حديث: سل تعطه واشفع تشفع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في شفاعة الملائكة والنّبيين والمؤمنين

عن أنس بن مالك، عن النّبيّ ﷺ قال: «خررتُ ساجدًا فأسجد سجودي أوّل مرة ومثله معه، ويفتح لي من الثّناء والتّحميد مثل ذلك، ثم يقال: سلْ تُعْطَه،
واشْفع تُشفَّع، فأقول: يا ربّ ذرية آدم لا تُحرق اليوم بالنّار، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرّة من إيمان فأخرجوه، فيُخرجون ما يعلم عدَّتهم إِلَّا اللَّه عز وجل، ويبقى أكثرهم، ثم يؤذن لآدم بالشّفاعة فيشفع لعشرة آلاف ألف، ثم يؤذن للملائكة والنّبيين فيشفعون حتى إنّ المؤمن ليشفعُ لأكثر من ربيعة ومضر».

حسن: رواه الآجرّي في الشّريعة (٨٠٩) عن أبي بكر جعفر بن محمد الفريابيّ، قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا اللّيث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس ابن مالك، فذكر الحديث بطوله، وسبق كاملا في الشّفاعة لأهل الموقف.

عن أنس بن مالك، عن النّبيّ ﷺ قال: «خررتُ ساجدًا فأسجد سجودي أوّل مرة ومثله معه، ويفتح لي من الثّناء والتّحميد مثل ذلك، ثم يقال: سلْ تُعْطَه،
واشْفع تُشفَّع، فأقول: يا ربّ ذرية آدم لا تُحرق اليوم بالنّار، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرّة من إيمان فأخرجوه، فيُخرجون ما يعلم عدَّتهم إِلَّا اللَّه ﷿، ويبقى أكثرهم، ثم يؤذن لآدم بالشّفاعة فيشفع لعشرة آلاف ألف، ثم يؤذن للملائكة والنّبيين فيشفعون حتى إنّ المؤمن ليشفعُ لأكثر من ربيعة ومضر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يصف لنا مشهداً من مشاهد يوم القيامة العظيمة، وهي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. وفيما يلي شرحه مفصلاً:

أولاً. شرح المفردات:


● خررتُ ساجدًا: أي سقطت ساجداً لله تعالى خضوعاً وتعظيماً.
● مثله معه: أي مثل السجدة الأولى.
● من الثناء والتحميد: أي يفتح له من ألوان الثناء على الله تعالى وتمجيده.
● سل تعطه، واشفع تُشفَّع: أي اطلب تُعطَ ما تطلب، وتوسط للغير تقبَل شفاعتك.
● ذرية آدم: أي بنو آدم، وهم البشر.
● مثقال ذرة من إيمان: أي أدنى قدر من الإيمان، والذرة هي أصغر النمل.
● ربيعة ومضر: هما قبيلتان عربيتان كبيرتان معروفتان بالكثرة، والمراد الكثرة الكاثرة.


ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في يوم القيامة، بعد انتهاء أهوالها الأولى، يسجد سجدة عظيمة لله تعالى، فيفتح الله عليه أثناء سجوده بأنواع عظيمة من الثناء والحمد الذي لم يفتح على أحد قبله. فيأمره ربه أن يسأل فيُعطى، وأن يشفع فتُقبل شفاعته.
فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم أولاً أن لا تحرق ذرية آدم (أي البشر) بالنار جملة واحدة. فيستجيب الله له فيأمر الملائكة بإخراج كل من في قلبه أدنى مثقال ذرة من الإيمان من النار، فيخرجون عدداً كبيراً لا يعلمه إلا الله.
وبعد ذلك، يُؤذن لآدم عليه السلام بالشفاعة، فيشفع لعشرة آلاف ألف (أي عشرة ملايين). ثم يُؤذن للملائكة والنبيين والصدّيقين وغيرهم بالشفاعة، حتى إن الرجل المؤمن ليشفع في عدد هائل من الناس، أكثر من عدد قبيلتي ربيعة ومضر المشهورتين بالكثرة.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه: فقد خصه الله بأولى الشفاعات وأعظمها، وهي الشفاعة العظمى (المقام المحمود) التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل حتى يذهب إليها صلى الله عليه وسلم.
2- رحمة الله تعالى الواسعة: فالقصة بأكملها تدل على سعة رحمة الله، حيث قبل شفاعة نبيه وشفاعة غيره من المؤمنين، وأخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان.
3- قيمة الإيمان ولو كان قليلاً: فالله تعالى لا يضيع مثقال ذرة من إيمان، بل يكون سبباً في النجاة من النار ولو بعد الشفاعة.
4- فضل الشفاعة وكرامة الشفعاء يوم القيامة: حيث يأذن الله للأنبياء والصالحين بالشفاعة، مما يظهر مكانتهم عند الله.
5- الحث على الإيمان والعمل الصالح: لأن أدنى إيمان يكون سبباً في النجاة، فما بال من زاد إيمانه وعمله الصالح؟
6- بيان جانب من أهوال يوم القيامة وعظمتها: حيث يحتاج الناس إلى شفاعة الشافعين.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الشفاعة" التي هي من عقائد أهل السنة والجماعة، ويؤمنون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من المؤمنين بإذن الله.
- الشفاعة أنواع، منها:
● الشفاعة العظمى (المقام المحمود) الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ليبدأ الحساب.
● شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة لدخولها.
● شفاعته صلى الله عليه وسلم في أقوام قد دخلوا النار أن يخرجوا منها، وهي المشار إليها في هذا الحديث.
● شفاعة غيره من الأنبياء والملائكة والشهداء والصالحين.
- أصل كل هذه الشفاعات هو إذن الله تعالى ورضاه عن المشفوع له، كما قال تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
نسأل الله تعالى أن يشمَلنا برحمته وشفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الآجرّي في الشّريعة (٨٠٩) عن أبي بكر جعفر بن محمد الفريابيّ، قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا اللّيث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس ابن مالك، فذكر الحديث بطوله، وسبق كاملا في الشّفاعة لأهل الموقف.
وإسناده حسن من أجل الكلام في سعيد بن أبي هلال اللّيثيّ، غير أنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 914 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سل تعطه واشفع تشفع

  • 📜 حديث: سل تعطه واشفع تشفع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سل تعطه واشفع تشفع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سل تعطه واشفع تشفع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سل تعطه واشفع تشفع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب