يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة

حديث: يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة

عن أبي بكرة، عن النّبيّ ﷺ قال: «يُحمل النّاس على الصراط يوم القيامة، فتقادعُ بهم جنبتا الصّراط تقادعُ الفراش في النّار. قال: فينجّي اللَّهُ برحمته من يشاء». قال: «ثم يؤذن للملائكة والنّبيين والشّهداء أن يشفعوا، فيشفعون ويخرجون، ويشفعون ويُخرجون، ويشفعون ويُخرجون، وزاد عفان: مرة فقال أيضًا ويشفعون ويُخرجون مَنْ كان في قلبه ما يزن ذرّة من إيمان».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠٤٤٠)، والبزّار -البحر الزّخار (٣٦٧١) -، والطبرانيّ في الصغير (٩٢٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٣٨) كلّهم من حديث عفّان بن مسلم، حدّثنا سعيد بن زيد، قال: سمعت أبا سليمان العصريّ، حدّثنا عقبة بن صُهبان، عن أبي بكرة، عن النبيّ ﷺ، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي العظيم الذي يصور مشهدًا من أهوال يوم القيامة، معتمدًا في ذلك على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● يُحمل النّاس على الصراط: يُساق الناس ويمرون على جسر منصوب فوق جهنم.
● الصراط: هو جسر ممدود على متن جهنم، أحد من السيف وأدق من الشعرة.
● تقادعُ بهم جنبتا الصّراط: تسقطهم وتلقي بهم جوانب الصراط وحافتاه في النار.
● تقادعُ الفراش في النّار: تساقط الفراش (وهو حشرة صغيرة تطير حول النار فتحترق) في النار.
● يؤذن للملائكة والنّبيين والشّهداء أن يشفعوا: يُسمح لهم بالتوسل إلى الله تعالى لإنقاذ بعض العصاة.
● مَنْ كان في قلبه ما يزن ذرّة من إيمان: من بقي في قلبه أدنى قدر من الإيمان.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يصف النبي ﷺ مشهدًا عظيمًا من مشاهد يوم القيامة، حيث يُجاز الناس على الصراط المنصوب فوق جهنم، فيسقط كثير منهم في النار بسبب ذنوبهم وخطاياهم، كما تسقط الحشرات الصغيرة في النار حين تنجذب إليها. ثم ينجي الله تعالى برحمته من يشاء من عباده المؤمنين.
بعد ذلك، يأذن الله تعالى للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا لمن دخل النار من أهل التوحيد ممن بقيت في قلوبهم ذرة من إيمان، فيشفعون مرة بعد مرة، ويخرجون من النار من استحق الخروج بشفاعتهم وبفضل رحمة الله تعالى.

3. الدروس المستفادة منه:

● عظمة يوم القيامة وأهواله: الحديث يذكرنا بهول الموقف وخطورة المصير، مما يحفز المسلم على الاستعداد لهذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح.
● العدل الإلهي: المرور على الصراط ومجازاة كل إنسان بعمله demonstrates عدل الله تعالى، فلا يظلم ربك أحدًا.
● رحمة الله الواسعة: رغم شدة الموقف، فإن رحمة الله تتجلى في إنجاء المؤمنين، ثم في قبول الشفاعة لأهل المعاصي من الموحدين.
● فضل الشفاعة: بيان مكانة النبيين والملائكة والشهداء عند الله، وأن الله تعالى يكرمهم بقبول شفاعتهم لأهل الإيمان من العصاة.
● أهمية الإيمان: حتى الذرة من الإيمان تكون سببًا في الخروج من النار، مما يدل على عظم قيمة الإيمان وحرمة أهل التوحيد.
● الحث على العمل الصالح: الخوف من سوء المصير يجب أن يدفع المسلم إلى تجنب المعاصي والمسارعة في الطاعات.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "صحيحه"، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأهوال يوم القيامة وشفاعة النبيين والصالحين.
- الصراط أحد من السيف وأدق من الشعرة، وقد وردت أحاديث أخرى تصف حال الناس عليه، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يزحف ويهوي.
- الشفاعة أنواع، والشفاعة المذكورة هنا هي الشفاعة لأهل الكبائر من الموحدين، وهي خاصة بمن دخل النار ثم أخرج منها برحمة الله وشفاعة الشافعين.
- الإيمان الذي ينفع صاحبه هو الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، ولو كان قليلًا، لكنه يجب أن يكون خاليًا من الشرك والكفر.
- يستفاد من الحديث أهمية الدعاء والالتجاء إلى الله، والاستعانة بالصالحين والأعمال الصالحة التي تكون سببًا في النجاة يوم القيامة.
نسأل الله تعالى أن ينجينا من أهوال ذلك اليوم، وأن يتجاوز عنا برحمته، وأن يشفع فينا نبيه محمد ﷺ.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٠٤٤٠)، والبزّار -البحر الزّخار (٣٦٧١) -، والطبرانيّ في الصغير (٩٢٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٣٨) كلّهم من حديث عفّان بن مسلم، حدّثنا سعيد بن زيد، قال: سمعت أبا سليمان العصريّ، حدّثنا عقبة بن صُهبان، عن أبي بكرة، عن النبيّ ﷺ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن زيد وهو أخو حمّاد بن زيد فإنه حسن الحديث، وأبو سليمان العصريّ وثقه ابن معين كما روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٣٨٠) وسمّاه الدَّولابيّ في الكنى (١/ ١٩٥) كعب بن شبيب، وأخرج الحديث من طريق آخر عن سعيد بن زيد بإسناده، مثله.
وقال البزّار: «لا نعلمه رواه بهذا اللّفظ إِلَّا أبو بكرة، وإسناده مرضيون». وصحّح رجاله أيضًا الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٥٩).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 913 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة

📜 حديث: يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية