إليه.
تفسير الجلالين:
 «فإن الجحيم هي المأوى» مأواه.
تفسير السعدي:
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى [له] أي: المقر والمسكن لمن هذه حاله،

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ(40)

التفسير المختصر:
40 - 41 - وأما من خاف قيامه بين يدي ربه، وكفّ نفسه عن اتباع ما تهواه مما حرّمه الله، فإن الجنة هي مستقرّه الذي يأوي إليه.
تفسير الجلالين:
 «وأما من خاف مقام ربه» قيامه بين يديه «ونهى النفس» الأمارة «عن الهوى» المردي باتباع الشهوات.
تفسير السعدي:
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ أي: خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل، فأثر هذا الخوف في قلبه فنهى نفسه عن هواها الذي يقيدها عن طاعة الله، وصار هواه تبعا لما جاء به الرسول، وجاهد الهوى والشهوة الصادين عن الخير،

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ(41)

التفسير المختصر:
40 - 41 - وأما من خاف قيامه بين يدي ربه، وكفّ نفسه عن اتباع ما تهواه مما حرّمه الله، فإن الجنة هي مستقرّه الذي يأوي إليه.
تفسير الجلالين:
 «فإن الجنة هي المأوى» وحاصل الجواب: فالعاصي في النار والمطيع في الجنة.
تفسير السعدي:
فَإِنَّ الْجَنَّةَ [المشتملة على كل خير وسرور ونعيم] هِيَ الْمَأْوَى لمن هذا وصفه.

يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا(42)

التفسير المختصر:
يسألك - أيها الرسول - هؤلاء المكذبون بالبعث: متى تقع الساعة؟
تفسير الجلالين:
 «يسَألونك» أي كفار مكة «عن الساعة أيان مرساها» متى وقوعها وقيامها.
تفسير السعدي:
أي: يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث عَنِ السَّاعَةِ متى وقوعها و أَيَّانَ مُرْسَاهَا

فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا(43)

التفسير المختصر:
ليس لك علم بها حتى تذكرها لهم، وليس من شأنك ذلك، إنما شأنك الاستعداد لها.
تفسير الجلالين:
 «فيم» في أي شيء «أنت من ذكراها» أي ليس عندك علمها حتى تذكرها.
تفسير السعدي:
فأجابهم الله بقوله: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا أي: ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟ فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه

إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا(44)

التفسير المختصر:
إلى ربك وحده مُنْتهى علم الساعة.
تفسير الجلالين:
 «إلى ربك منتهاها» منتهى علمها لا يعلمه غيره.
تفسير السعدي:
إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا أي: إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغته يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا(45)

التفسير المختصر:
إنما أنت منذر من يخشى الساعة؛ لأنه الذي ينتفع بإنذارك.
تفسير الجلالين:
 «إنما أنت منذر» إنما ينفع إنذارك «من يخشاها» يخافها.
تفسير السعدي:
إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا أي: إنما نذارتك [نفعها] لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يديه، فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها.
وأما من لا يؤمن بها، فلا يبالي به ولا بتعنته، لأنه تعنت مبني على العناد والتكذيب، وإذا وصل إلى هذه الحال، كان الإجابة عنه عبثا، ينزه الحكيم عنه [تمت] والحمد لله رب العالمين.

كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا(46)

التفسير المختصر:
كأنهم يوم يرون الساعة مشاهدة، لم يلبثوا في حياتهم الدنيا إلا عشية يوم واحد أو بكرته.
تفسير الجلالين:
 «كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا» في قبورهم «إلا عشية أو ضحاها» عشية يوم أو بكرته وصح إضافة الضحى إلى العشية لما بينهما من الملابسة إذ هما طرفا النهار، وحسن الإضافة وقوع الكلمة فاصلة.


الجلالين&الميسر تفسير ابن كثير تفسير القرطبي
التفسير المختصر تفسير الطبري تفسير السعدي
An-Naziat إعراب النازعات تفسير الشوكاني

تفسير المزيد من سور القرآن الكريم :

تفسير البقرة آل عمران تفسير النساء
تفسير المائدة تفسير يوسف تفسير ابراهيم
تفسير الحجر تفسير الكهف تفسير مريم
تفسير الحج تفسير القصص العنكبوت
تفسير السجدة تفسير يس تفسير الدخان
تفسير الفتح تفسير الحجرات تفسير ق
تفسير النجم تفسير الرحمن تفسير الواقعة
تفسير الحشر تفسير الملك تفسير الحاقة
تفسير الانشقاق تفسير الأعلى تفسير الغاشية

تحميل سورة النازعات بصوت أشهر القراء :

سورة النازعات  بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة النازعات  بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة النازعات  بصوت سعود الشريم
سعود الشريم
سورة النازعات  بصوت عبد الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة النازعات  بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة النازعات  بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة النازعات  بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة النازعات  بصوت الحصري
الحصري
سورة النازعات  بصوت العفاسي
مشاري العفاسي
سورة النازعات  بصوت ياسر الدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب