حديث: يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كلام اللَّه تعالى بأنه يُسْمَعُ ويكون بحرف وصوت

عن عبد اللَّه بن أُنيس، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «يحشرُ الناس يوم القيامة -أو قال: العباد- عراةٌ غرْلًا بُهْمًا»، قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: «ليس معهم شيءٌ، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ كما يسمعه مَنْ قَرُبَ: أنا الملك، أنا الدّيّان، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أُقصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أنّ يدخل الجنّة ولأحد من أهل النار عنده حقٌّ حتى أُقصَّه منه حتّى اللّطمة». قال: قلنا: كيف وإنّا إنما نأتي اللَّه عز وجل عراة غرلا بهما؟ قال: «بالحسنات والسّيئات».

حسن: رواه أحمد (١٦٠٤٢) -واللّفظ له-، والحارث بن أبي أسامة (٤٥) زوائده، والبخاريّ في الأدب المفرد (٩٧٠)، وفي خلق أفعال العباد (ص ٩٢)، وابن أبي عاصم في السنة (٥١٤)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٣٧) كلهم من طرق عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: بلغني حديثٌ عن رجل سمعه من رسول اللَّه ﷺ فاشتريتُ بعيرًا، ثم شددتُ عليه رحلي، فسرتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشّام فإذا عبد اللَّه بن أنيس، فقال للبوّاب: قل له جابر علي الباب، فقال: ابن عبد اللَّه؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديث بلغني عنك أنّك سمعته من رسول اللَّه ﷺ في القصاص، فخشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعه.

عن عبد اللَّه بن أُنيس، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «يحشرُ الناس يوم القيامة -أو قال: العباد- عراةٌ غرْلًا بُهْمًا»، قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: «ليس معهم شيءٌ، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ كما يسمعه مَنْ قَرُبَ: أنا الملك، أنا الدّيّان، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أُقصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أنّ يدخل الجنّة ولأحد من أهل النار عنده حقٌّ حتى أُقصَّه منه حتّى اللّطمة». قال: قلنا: كيف وإنّا إنما نأتي اللَّه ﷿ عراة غرلا بهما؟ قال: «بالحسنات والسّيئات».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن عبد اللَّه بن أُنيس، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «يحشرُ الناس يوم القيامة -أو قال: العباد- عراةٌ غرْلًا بُهْمًا»، قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: «ليس معهم شيءٌ، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ كما يسمعه مَنْ قَرُبَ: أنا الملك، أنا الدّيّان، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أُقصَّه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أنّ يدخل الجنّة ولأحد من أهل النار عنده حقٌّ حتى أُقصَّه منه حتّى اللّطمة». قال: قلنا: كيف وإنّا إنما نأتي اللَّه عراة غرلا بهما؟ قال: «بالحسنات والسيئات».


1. شرح المفردات:


● يُحشرُ الناس: يُجمعون ويُبعثون من قبورهم إلى أرض المحشر.
● عُرَاةٌ: بدون ملابس، كما خُلقوا أول مرة.
● غُرْلًا: (مفردها أغْرَل) أي غير مختونين، والعرب تطلق الغُرْلَة على كل ستر، فالمقصود أنهم على فطرتهم الأولى بدون أي زينة أو تحسين.
● بُهْمًا: (مفردها أبهم) أي ليس معهم شيء، خالي الوفاض، لا أموال ولا متاع.
● أنا المَلِك: أي أنا مالك الملك وخالق الخلق.
● أنا الدَّيَّان: أي المحاسب، الذي يحاسب الخلائق ويجازيهم على أعمالهم.
● أُقَصُّه منه: أي أستوفيه وأأخذه منه. والقصاص هنا: هو أخذ الحق لأصحابه.
● اللَّطْمَة: الضربة باليد على الوجه أو الجسم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حالة الناس يوم القيامة حين يُبعثون من قبورهم ويُحشرون إلى أرض الموقف، حيث يكونون عُراة ليس عليهم ثياب، غُرْلًا على حالتهم الأولى بدون زينة، بُهْمًا ليس معهم أي متاع من حطام الدنيا.
ثم يصف الموقف العظيم، حيث ينادي الله تعالى عباده بصوت عظيم يسمعه القريب والبعيد على حد سواء، مُعلنًا أنه هو الملك المتصرف، وهو الديان المحاسب الذي لا يظلم مثقال ذرة.
ويؤكد العدل الإلهي المطلق بأنه لا يدخل أحد النار إلا بعد أن يُستوفى كل حق كان له عند أهل الجنة، ولا يدخل أحد الجنة حتى يُستوفى كل حق كان عليه لأهل النار، حتى اللطمة (أي الضربة) الواحدة، سيُقتص لها من حسنات الظالم لتعطى للمظلوم.
وعندما تعجب الصحابة من كيفية هذا القصاص وهم عراة لا يملكون شيئًا، بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العملة التي يُقتص بها هي الحسنات والسيئات. فيؤخذ من حسنات الظالم (الذي كان من أهل الجنة أصلاً) ليعطى للمظلوم (الذي كان من أهل النار)، فإذا فنيت حسنات الظالم أخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه، ثم ألقي في النار.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات البعث والحشر: الحديث دليل على حقيقة البعث بعد الموت وأن الناس سيحشرون إلى الله عز وجل.
2- عظمة الله وجلاله: يظهر ذلك في ندائه جل وعلا وفي مشهد الحساب العظيم.
3- العدل المطلق يوم القيامة: حيث لا يظلم الله أحدًا، ويقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للّطمة.
4- الحث على عدم الظلم: فالحديث تحذير شديد من ظلم الآخرين ولو بأدنى أنواع الأذى، لأن الإنسان سيحاسب عليه أشد الحساب.
5- أن الحسنات والسيئات هي العملة الحقيقية: ففي ذلك اليوم لن تنفع الأموال ولا المناصب، بل الحسنات هي رأس المال.
6- فضل العفو والتسامح: إذا علم المؤمن أن أي مظلمة ستؤخذ له من ظالمه، فإنه يحثه على العفو والتسامح ليرجو فضل الله وغفرانه، كما في الحديث: «من كانت له مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه».
7- التذكير بحقيقة الدنيا: حيث يخرج الإنسان منها لا يملك شيئًا سوى عمله.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- الشرط الذي ذكره الله تعالى (لا يدخل الجنة حتى يُقتص منه) لا يتعارض مع دخول أهل الجنة الجنة بفضل الله ورحمته، لأن هذا القصاص سيقع في عرصات القيامة قبل دخول الجنة أو النار.
- هذا القصاص خاص بالمظالم بين العباد، أما حقوق الله تعالى فمبنية على المسامحة والعفو إذا تاب العبد.
- يستفاد من الحديث أهمية المبادرة إلى رد المظالم إلى أهلها في الدنيا، والتحلل منهم، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٠٤٢) -واللّفظ له-، والحارث بن أبي أسامة (٤٥) زوائده، والبخاريّ في الأدب المفرد (٩٧٠)، وفي خلق أفعال العباد (ص ٩٢)، وابن أبي عاصم في السنة (٥١٤)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٣٧) كلهم من طرق عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: بلغني حديثٌ عن رجل سمعه من رسول اللَّه ﷺ فاشتريتُ بعيرًا، ثم شددتُ عليه رحلي، فسرتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشّام فإذا عبد اللَّه بن أنيس، فقال للبوّاب: قل له جابر علي الباب، فقال: ابن عبد اللَّه؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديث بلغني عنك أنّك سمعته من رسول اللَّه ﷺ في القصاص، فخشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعه. قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل القاسم بن عبد الواحد المكيّ، وشيخه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، فإنهما لم يبلغا درجة «الثقات» وحسّنه أيضًا المنذريّ في «الترغيب والترهيب» (٤/ ٢٠٢)، وإن كان الهيثمي ﵀ ضعّفه في «المجمع» (١/ ١٣٣) من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، ولكن الصواب أنه حسن الحديث إلّا إذا خالف فلا يقبل كما قال الذهبيّ في ترجمته في «الميزان» وقد وافق على تصحيح الحاكم له في المستدرك، وعلقه البخاريّ بصيغة الجزم (١/ ١٧٣) وقال: رحلي
جابر بن عبد اللَّه مسيرة شهر إلى عبد اللَّه بن أنيس في حديث واحد».
قال الحافظ في: الفتح (١/ ١٧٤): دوله طريق أخرى أخرجها الطبراني في: مسند الشاميين«، وتمام في: فوائده«من طريق الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وذكر نحوه وقال: وإسناده صالح، وله طريق ثالثة أخرجها. الخطيب في: الرحلة«من طريق أبي الجارود العنسيّ -وهو بالنون الساكنة- عن جابر، فذكر نحوه، وفي إسناده ضعف». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 377 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما

  • 📜 حديث: يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب