ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله شيئًا

حديث: ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله شيئًا

عن أبي بكر الصّديق في حديث الشّفاعة في الموقف وفيه: «ثم يقال: ادعوا الصّدِّيقين فيشفعون، ثم يقال: ادْعُوا الأنبياء، قال: فيجيء النبي ومعه العصابة، والنّبي ومعه الخمسة والسّتة، والنّبيُّ وليس معه أحد. ثم يقال: ادعوا الشّهداء فيشفعون لمن أرادوا، وقال: فإذا فعلت الشُّهداء ذلك. قال: يقول اللَّه عز وجل: أنا أرحم الرّاحمين، أدْخلوا جنَّتِي مَنْ كان لا يُشركُ بي شيئًا. قال: فيدخلون الجنَّةَ».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥)، وأبو يعلى (٥٦)، والبزّار -كشف الأستار (٣٤٦٥) - كلّهم من طريق النّضر بن شُميل، قال: حدّثني أبو نَعامة، قال: حدّثني أبو هُنيد البراء بن نوفل، عن والان العدَويّ، عن حذيفة، عن أبي بكر الصّديق، فذكره في حديث طويل سبق ذكره والنكارة فيه: تقديم الصديقين على الأنبياء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي بكر الصّديق في حديث الشّفاعة في الموقف وفيه: «ثم يقال: ادعوا الصّدِّيقين فيشفعون، ثم يقال: ادْعُوا الأنبياء، قال: فيجيء النبي ومعه العصابة، والنّبي ومعه الخمسة والسّتة، والنّبيُّ وليس معه أحد. ثم يقال: ادعوا الشّهداء فيشفعون لمن أرادوا، وقال: فإذا فعلت الشُّهداء ذلك. قال: يقول اللَّه ﷿: أنا أرحم الرّاحمين، أدْخلوا جنَّتِي مَنْ كان لا يُشركُ بي شيئًا. قال: فيدخلون الجنَّةَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، يتناول جانباً من أهوال يوم القيامة وعظيم رحمة الله تعالى بعباده، وهو جزء من حديث طويل عن الشفاعة. وفيما يلي شرحه وافياً:

أولاً. شرح المفردات:

● الموقف: هو يوم القيامة، حيث يقف الخلائق للحساب والجزاء.
● الصِّدِّيقين: هم الذين بلغوا أعلى درجات الصدق والإيمان، كأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
● العصابة: الجماعة من الناس، وقد تكون ثلاثة فأكثر.
● الشهداء: هنا يشمل من قُتل في سبيل الله، ومن مات بحق كالشهيد في المعركة وغيره ممن ورد فيهم النص.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يصف الحديث المشهد العظيم يوم القيامة بعد أن تشفع الأنبياء والمرسلون، فيأمر الله تعالى أن يُدعى الصدِّيقون -وهم أتباع الأنبياء من الأولياء والصالحين- فيشفعون لمن أرادوا من أهل التوحيد، ثم بعد ذلك يُدعى الأنبياء فيأتون، وكل نبي يأتي ومعه مجموعة من أتباعه الذين آمنوا به، فمنهم من يأتي ومعه جماعة غفيرة، ومنهم من يأتي ومعه عدد قليل (خمسة أو ستة)، ومنهم من لا يأتي معه أحد، كبعض الأنبياء الذين لم يستجب لهم قومهم.
ثم بعد ذلك يُدعى الشهداء فيشفعون كذلك لمن أرادوا من أهل الإخلاص. وبعد انتهاء هذه الشفاعات المتتالية، يتجلى فضل الله ورحمته، فيقول تعالى: "أنا أرحم الراحمين"، ثم يأمر بدخول الجنة لكل من مات على التوحيد ولم يشرك بالله شيئاً، ولو كان قد قصَّر في بعض الواجبات أو ارتكب بعض الذنوب غير الشرك، وذلك بمغفرة الله ورحمته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة رحمة الله تعالى: حيث تتجلى في هذا الموقف العظيم، فبعد كل هذه الشفاعات، يعلن الله تعالى أنه هو أرحم الراحمين، فيغفر ويدخل الجنة بفضله ورحمته.
2- فضل الشفاعة: بيان أن الشفاعة يوم القيامة حقيقة ثابتة لأهلها، وهي خاصة لأهل التوحيد.
3- تفاوت درجات الأنبياء والأولياء: فمن الأنبياء من يأتي ومعه أتباع كثيرون، ومنهم من قَلَّ أتباعه، وهذا بحسب قبول الدعوة وصدق القوم في الاستجابة.
4- مكانة الصدِّيقين والشهداء: حيث خصهم الله تعالى بمنزلة يشفعون فيها، مما يدل على علو قدرهم عند الله.
5- التوحيد هو الأساس: فالناجي يوم القيامة هو من مات على التوحيد، كما قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" [النساء: 48].

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من "حديث الشفاعة الطويل" الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- الشفاعة أنواع، وهذه الشفاعة الخاصة هي "الشفاعة في أهل التوحيد الذين دخلوا النار بذنوبهم، أن يخرجوا منها" أو "الشفاعة في تخفيف أهوال اليوم الآخر".
- قوله: "ادعوا الصدِّيقين" فيه إشارة إلى علو منزلة الصدِّيقين، وهم الذين بلغوا أعلى مراتب الصدق بعد الأنبياء.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل التوحيد، وأن يتجاوز عن تقصيرنا، وأن يدخلنا جنته برحمته.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٥)، وأبو يعلى (٥٦)، والبزّار -كشف الأستار (٣٤٦٥) - كلّهم من طريق النّضر بن شُميل، قال: حدّثني أبو نَعامة، قال: حدّثني أبو هُنيد البراء بن نوفل، عن والان العدَويّ، عن حذيفة، عن أبي بكر الصّديق، فذكره في حديث طويل سبق ذكره والنكارة فيه: تقديم الصديقين على الأنبياء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 910 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله شيئًا

📜 حديث: ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله شيئًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله شيئًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله شيئًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ادعوا الأنبياء فيشفعون ثم يدخلون الجنة من لا يشرك بالله شيئًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية