حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل علي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة

عن أسامة بن زيد قال: اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله ﷺ حتى نسأله، فقال أسامة بن زيد: فجاؤوا يستأذنونه فقال: «اخرج فانظر من هؤلاء؟» فقلت: هذا جعفر وعلي وزيد - ما أقول: أبي - قال: «ائذن لهم». ودخلوا فقالوا: من أحب إليك؟ قال: «فاطمة». قالوا: نسألك عن الرجال، قال: «أما أنت يا جعفر! فأشبه خُلُقك خُلُقي، وأشبه خَلْقي خَلْقك، وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا عليُّ! فَخَتني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد! فمولاي ومنّي وإليَّ وأحب القوم إليَّ».

حسن: رواه أحمد (٢١٧٧٧)، والنسائي في خصائص علي (١٣٨)، والحاكم (٣/ ٢١٧) كلهم من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن أسامة، عن أبيه قال: فذكره.

عن أسامة بن زيد قال: اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله ﷺ حتى نسأله، فقال أسامة بن زيد: فجاؤوا يستأذنونه فقال: «اخرج فانظر من هؤلاء؟» فقلت: هذا جعفر وعلي وزيد - ما أقول: أبي - قال: «ائذن لهم». ودخلوا فقالوا: من أحب إليك؟ قال: «فاطمة». قالوا: نسألك عن الرجال، قال: «أما أنت يا جعفر! فأشبه خُلُقك خُلُقي، وأشبه خَلْقي خَلْقك، وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا عليُّ! فَخَتني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد! فمولاي ومنّي وإليَّ وأحب القوم إليَّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله ﷺ حتى نسأله، فقال أسامة بن زيد: فجاؤوا يستأذنونه فقال: «اخرج فانظر من هؤلاء؟» فقلت: هذا جعفر وعلي وزيد - ما أقول: أبي - قال: «ائذن لهم». ودخلوا فقالوا: من أحب إليك؟ قال: «فاطمة». قالوا: نسألك عن الرجال، قال: «أما أنت يا جعفر! فأشبه خُلُقك خُلُقي، وأشبه خَلْقي خَلْقك، وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا عليُّ! فَخَتني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد! فمولاي ومنّي وإليَّ وأحب القوم إليَّ».


1. شرح المفردات:


● خَتني: أي صهرتي، فالعرب تسمي الصهر ختنًا.
● مولاي: أي حبيبي وابن حبيبي، والمولى يطلق على المعتَق والمعتِق والحليف والصديق، وهنا بمعنى المحبوب والقريب.
● منّي وإليَّ: أي من أهلي وقريبي، ومحبتك ترجع إلي وتصعد إلي.
● أحب القوم إليَّ: أي أحب الناس إلي.


2. شرح الحديث:


يحكي أسامة بن زيد رضي الله عنه قصة اجتماع ثلاثة من كبار الصحابة وهم: جعفر بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وكل منهم يرى أنه الأحب إلى رسول الله ﷺ، فاتفقوا على الذهاب إليه ليسألوه ويحكموه في هذه المسألة.
فلما قدموا على النبي ﷺ، سألوه: من أحب إليك؟ فأجابهم ابتداءً بأن ابنته فاطمة هي أحب الناس إليه، وذلك ليشير إلى مكانة فاطمة رضي الله عنها، وليرشدهم إلى أن السؤال يحتاج إلى تفصيل.
فلما أوضحوا أنهم يقصدون الرجال، أجاب كل واحد منهم على حدة، وبيّن سبب محبته لكل منهم بما يناسب حاله ومكانته:
● أما جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: فقد مدحه النبي ﷺ بشبَهه به في الخُلُق والخَلق، وجعفر هو ابن عم النبي ﷺ وأخو علي، وكان قد هاجر إلى الحبشة وعاد منها، وقد استشهد في غزوة مؤتة، وكان يُلقب بجعفر الطيار. وقوله: "وأنت مني وشجرتي" أي أنت من نسبي وعائلتي.
● أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فقد بين النبي ﷺ مكانته بأنه صهره (زوج ابنته فاطمة) وأبو ولده (الحسن والحسين)، ثم أكد على القربى بينهما بقوله: "وأنا منك وأنت مني"، أي بيننا قرابة ومودة واتصال روحي وعائلي.
● أما زيد بن حارثة رضي الله عنه: فقد كان مولى للنبي ﷺ ثم أعتقه وتبناه قبل الإسلام، وكان يُدعى زيد بن محمد حتى نزل القرآن بتحريم التبني. فأكد النبي ﷺ على مكانته بقوله: "مولاي" أي حبيبي وابن حبيبي، "ومنّي وإليَّ" أي هو مني وقريب مني ومحبتة تعود إلي وتصعد إلي، ثم ختم بأنه أحب القوم إليه، أي أحب هؤلاء الثلاثة إليه.


3. الدروس المستفادة من الحديث:


- جواز المفاخرة بالفضائل والمحبة في الله، ما دامت لا تؤدي إلى تحاسد أو تباغض.
- أدب الصحابة رضي الله عنهم في حسم النزاع بالرجوع إلى النبي ﷺ.
- حكمة النبي ﷺ في الإجابة، حيث بدأ بذكر فاطمة ليعلمهم أن المحبة لا تقتصر على الرجال فقط، وأن للسؤال تفصيلاً.
- بيان فضائل هؤلاء الصحابة العظام ومكانتهم عند رسول الله ﷺ.
- التأكيد على أن المحبة النبوية قائمة على أساس التقوى والقرابة والصفات الحميدة، وليست مجرد علاقة عابرة.
- جواز تفضيل بعض الناس على بعض في المحبة والمنزلة عند الله ورسوله، إذا كان ذلك مبنيًا على أسباب شرعية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن.
- زيد بن حارثة هو الوحيد من بين الصحابة الذي ذُكر اسمه في القرآن (في سورة الأحزاب: 37).
- جعفر وعلي وزيد كلهم من السابقين إلى الإسلام، وكان لهم دور عظيم في الدعوة والجهاد.
- قوله ﷺ عن جعفر "أشبه خُلُقك خُلُقي" يدل على علو أخلاق جعفر وتمثله لخلق النبي ﷺ.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حب نبيه وحب من أحبه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٧٧٧)، والنسائي في خصائص علي (١٣٨)، والحاكم (٣/ ٢١٧) كلهم من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن أسامة، عن أبيه قال: فذكره.
ومحمد بن إسحاق مدلّس وقد عنعن ولم أقف على تصريحه بالسماع لكن الحديث روي من وجه آخر رواه الترمذي (٣٨١٩)، والحاكم (٣/ ٥٩٦) كلاهما من طريق أبي عوانة، حدثنا عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: أخبرني أسامة بن زيد قال: كنت جالسا إذ جاء علي
والعباس يستأذنان، فقالا: يا أسامة! استأذن لنا على رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله! علي والعباس يستأذنان، فقال: «أتدري ما جاء بهما؟» قلت: لا، فقال النبي ﷺ: «لكني أدري، ائذن لهما»، فدخلا فقالا: يا رسول الله! جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك؟ قال: «فاطمة بنت محمد»، فقالا: ما جئناك نسألك عن أهلك. قال: «أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد». قالا: ثم من؟ قال: «ثم علي بن أبي طالب». قال العباس: يا رسول الله! جعلت عمك آخرهم؟ قال: «لأن عليا قد سبقك بالهجرة».
وعمر بن أبي سلمة قال الترمذي: كان شعبة يضعفه لكن ضعفه ليس بشديد، فقد قال ابن معين: ليس به بأس، وقال البخاري: صدوق إلا أنه يخالف بعض حديثه، وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به، وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إلا أن في بعض ألفاظه غرابة.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».
وقوله: «أبو ولدي» أي أبو الحسن والحسين ﵄.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 253 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟

  • 📜 حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب