حديث: إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين
حسن: رواه الإمام أحمد (١١١٤٨)، وأبو يعلى (١٠١٤)، والبزّار -كشف الأستار (٣٤٥٨) - كلّهم من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عطيّة العوفيّ.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.أما بعد، فإني أسأل الله أن يوفقني لشرح هذا الحديث العظيم شرحًا يوافق الحق، ويرضي الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قَدْ أُعْطِيَ كُلُّ نَبِيٍّ عَطِيَّةً، فَكُلٌّ قَدْ تَعَجَّلَهَا، وَإِنِّي أَخَّرْتُ عَطِيَّتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي لَيَشْفَعُ لِلْفِئَامِ مِنَ النَّاسِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلْقَبِيلَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلْعُصْبَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَشْفَعُ لِلثَّلَاثَةِ وَلِلرَّجُلَيْنِ وَلِلرَّجُلِ».
أولاً. شرح المفردات:
● عَطِيَّةً: هِبَةً ومنحةً خاصة من الله تعالى.
● تَعَجَّلَهَا: أخذها في الدنيا، ولم يؤخرها للآخرة.
● أَخَّرْتُ عَطِيَّتِي: أي اختَرت أن تكون منحتي في الآخرة لا في الدنيا.
● شَفَاعَةً: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.
● لِأُمَّتِي: لأتباعي من هذه الأمة إلى يوم القيامة.
● الرَّجُلَ: يُقصد به المؤمن الذي بلغ درجة عالية عند الله.
● لِلْفِئَامِ: الجماعة الكثيرة من الناس، وقيل هم ما بين السبعة إلى العشرة، وقيل أكثر.
● لِلْقَبِيلَةِ: الجماعة الكبيرة التي تنتمي إلى أب واحد.
● لِلْعُصْبَةِ: الجماعة التي بين العشرة إلى الأربعين.
● لِلثَّلَاثَةِ وَلِلرَّجُلَيْنِ وَلِلرَّجُلِ: أي أن الشفاعة تشمل حتى للفرد الواحد.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى منح كل نبي من الأنبياء منحة عظيمة في الدنيا، كمعجزة حسية أو نصر على الأعداء، فتعجلها كلهم وأخذوها في حياتهم الدنيوية. أما هو صلى الله عليه وسلم، فقد اختار أن يؤخر عطيته إلى يوم القيامة، لتكون شفاعة عظيمة لأمته. وهذه الشفاعة ليست له وحده، بل سيمنح الله تعالى منها لعدد من عباده الصالحين من أمته، فيشفعون لجماعات كبيرة وصغيرة بل وحتى لأفراد، فيدخلون الجنة بفضل الله ثم بشفاعتهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- مقام النبي صلى الله عليه وسلم وفضله: حيث فضل عطيته -وهي الشفاعة- على عطايا الأنبياء جميعًا، لشرفها وعظم نفعها واستمراره إلى يوم القيامة.
2- عظمة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: فهي خاصة به، وهي الشفاعة العظمى في الموقف يوم القيامة حين يلجم الناسَ الكربُ العظيم، فيأتون إليه ليشفع لهم عند الله ليبدأ الحساب.
3- رحمة الله بهذه الأمة: حيث جعل لها وسائل للنجاة برحمته وفضله، ومن أعظمها الشفاعة.
4- الشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد: فالمشرك محرم من الشفاعة كما قال تعالى: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48]. والشفاعة أنواع، منها العامة وفي التخفيف وفي رفع الدرجات ودخول الجنة.
5- الحث على العمل الصالح: لأن الشفاعة تُمنح لأهل الإيمان والتقوى، فكلما قويت صلة العبد بربه، كلما رفع الله درجته ومكن له من الشفاعة.
6- الأمل والطمع في رحمة الله: فمهما عظمت ذنوب العبد، فإن باب التوبة والرحمة والشفاعة مفتوح، ما دام لم يشرك بالله.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال عنه: صحيح على شرط مسلم.
- الشفاعة أنواع كثيرة، وأعظمها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف ليبدأ الحساب.
- الشفاعة لا تُطلب إلا من الله، فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع، قال تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
- من أسباب نيل الشفاعة: الإيمان، والتقوى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء للمسلمين.
نسأل الله تعالى أن يشملكم وشمَلنا بشفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يدخلنا جنات النعيم برحمته وفضله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه ابن خزيمة في التوحيد (٦٢٦) من طريق مالك بن مغول، عن عطية، به، مثله.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عطية وهو ابن سعيد بن جنادة العوفيّ مختلف فيه. فقال ابن معين: صالح، وضعّفه النسائيّ وغيره وقال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه.
قال الأعظمي: قول أبي حاتم هو العمدة فإنه مع ضعف فيه يكتب حديثه في الشّواهد والمتابعات، وهذا منها وإن انفرد ضُعِّف.
وأرى أنه لم يخطئ في هذا الحديث لوجود شواهد كثيرة لأجزائه، وقد حسّنه الترمذيّ (٢٤٤٠) بعد أن رواه من الطّريق نفسه الجزء الثاني من الحديث.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٧١): «إسناده حسن».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 909 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 884 شفاعة النبي فيمن قال لا إله إلا الله
- 885 من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة...
- 886 فضل الموت في المدينة واستحقاق الشفاعة
- 887 من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها
- 888 من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، لا يموتُ بها...
- 889 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شفيعًا
- 890 من مات صابرًا على لأواء المدينة
- 891 المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
- 900 إمام ظلوم غشوم لا تناله شفاعة النبي.
- 901 اللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
- 902 أعنّي على نفسك بكثرة السجود
- 903 حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة
- 904 رأيت أنّ الدنيا زائلة من أهلها، فأحببتُ أن آخُذ لآخرتي
- 905 ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين
- 906 من مات وقام على جنازته أربعون لا يشركون بالله شيئًا...
- 907 من صلى علي حين يصبح عشرًا أدركته شفاعتي
- 908 شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم...
- 909 إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
- 910 ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله...
- 911 إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة
- 912 شفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم
- 913 يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة
- 914 سل تعطه واشفع تشفع
- 915 يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين
- 916 يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة...
- 917 حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
- 918 أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان
- 919 يُغفر للشهيد في أول دفعة
- 920 يُشفَّع الشهيد في سبعين من أهل بيته
- 921 اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه
- 922 سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له
- 923 النهي عن التفضيل بين الانبياء
- 924 في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون...
- 925 حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا
- 926 طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعد
- 927 صاحب الصور قد التقم القرن وحنا ظهره
- 928 ما الصور؟ قرن ينفخ فيه
- 929 تحشرون حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده
- 930 معنى تحشرون حفاة عراة غرلا
- 931 يُحشر الناس على ثلاث طرائق
- 932 يُحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما
- 933 أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على...
معلومات عن حديث: إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
📜 حديث: إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








