حديث: يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين

عن حذيفة بن اليمان، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النَّارُ بشفاعة الشّافعين، فيدخلهم الجنّة، فيُسَمَّون الجهنميُّون».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٣٤٢٣)، وأبو داود الطيالسيّ في «مسنده» (٤٢٠) ومن طريقه ابنُ خزيمة (٥٤٥)، والآجريّ في الشّريعة (٨٠٥) كلّهم من طريق شعبة، عن حمّاد، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره.

عن حذيفة بن اليمان، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النَّارُ بشفاعة الشّافعين، فيدخلهم الجنّة، فيُسَمَّون الجهنميُّون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن حذيفة بن اليمان، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يُخرجُ اللَّهُ قومًا مُنْتنين قد محشتْهم النَّارُ بشفاعة الشّافعين، فيدخلهم الجنّة، فيُسَمَّون الجهنميُّون».


1. شرح المفردات:


● مُنْتنين: أي ذوي رائحة كريهة ناتجة عن احتراقهم في النار.
● محشتْهم النَّار: أي أحرقتهم النار وأصابتهم بعذابها. والمحش: الإحراق والإصابة بالنار.
● بشفاعة الشّافعين: أي بتوسط الأنبياء والصالحين والمؤمنين الذين يأذن الله لهم بالشفاعة.
● الجهنّميُّون: نسبة إلى جهنم، أي أنهم دخلوها ثم خرجوا منها.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ أن الله تعالى سيخرج من النار قومًا قد دخلوها وعذّبوا فيها بسبب ذنوبهم، حتى أصبحت رائحتهم كريهة من أثر النار، فيخرجهم الله برحمة منه وتكرّمًا، وذلك بشفاعة الشافعين من الأنبياء والصالحين، فيدخلون الجنة بعد أن كانوا في النار، ويُطلق عليهم اسم "الجهنّميِّين" لأنهم خرجوا من جهنم ودخلوا الجنة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة رحمة الله تعالى: فالله سبحانه وتعالى يخرج من النار من يشاء من العصاة المؤمنين برحمته وفضله، حتى بعد دخولهم النار وعذابهم فيها.
2- قوة شفاعة الشافعين: الحديث يدل على أن الشفاعة مقبولة عند الله لمن أذن لهم بالشفاعة، كالأنبياء والصالحين، وهي خاصة بأهل التوحيد الذين دخلوا النار بذنوبهم ولم يخرجوا منها بكفرهم.
3- الخوف من الذنوب والمعاصي: فدخول النار – ولو مؤقتًا – عقابٌ شديد، والحديث يحذر من التهاون بالمعاصي التي قد تؤدي إلى هذا المصير.
4- الأمل في رحمة الله: فحتى من دخل النار، فإن باب الرحمة والشفاعة مفتوح له، ما دام موحدًا لله تعالى.
5- التسمية بالجهنّميِّين: تذكير دائم بنعمة الله عليهم بالخروج من النار، وفي ذلك تواضعٌ وشكرٌ لله على نعمة النجاة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة، وهو يدل على أن الشفاعة لا تنفع الكفار، بل تنفع العصاة من أهل التوحيد.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن في صحيح الجامع.
- "الجهنّميُّون" تسمية تشير إلى أصلههم، لكنهم في الجنة ينعمون، ولا يبقى في قلوبهم ذِكرٌ للألم الذي عانوه، كما قال تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} (ق: 22).
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله ورجاء رحمته، فلا يقنط من رحمة الله، ولا يأمن مكر الله.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يعيذنا من النار ومن كل ما يُغضبه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٤٢٣)، وأبو داود الطيالسيّ في «مسنده» (٤٢٠) ومن طريقه ابنُ خزيمة (٥٤٥)، والآجريّ في الشّريعة (٨٠٥) كلّهم من طريق شعبة، عن حمّاد، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل حمّاد وهو ابن أبي سليمان، فإنه حسن الحديث.
تنبيه: وقع سقط في مسند أبي داود الطَّيالسيّ في طبعة المعارف القديمة، فإنّ الإسناد الذي ذكر فيه وهو: «حدّثنا أبو عوانة، عن أبي مالك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة». هو لمتن آخر سقط منه وهو: «كلّ معروف صدقة». وكذا رواه أيضًا مسلم (١٠٠٥) من طريق أبي عوانة، بإسناده.
وأمّا متن هذا الحديث فإسناده كما ذكرناه، وبهذا الإسناد أخرجه ابن خزيمة والآجري فلا يكون أبو مالك الأشجعيّ متابعًا لحماد بن أبي سليمان؛ لأنّ هذا الحديث يدور على حمّاد بن أبي سليمان، وعنه رواه شعبة كما مضى، ومحمد بن جعفر عند الإمام أحمد (٢٣٤٢٣)، وابن خزيمة (٥٤٢)، وحماد بن سلمة، وهشام الدّستوائيّ عند ابن أبي عاصم في السنة (٨٣٥، ٨٣٦) كلّهم عن حمّاد بن أبي سليمان، بإسناده، مثله.
وقد نبّه على سقط المتن المشار إليه، الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي في تحقيق مسند أبي داود الطيالسيّ فجزاه اللَّه خيرًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 915 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين

  • 📜 حديث: يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب