حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين

عن عتبة بن عبد السُّلميّ، قال: جاء أعرابي إلى رسول اللَّه ﷺ، فقال: ما حوضُك الذي تُحدِّث عنه؟ قال: «كما بين البيضاء إلى بصري يمدُّني اللَّه فيه بكُراعٍ لا يدري إنسانٌ مِمَّن خُلق أين طرفاه»، فكبَّر عمر بن الخطّاب، فقال: «أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل اللَّه، ويموتون في سبيل اللَّه. فأرجو أن يُورِثَني الكُرَاع فأشرب منه». وقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ ربي وعدني أن يدخل الجنّة من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب، ثم يشفع كلُّ ألف لسبعين ألفًا، ثم يَحثي ربي تبارك وتعالى بكفيه ثلاث حَثَيَات». فكبَّر عمر وقال: إنّ السَّبعين الأُوّلى ليشفعهم اللَّه في آبائهم، وأبنائهم، وعشائرهم. وأرجو أن يجعلني اللَّهُ في إحدى الحثيات الأواخر». فقال الأعرابيُّ: يا رسول اللَّه، فيها فاكهةٌ؟ قال: «نعم وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس». فقال: أيّ شجر أرضنا تُشبه؟ قال: «ليس تشبه من شجر أرضك، ولكن أتيتَ الشّام؟». قال: لا يا رسول اللَّه، قال: «فإنَّها تشبه شجرة في الشّام تُدعى الجوْزَةَ تنبت على ساق واحد، ثم ينتشر أعلاها». قال: فما عِظم أصلها؟ قال: «لو ارتحلتَ جذعةً من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتُها هَرَمًا». قال: فيها عنب؟ قال: «نعم». قال: ما عظم العنقود منها؟ قال: «مسيرة شهر للغراب الأبقع لا ينثني ولا يفتر». قال: فما عظم الحبة منه؟ قال: هل ذبح أبوك من غنمه تيسًا عظيمًا؟ قال: «نعم». قال: فسلخ إهابها فأعطاه أمَّك، فقال ادبغي هذا ثم افري لنا منه ذنوبا نروي به ماشيتنا». قال: نعم. قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي فقال النبيّ ﷺ: «وعامة عشيرتك».

حسن: رواه الطَّبرانيّ في «الأوسط» (٤٠٤) واللّفظ له، وفي «الكبير» (١٧/ ١٢٦ - ١٢٧)، وأحمد (١٧٦٤٢) مختصرًا كلّهم من طريق عامر بن زيد البكاليّ، أنه سمع عتبة بن عبد السّلميّ، فذكره.

عن عتبة بن عبد السُّلميّ، قال: جاء أعرابي إلى رسول اللَّه ﷺ، فقال: ما حوضُك الذي تُحدِّث عنه؟ قال: «كما بين البيضاء إلى بصري يمدُّني اللَّه فيه بكُراعٍ لا يدري إنسانٌ مِمَّن خُلق أين طرفاه»، فكبَّر عمر بن الخطّاب، فقال: «أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل اللَّه، ويموتون في سبيل اللَّه. فأرجو أن يُورِثَني الكُرَاع فأشرب منه». وقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ ربي وعدني أن يدخل الجنّة من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب، ثم يشفع كلُّ ألف لسبعين ألفًا، ثم يَحثي ربي ﵎ بكفيه ثلاث حَثَيَات». فكبَّر عمر وقال: إنّ السَّبعين الأُوّلى ليشفعهم اللَّه في آبائهم، وأبنائهم، وعشائرهم. وأرجو أن يجعلني اللَّهُ في إحدى الحثيات الأواخر». فقال الأعرابيُّ: يا رسول اللَّه، فيها فاكهةٌ؟ قال: «نعم وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس». فقال: أيّ شجر أرضنا تُشبه؟ قال: «ليس تشبه من شجر أرضك، ولكن أتيتَ الشّام؟». قال: لا يا رسول اللَّه، قال: «فإنَّها تشبه شجرة في الشّام تُدعى الجوْزَةَ تنبت على ساق واحد، ثم ينتشر أعلاها». قال: فما عِظم أصلها؟ قال: «لو ارتحلتَ جذعةً من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتُها هَرَمًا». قال: فيها عنب؟ قال: «نعم». قال: ما عظم العنقود منها؟ قال: «مسيرة شهر للغراب الأبقع لا ينثني ولا يفتر». قال: فما عظم الحبة منه؟ قال: هل ذبح أبوك من غنمه تيسًا عظيمًا؟ قال: «نعم». قال: فسلخ إهابها فأعطاه أمَّك، فقال ادبغي هذا ثم افري لنا منه ذنوبا نروي به ماشيتنا». قال: نعم. قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي فقال النبيّ ﷺ: «وعامة عشيرتك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:

أولاً. شرح المفردات:


● حوضُك: الحوض هو البِركة العظيمة التي أعدها الله لنبيه ﷺ في يوم القيامة.
● البيضاء: مدينة بالشام، وقيل: هي بيت المقدس.
● بصري: مدينة بالشام أيضًا.
● الكُراع: جمع كُراعَة، وهي الدعائم أو القوائم التي تمد الحوض.
● يَحثي: يملأ بكفيه ويعطي بكثرة.
● طوبى: شجرة في الجنة عظيمة.
● الجَوْزَة: شجرة الجوز المعروفة.
● الجذعة: الناقة الصغيرة.
● ترقوتُها: العظم الذي في مقدمة العنق.
● الغراب الأبقع: الذي فيه بياض وسواد.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف النبي ﷺ حوضه في يوم القيامة بأنه عظيم المساحة، ويمدّه الله بقوائم لا يعلم أحد مداها. ويبين أن فقراء المهاجرين الذين يجاهدون في سبيل الله هم أول من يرد عليه. ثم يذكر أن الله وعده أن يدخل الجنة من أمته سبعين ألفًا بغير حساب، ثم يشفع كل ألف في سبعين ألفًا، ثم يعطي الله تعالى بكفيه ثلاث حثيات ليدخل بها عددًا كبيرًا. ويصف النبي ﷺ أيضًا بعض نعيم الجنة من فاكهة وشجر، ويضرب الأمثال لعظم ثمارها.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- عظم حوض النبي ﷺ: وهذا من خصائصه ﷺ يوم القيامة، وهو منة من الله تعالى على هذه الأمة.
2- فضل فقراء المهاجرين المجاهدين: الذين يردون الحوض أولاً، مما يدل على فضل الجهاد والفقر في سبيل الله.
3- سعة رحمة الله بالأمة: حيث يدخل الله تعالى أعدادًا هائلة بغير حساب، ثم يشفع النبي ﷺ في الكثيرين.
4- عظم نعيم الجنة: وصف النبي ﷺ لشجرة طوبى وعنب الجنة يدل على عظيم ما أعده الله للمؤمنين.
5- حرص الصحابة على الخير: كما ظهر من تكبير عمر رضي الله عنه وحرصه على أن يكون من الذين يدخلون الجنة بشفاعة النبي ﷺ.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● حوض النبي ﷺ: ثابت بالكتاب والسنة، وهو حقيقة لا مجاز، وهو من أول المنازل في الآخرة.
● السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون، كما في روايات أخرى.
● شفاعة النبي ﷺ: من أنواع الشفاعة الثابتة له ﷺ، وهي خاصة بأمته.
● وصف الجنة: جاء في الحديث لترغيب الناس في العمل الصالح، وليكون دافعًا لهم للاستباق إلى الخيرات.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يرد حوض النبي ﷺ، ويدخل الجنة بغير حساب، إنه سميع مجيب.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطَّبرانيّ في «الأوسط» (٤٠٤) واللّفظ له، وفي «الكبير» (١٧/ ١٢٦ - ١٢٧)، وأحمد (١٧٦٤٢) مختصرًا كلّهم من طريق عامر بن زيد البكاليّ، أنه سمع عتبة بن عبد السّلميّ، فذكره. وصحّحه ابن حبان (٦٤٥٠).
وإسناده حسن، عامر بن زيد البكاليّ، ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ١٩١)، وابن أبي حاتم
في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئًا، وهو من رجال التعجيل (٥٠٥)، ولما قال الحسيني: «ليس بالمشهور» تعقبه الحافظ فقال: «بل معروف» وأطال في ذكره، والخلاصة أنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٤١٤) وقال: «رواه الطّبرانيّ في: الأوسط«واللّفظ له، وفي «الكبير» ، وأحمد باختصار عنهما وفيه عامر بن زيد البكاليّ، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات».
وقوله: «بكراع» أي بطرف من ماء الجنّة.
قال في النهاية: «وفي حديث الحوض: «فبدأ اللَّه بكراع«أي طرف من ماء الجنّة، فشبّه بالكراع لقلته وأنه كالكراع من الدَّابة».
وفي الباب أيضًا ما رُوي مرسلًا عن الحسن، قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
«يشفع عثمان بن عفّان يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر».
رواه الترمذيّ (٢٤٣٩)، والآجريّ في الشريعة (٨١٨) كلاهما من حديث جسر أبي جعفر، عن الحسن، فذكره.
وهو مع إرساله ضعيف؛ لأنّ جسرًا وهو ابن فرقد القصّاب أبو جعفر، وقيل: جسر بن الحسن اليمامي ولكن كنيته أبو عثمان، كلاهما في طبقة واحدة يرويان عن الحسن إِلَّا أن الأوّل ضعيف، والثاني صدوق، والغالب أنه الأوّل لأنه يكنى بأبي جعفر.
ولكن رواه الإمام أحمد في الزهد (٦٧١)، والحاكم (٣/ ٤٠٥) كلاهما من وجهين مختلفين عن الحسن، فذكر مثله.
قال الحسن كما في الزهد: «كانوا يرونه عثمان بن عفان أو أويس القرنيّ».
وفي المستدرك: قال أبو بكر بن عياش: «فقلت لرجل من قومه: أويس بأي شيء بلغ هذا؟ قال: فضل اللَّه يؤتيه من يشاء».
وفي الباب ما رُوي عن الحارث بن أُقيش مرفوعًا: «إنّ من أمّتي مَنْ يدخلُ الجنّة بشفاعته أكثر من مضر، وإنّ من أمّتي من يعظم للنار حتى يكون أحدَ زواياها». وفيه عبد اللَّه بن قيس النخعيّ مجهول.
رواه ابن ماجه (٣٢٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن داود بن أبي هند، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن قيس، قال: كنت عند أبي بردة، ذات ليلة، فدخل علينا الحارث بن أقيش، فحدثنا الحارث ليلتئذ أن رسول اللَّه قال (فذكر الحديث).
وأخرجه الإمام أحمد (١٧٨٥٨)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢١)، والحاكم في المستدرك (١/ ٧١) وقال: «صحيح على شرط مسلم». والحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة الحارث بن أقيش (١/ ٢٧٣) وقال: «أخرج ابن ماجه حديثه في الشّفاعة بسند صحيح». وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة من الولد.
وقد أخرجه ابن خزيمة (أي في التوحيد) مجموعًا إلى الحديث الآخر، ووقع عند البغويّ تصريحه بسماعه من النّبيّ ﷺ». انتهى كلامه.
قال الأعظمي: في الإسناد عبد اللَّه بن قيس وهو ليس من رجال مسلم، وإنّما أخرج له ابن ماجه.
وهو ممن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو في عداد المجهولين. وكذا قال الحافظ في التقريب: «مجهول». ونقل في التهذيب عن علي بن المديني أنه جهله. ولم يوثقه الذّهبيّ في الكاشف، وإنّما اكتفى بقوله: روى عنه داود بن أبي هند - يعني أنه مجهول. وقال في: الميزان«عنه داود بن أبي هند، ولعله الذي قبله - أي عبد اللَّه بن قيس، عن ابن عباس: لا يدري من هو؟ تفرّد عنه أبو إسحاق» انتهى كلامه.
وأخرجه البخاريّ في التاريخ الكبير (٢/ ٢٦١) من طريق داود بن أبي هند بإسناده مكتفيًا بحديث الشّفاعة وقال: «إسناده ليس بذاك المشهور».
وفي الباب ما رُوي عن ابن عمر قال: يقول النّبيُّ ﷺ للرّجل: «يا فلان قم فاشفع، فيقوم الرجل فيشفع للقيلة، ولأهل البيت، وللرّجل وللرّجلين على قدر عمله».
رواه ابن خزيمة في التوحيد (٦٢٣) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، قال: حدّثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، فذكره.
ويحيى بن يمان العجليّ الكوفيّ مختلف فيه فمشاه ابن معين في رواية، وضعّفه في رواية، وأكثر أهل العلم على تضعيفه لسوء حفظه حتى قال ابن عدي بعد أن أخرج عدّة من أحاديثه: «ولابن يمان عن الثوريّ غير ما ذكرت، وعامّة ما يرويه غير محفوظ، وابن يمان في نفسه لا يتعمّد الكذب، إِلَّا أنّه يخطئ ويشتبه عليه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 917 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري

  • 📜 حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب