حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين
حسن: رواه الطَّبرانيّ في «الأوسط» (٤٠٤) واللّفظ له، وفي «الكبير» (١٧/ ١٢٦ - ١٢٧)، وأحمد (١٧٦٤٢) مختصرًا كلّهم من طريق عامر بن زيد البكاليّ، أنه سمع عتبة بن عبد السّلميّ، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:
أولاً. شرح المفردات:
● حوضُك: الحوض هو البِركة العظيمة التي أعدها الله لنبيه ﷺ في يوم القيامة.
● البيضاء: مدينة بالشام، وقيل: هي بيت المقدس.
● بصري: مدينة بالشام أيضًا.
● الكُراع: جمع كُراعَة، وهي الدعائم أو القوائم التي تمد الحوض.
● يَحثي: يملأ بكفيه ويعطي بكثرة.
● طوبى: شجرة في الجنة عظيمة.
● الجَوْزَة: شجرة الجوز المعروفة.
● الجذعة: الناقة الصغيرة.
● ترقوتُها: العظم الذي في مقدمة العنق.
● الغراب الأبقع: الذي فيه بياض وسواد.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يصف النبي ﷺ حوضه في يوم القيامة بأنه عظيم المساحة، ويمدّه الله بقوائم لا يعلم أحد مداها. ويبين أن فقراء المهاجرين الذين يجاهدون في سبيل الله هم أول من يرد عليه. ثم يذكر أن الله وعده أن يدخل الجنة من أمته سبعين ألفًا بغير حساب، ثم يشفع كل ألف في سبعين ألفًا، ثم يعطي الله تعالى بكفيه ثلاث حثيات ليدخل بها عددًا كبيرًا. ويصف النبي ﷺ أيضًا بعض نعيم الجنة من فاكهة وشجر، ويضرب الأمثال لعظم ثمارها.
ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:
1- عظم حوض النبي ﷺ: وهذا من خصائصه ﷺ يوم القيامة، وهو منة من الله تعالى على هذه الأمة.
2- فضل فقراء المهاجرين المجاهدين: الذين يردون الحوض أولاً، مما يدل على فضل الجهاد والفقر في سبيل الله.
3- سعة رحمة الله بالأمة: حيث يدخل الله تعالى أعدادًا هائلة بغير حساب، ثم يشفع النبي ﷺ في الكثيرين.
4- عظم نعيم الجنة: وصف النبي ﷺ لشجرة طوبى وعنب الجنة يدل على عظيم ما أعده الله للمؤمنين.
5- حرص الصحابة على الخير: كما ظهر من تكبير عمر رضي الله عنه وحرصه على أن يكون من الذين يدخلون الجنة بشفاعة النبي ﷺ.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
● حوض النبي ﷺ: ثابت بالكتاب والسنة، وهو حقيقة لا مجاز، وهو من أول المنازل في الآخرة.
● السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون، كما في روايات أخرى.
● شفاعة النبي ﷺ: من أنواع الشفاعة الثابتة له ﷺ، وهي خاصة بأمته.
● وصف الجنة: جاء في الحديث لترغيب الناس في العمل الصالح، وليكون دافعًا لهم للاستباق إلى الخيرات.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يرد حوض النبي ﷺ، ويدخل الجنة بغير حساب، إنه سميع مجيب.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن، عامر بن زيد البكاليّ، ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ١٩١)، وابن أبي حاتم
في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئًا، وهو من رجال التعجيل (٥٠٥)، ولما قال الحسيني: «ليس بالمشهور» تعقبه الحافظ فقال: «بل معروف» وأطال في ذكره، والخلاصة أنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٤١٤) وقال: «رواه الطّبرانيّ في: الأوسط«واللّفظ له، وفي «الكبير» ، وأحمد باختصار عنهما وفيه عامر بن زيد البكاليّ، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات».
وقوله: «بكراع» أي بطرف من ماء الجنّة.
قال في النهاية: «وفي حديث الحوض: «فبدأ اللَّه بكراع«أي طرف من ماء الجنّة، فشبّه بالكراع لقلته وأنه كالكراع من الدَّابة».
وفي الباب أيضًا ما رُوي مرسلًا عن الحسن، قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
«يشفع عثمان بن عفّان يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر».
رواه الترمذيّ (٢٤٣٩)، والآجريّ في الشريعة (٨١٨) كلاهما من حديث جسر أبي جعفر، عن الحسن، فذكره.
وهو مع إرساله ضعيف؛ لأنّ جسرًا وهو ابن فرقد القصّاب أبو جعفر، وقيل: جسر بن الحسن اليمامي ولكن كنيته أبو عثمان، كلاهما في طبقة واحدة يرويان عن الحسن إِلَّا أن الأوّل ضعيف، والثاني صدوق، والغالب أنه الأوّل لأنه يكنى بأبي جعفر.
ولكن رواه الإمام أحمد في الزهد (٦٧١)، والحاكم (٣/ ٤٠٥) كلاهما من وجهين مختلفين عن الحسن، فذكر مثله.
قال الحسن كما في الزهد: «كانوا يرونه عثمان بن عفان أو أويس القرنيّ».
وفي المستدرك: قال أبو بكر بن عياش: «فقلت لرجل من قومه: أويس بأي شيء بلغ هذا؟ قال: فضل اللَّه يؤتيه من يشاء».
وفي الباب ما رُوي عن الحارث بن أُقيش مرفوعًا: «إنّ من أمّتي مَنْ يدخلُ الجنّة بشفاعته أكثر من مضر، وإنّ من أمّتي من يعظم للنار حتى يكون أحدَ زواياها». وفيه عبد اللَّه بن قيس النخعيّ مجهول.
رواه ابن ماجه (٣٢٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن داود بن أبي هند، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن قيس، قال: كنت عند أبي بردة، ذات ليلة، فدخل علينا الحارث بن أقيش، فحدثنا الحارث ليلتئذ أن رسول اللَّه قال (فذكر الحديث).
وأخرجه الإمام أحمد (١٧٨٥٨)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢١)، والحاكم في المستدرك (١/ ٧١) وقال: «صحيح على شرط مسلم». والحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة الحارث بن أقيش (١/ ٢٧٣) وقال: «أخرج ابن ماجه حديثه في الشّفاعة بسند صحيح». وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة من الولد.
وقد أخرجه ابن خزيمة (أي في التوحيد) مجموعًا إلى الحديث الآخر، ووقع عند البغويّ تصريحه بسماعه من النّبيّ ﷺ». انتهى كلامه.
قال الأعظمي: في الإسناد عبد اللَّه بن قيس وهو ليس من رجال مسلم، وإنّما أخرج له ابن ماجه.
وهو ممن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا فهو في عداد المجهولين. وكذا قال الحافظ في التقريب: «مجهول». ونقل في التهذيب عن علي بن المديني أنه جهله. ولم يوثقه الذّهبيّ في الكاشف، وإنّما اكتفى بقوله: روى عنه داود بن أبي هند - يعني أنه مجهول. وقال في: الميزان«عنه داود بن أبي هند، ولعله الذي قبله - أي عبد اللَّه بن قيس، عن ابن عباس: لا يدري من هو؟ تفرّد عنه أبو إسحاق» انتهى كلامه.
وأخرجه البخاريّ في التاريخ الكبير (٢/ ٢٦١) من طريق داود بن أبي هند بإسناده مكتفيًا بحديث الشّفاعة وقال: «إسناده ليس بذاك المشهور».
وفي الباب ما رُوي عن ابن عمر قال: يقول النّبيُّ ﷺ للرّجل: «يا فلان قم فاشفع، فيقوم الرجل فيشفع للقيلة، ولأهل البيت، وللرّجل وللرّجلين على قدر عمله».
رواه ابن خزيمة في التوحيد (٦٢٣) عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشّهيد، قال: حدّثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن آدم بن علي، عن ابن عمر، فذكره.
ويحيى بن يمان العجليّ الكوفيّ مختلف فيه فمشاه ابن معين في رواية، وضعّفه في رواية، وأكثر أهل العلم على تضعيفه لسوء حفظه حتى قال ابن عدي بعد أن أخرج عدّة من أحاديثه: «ولابن يمان عن الثوريّ غير ما ذكرت، وعامّة ما يرويه غير محفوظ، وابن يمان في نفسه لا يتعمّد الكذب، إِلَّا أنّه يخطئ ويشتبه عليه».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 917 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 892 من يصبر على لأواء المدينة كنت له شفيعًا أو شهيدًا
- 893 يُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه
- 894 قيل للنبي ﷺ: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك...
- 895 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي
- 896 جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم
- 897 أرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل...
- 898 بُعثتُ إلى الناس كافة الأحمر والأسود
- 899 إمام ظلوم وكل غال مارق
- 900 إمام ظلوم غشوم لا تناله شفاعة النبي.
- 901 اللعانون لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
- 902 أعنّي على نفسك بكثرة السجود
- 903 حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة
- 904 رأيت أنّ الدنيا زائلة من أهلها، فأحببتُ أن آخُذ لآخرتي
- 905 ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين
- 906 من مات وقام على جنازته أربعون لا يشركون بالله شيئًا...
- 907 من صلى علي حين يصبح عشرًا أدركته شفاعتي
- 908 شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم...
- 909 إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس فيدخلون الجنة
- 910 ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله...
- 911 إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة
- 912 شفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم
- 913 يُحمل الناس على الصراط يوم القيامة
- 914 سل تعطه واشفع تشفع
- 915 يُخرج الله قومًا منتنين محشتهم النار بشفاعة الشافعين
- 916 يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة...
- 917 حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
- 918 أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان
- 919 يُغفر للشهيد في أول دفعة
- 920 يُشفَّع الشهيد في سبعين من أهل بيته
- 921 اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه
- 922 سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له
- 923 النهي عن التفضيل بين الانبياء
- 924 في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون...
- 925 حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا
- 926 طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعد
- 927 صاحب الصور قد التقم القرن وحنا ظهره
- 928 ما الصور؟ قرن ينفخ فيه
- 929 تحشرون حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده
- 930 معنى تحشرون حفاة عراة غرلا
- 931 يُحشر الناس على ثلاث طرائق
- 932 يُحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما
- 933 أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على...
- 934 يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء
- 935 أخرج بعث جهنم من ذريتك: من كل مائة تسعة وتسعين
- 936 إنما ذلك العرض ولكنْ مَنْ نُوقش الحساب يهلك
- 937 معنى من نوقش الحساب هلك
- 938 هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر
- 939 هل تُضارُّون في رؤية الشمس والقمر يوم القيامة؟
- 940 قصة آخر رجل يدخل الجنة
- 941 يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة
معلومات عن حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
📜 حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حوض النبي ﷺ كما بين البيضاء إلى بصري
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








