يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر

حديث: يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر

عن أبي أمامة، عن النبيّ ﷺ قال: «يخرجُ من النّار بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من ربيعة ومضر».

حسن: رواه الطّبرانيّ في الكبير (٨/ ٣٣٠) عن أحمد بن داود المكيّ، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا مبارك بن فضالة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي أمامة، عن النبيّ ﷺ قال: «يخرجُ من النّار بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من ربيعة ومضر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني.

1. شرح المفردات:

● يخرج من النار: أي يُعتق ويعتق من عذاب النار بعد أن دخلها بسبب ذنوبه.
● بشفاعة: الشفاعة هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة. وهنا هي التوسل إلى الله تعالى بإذنه ليعتق المسلمين من النار.
● رجل من أمتي: المقصود به أحد الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأرجح الأقوال أنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه، أو قد يكون غيره من الذين يؤذن لهم بالشفاعة.
● ربيعة ومضر: هما أبنا نزار بن معد بن عدنان، وكانتا من أكبر قبائل العرب عددا وأشهرها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. والمقصود هنا العدد الكثير والجم الغفير، فكأنه قال: عدد أكبر من قبيلتين عظيمتين.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عظمة وكرم الله تعالى، حيث يأذن لرجل صالح من أمته – وهو على الأرجح هو نفسه – أن يشفع عند الله فيخرج من النار بسبب هذه الشفاعة عدد هائل من الناس، يفوق في كثرته عدد قبيلتي ربيعة ومضر المشهورتين بكثرة عدد أفرادهما في الجاهلية والإسلام.
وهذه الشفاعة خاصة بمن دخل النار من الموحدين الذين معهم شيء من الإيمان، ولكنهم ارتكبوا ذنوبًا عظيمة لم يتوبوا منها، فاستحقوا دخول النار، ثم يخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يؤذن لهم بالشفاعة، برحمة الله تعالى.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات الشفاعة: الحديث دليل على ثبوت الشفاعة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من عقائد أهل السنة والجماعة، التي ينكرها بعض الطوائف.
2- سعة رحمة الله تعالى: الحديث يظهر سعة رحمة الله وعفوه، حيث يعتق من النار أعدادًا لا يحصيها إلا هو بسبب شفاعة عبد من عباده.
3- منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه: كون شفاعته عليه الصلاة والسلام سببًا في إخراج هذا الجمع الكبير، دليل على علو منزلته وجلالة قدره عند الله تعالى.
4- الأمل والتفاؤل: الحديث يبعث الأمل في نفوس المسلمين، ويخفف من اليأس من رحمة الله، فحتى من يدخل النار من أهل التوحيد فإن مصيره إلى الخروج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو بغيرها.
5- الحث على الدعاء والرجاء: ينبغي للمسلم أن يرجو من الله القبول، ويسأله أن يتفضل عليه بأن يكون من الذين تنالهم هذه الشفاعة العظيمة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- الشفاعة أنواع، والشفاعة المذكورة في هذا الحديث هي الشفاعة الخاصة بأهل الكبائر من الموحدين الذين دخلوا النار، فيخرجون منها.
- هذه الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله تعالى للشافع، وبرضاه عن المشفوع له (أي الذي ُيشفع له)، قال تعالى: *{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}* [البقرة: 255].
- ليس كل أحد يشفع، بل الشفاعة مقيدة بإذن الله ورضاه عن الشافع والمشفوع له.
- هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها عن الغيب، وقد تحققت كما أخبر، فهو دليل على نبوته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطّبرانيّ في الكبير (٨/ ٣٣٠) عن أحمد بن داود المكيّ، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا مبارك بن فضالة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، فذكره.
وأبو غالب صاحب أبي أمامة مختلف فيه، فضعّفه النسائيّ وأبو حاتم وابن حبان، ووثقه الدارقطنيّ، ويُحسَّن حديثُه في الشّواهد والمتابعات، وقد توبع.
رواه الإمام أحمد (٢٢٢١٥)، والآجريّ في الشّريعة (٨١٧) كلاهما من حديث حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي أمامة قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «ليدخلن الجنّة بشفاعة رجل ليس بنبي مثلُ الحيَّين -أو مثل أَحد الحيين-: ربيعة ومضر». فقال رجل: يا رسول اللَّه، أو ما ربيعة من مضر؟ فقال: «إنّما أقول ما أُقَوَّل».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 916 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر

📜 حديث: يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية