اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد

حصن المسلم | الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام | اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (1).

Allahumma innee as-aluka ya Allah bi-annakal-wahidul-ahadus-samad, allathee lam yalid walam yoolad, walam yakun lahu kufuwan ahad, an taghfira lee thunoobee innaka antal-Ghafoorur-Raheem.
‘O Allah, I ask You O Allah, as You are The One, The Only, AS-Samad, The One who begets not, nor was He begotten and there is none like unto Him that You forgive me my sins for verily You are The Oft-Forgiving, Most-Merciful.’ AS-Samad: The Self-Sufficient Master, Possessor of perfect attributes whom all of creation turn to in all their needs.


(1) أخرجه النسائي، 3/ 52، برقم 1300 بلفظه، وأحمد، 4/ 338، برقم 18974، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/280 .

شرح معنى اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

228- عن مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ (1) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، إِذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ غُفِرَ لَهُ»، ثَلَاثًا (2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللهمّ إني أسألك»: قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: «لا خلاف أن لفظة: (اللهمّ) معناها: يا اللَّه؛ ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب» (3) ، قال العسكري : «الْمَسْأَلَة يقارنها الخضوع والاستكانة... وَالدُّعَاء إِذا كَانَ للَّه تَعَالَى فَهُوَ مثل الْمَسْأَلَة مَعَه استكانه وخضوع» (4) ، وقال القاري : «أي أطلبك مقصودي، فالمفعول مقدر: أي: أدعوك، فيكون ألطف سؤال إلى أشرف نوال» (5) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «سؤال اللَّه، والتوسل إليه بامتثال أمره، واجتناب نهيه، وفعل ما يحبه، والعبودية والطاعة، هو من جنس فعل ذلك؛ رجاء لرحمة اللَّه، وخوفاً من عذابه، وسؤال اللَّه بأسمائه وصفاته» (6) .
2- قوله: «بأنك الواحد الأحد»: هو الذي توحّد بجميع الكمالات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك، ويجب على العبيد توحيده عقدًا، وقولًا، وعملًا، بأن يعترفوا بكماله المطلق، ويفردوه بأنواع العبادة (7) .
3- قوله: «الصمد»: الصمد في اللغة هو السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر، وقيل هو الذي يصمد، أي يُقصد في الحوائج، وفي حق اللَّه عز وجل: قال ابن عباس رضي الله عنه: «الصمد هو السيد الذي كَمُل في سؤدده، والشريف الذي كمل في شرفه، والعظيم الذي كَمُل في عظمته، والحليم الذي كمل في حلمه، والعليم الذي كمل في علمه، والحكيم الذي كمل في حكمته، وهو الذي كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو اللَّه سبحانه، وهذه صفته، لا تنبغي إلا له، ليس له كفء، وليس كمثله شيء، سبحان اللَّه الواحد القهار» (8) .
4- قوله: «لم يلد»: أي لا ولد له، قال اللَّه تعالى: ﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ سورة الأنعام، الآية: 101 .
فهو سبحانه لم يلد؛ لأنه لا يفنى، إذ لا شيء يلد إلا وهو فانٍ بائدٌ لا محالة.
5- قوله: «ولم يولد»: أي ليس بمحدث بأن لم يكن فكان، فهو كائن أولًا وأبدًا (9) .
6- قوله: «ولم يكن له كفوًا أحد»: أي لا ندَّ ولا شبيه، ولا نظير، ولا مثيل له؛ لأنه المنفرد وحده بصفات الكمال والجلال والعظمة، فلا تنبغي الألوهية إلا له، ولا تصلح العبادة لأحد غيره، قال العلامة السعدي : «﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ لا في أسمائه، ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى، فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات» (10) .
7- قوله: «قضى صلاته» أي أتمّها، وفرغ منها (11) .
8- قوله: «يتشهد»: يريد تشهد الصلاة، وهو التحيات، سُمِّي تشهداً؛ لأن فيه شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رسول اللَّه، وهو تفعّل من الشهادة (12) .

ما يستفاد من الحديث:

1- ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الاعتناء بأصحابه وبذل النصح والتوجيه لهم.
2- التوسل إلى اللَّه بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا، تزيد العبد محبة للَّه عز وجل، وتقوّي نبتة الإيمان في قلبه.
3- تقرير عقيدة التوحيد الذي من أجله أرسل اللَّه الرسل، وأنزل الكتب، وبه افترق الناس إلى مؤمن وكافر، وشقي وسعيد.
4- إذا تقرر عند المسلم معنى الواحد الأحد، لم يصرف شيئًا من عبادته لغير اللَّه، فيكون كل أعمال البدن من: صلاة، أو دعاء، أو ذبح، أو نذر للَّه، وكذلك كل أعمال القلب: كالخشية، والإنابة، والخوف، والتوكل تكون كلها للَّه.
5- قال بعض أصحاب المعاني: الفرق بين الواحد والأحد أن الواحد يفيد وحدة الذات فقط، والأحد يفيده بالذات والمعاني؛ ولذا جاء في التنزل: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ أي المتفرد بالواحدانية في ذاته وصفاته (13) .
6- جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من نسب للَّه الولد فقد شتمه – تعالى اللَّه عن ذلك علوًّا كبيرًا – «قال اللَّه تعالى: كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ اللَّه ولدًا، وأنا الأحد الصمد، الذي لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفوًا أحد» (14) .

1 محجن بن الأدرع رضي الله عنه: روى عنه حنظلة الأسلمي، ورجاء بن أبي رجاء الباهلي، وعبد اللَّه بن شقيق، سكن البصرة، وهو الذي اختط مسجدها ممن أسلموا قديمًا، ويقال: مات في خلافة معاوية رضي الله عنه. تهذيب الكمال، 10/ 49
2 النسائي، برقم 1300، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 180
3 جلاء الأفهام، ص 143
4 الفروق اللغوية للعسكري، ص 37
5 مرقاة المفاتيح، لملا علي القاري، 1/ 436
6 اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، 2/ 322
7 تفسير السعدي، 5/298 – 299
8 ابن كثير. سورة الإخلاص، وانظر مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية، 27/220
9 تفسير الجزائري، ص 2111
10 تفسير السعدي، ص 937
11 مشارق الأنوار على صحاح الآثار، 2/ 189
12 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 514
13 اشتقاق الأسماء للزجاجي، ص 52
14 البخاري، كتاب التفسير، باب حدثنا أبو اليمان، برقم 4974

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب