ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان

حديث: ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان

عن أبي هريرة يبلغ به النبيّ ﷺ قال: «إذا قضى اللَّه الأمر في السّماء ضربتِ الملائكةُ بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلة على صفوان».

صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٨١) عن علي بن عبد اللَّه، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ، ضَرَبَتِ المَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضَعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ».
رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت.

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

* قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ: أي حكم وأصدر قضاءه وتقديره للأمر الذي أراده، سواء أكان أمرًا كونيًّا (كخلق، أو رزق، أو موت) أم أمرًا تشريعيًّا (كإنزال وحيه).
* ضَرَبَتِ المَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا: الضرب هنا بمعنى الحركة السريعة والخفقان. أي أن الملائكة تُحَرِّك أجنحتها تحركًا سريعًا تعبيرًا عن سرعة استجابتها وانقيادها لأمر الله.
* خُضَعَانًا: جمع "خاضع"، أي منقادين مستسلمين طائعين بكل خشوع وخوف من عظمة الله تعالى.
* لِقَوْلِهِ: أي لكلام الله تعالى وأمره وقضائه.
* كأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ: "هُ" يعود على الصوت أو على القول نفسه.
* سِلْسِلَةٌ: الحديدة المتصلة الحلقات.
* صَفْوَان: الحجر الأملس الأصم (الصلب الذي لا تشقق فيه).
* المعنى: أن صوت هذا القضاء الإلهي أو صوته عندما يسمعه الملائكة يكون شديد الوضوح وقويًّا وجَلِيًّا، كصوت سلسلة حديدية تُجَرُّ على حجر أملس صلب، فيكون لها صوت قوي واضح يسمعه الجميع.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصور هذا الحديث مشهدًا من مشاهد عظمة الله تعالى وجلاله، وانقياد مخلوقاته لأمره. فإذا أراد الله تعالى أمرًا في السماء (في عالم الملكوت) وأصدر قضاءه به، فإن الملائكة الكرام الذين هم سكان السماوات، يستمعون لهذا القضاء، فيسرعون بالانقياد والطاعة، ويُظهِرون الخشوع والخضوع التام بأفعالهم (بخفق أجنحتهم) تعظيمًا لأمر الله وخوفًا من عظمته. ويكون صوت هذا القول الإلهي واضحًا جليًّا قويًّا، لا التباس فيه ولا غموض، كصوت الحديد على الصخر.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة الله وجلاله: الحديث يصور هيبة الأمر الإلهي وعظمته، حتى أن الملائكة المقربين يخضعون له خوفًا وتعظيمًا.
2- كمال انقياد الخلق لأمر الله: الملائكة، وهم خلق عظيم، ينقادون لأمر الله فورًا وبكل طاعة، فالإنسان أولى بالانقياد لخالقه.
3- قوة ووضوح وحى الله وقضائه: قضاء الله لا لبس فيه ولا غموض، فهو واضح كوضوح الصوت الناشئ من جر السلسلة على الصفوان.
4- تعظيم أمر الله وشريعته: يجب على المسلم أن يعظم أمر الله ونهيه كما تعظمه الملائكة، فيسرع إلى الطاعة وينقاد للشرع.
5- الإيمان بالملائكة: من الإيمان بالملائكة التصديق بأنهم خلق من خلق الله، يعبدونه ولا يعصونه، ويفعلون ما يؤمرون.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث يدخل في باب الإيمان بالقدر، فهو يتكلم عن مرحلة من مراحل القدر، وهي مرحلة القضاء، عندما يقضي الله الأمر في اللوح المحفوظ فيسمعه أهل السماوات.
* يستدل به العلماء على أن الله يتكلم بكلام حقيقي مسموع له صوت، يسمعه من شاء من خلقه، على وجه يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل.
* هذا المشهد يدل على هيبة السماء وجلالة شأنها عند نزول الأمر الإلهي.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنقادين لأمره، الطائعين له، الخاشعين من عظمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٨١) عن علي بن عبد اللَّه، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، فذكر مثله.
قال علي: وقال غيره: صفوان ينفذهم ذلك، فإذا ﴿فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [سورة سبا: ٢٣].
قال علي: وحدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة بهذا.
قال سفيان: قال عمرو: سمعت عكرمة، حدّثنا أبو هريرة.
قال علي: قلت لسفيان: قال سمعت عكرمة، قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت السفيان: إنّ إنسانًا روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة يرفعه، أنه قرأ: فرّغ قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا؟ قال سفيان: وهي قراءتنا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 372 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان

📜 حديث: ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية