حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فضائل علي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة
حسن: رواه أحمد (٢١٧٧٧)، والنسائي في خصائص علي (١٣٨)، والحاكم (٣/ ٢١٧) كلهم من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن أسامة، عن أبيه قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله ﷺ فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله ﷺ حتى نسأله، فقال أسامة بن زيد: فجاؤوا يستأذنونه فقال: «اخرج فانظر من هؤلاء؟» فقلت: هذا جعفر وعلي وزيد - ما أقول: أبي - قال: «ائذن لهم». ودخلوا فقالوا: من أحب إليك؟ قال: «فاطمة». قالوا: نسألك عن الرجال، قال: «أما أنت يا جعفر! فأشبه خُلُقك خُلُقي، وأشبه خَلْقي خَلْقك، وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا عليُّ! فَخَتني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيد! فمولاي ومنّي وإليَّ وأحب القوم إليَّ».
1. شرح المفردات:
● خَتني: أي صهرتي، فالعرب تسمي الصهر ختنًا.
● مولاي: أي حبيبي وابن حبيبي، والمولى يطلق على المعتَق والمعتِق والحليف والصديق، وهنا بمعنى المحبوب والقريب.
● منّي وإليَّ: أي من أهلي وقريبي، ومحبتك ترجع إلي وتصعد إلي.
● أحب القوم إليَّ: أي أحب الناس إلي.
2. شرح الحديث:
يحكي أسامة بن زيد رضي الله عنه قصة اجتماع ثلاثة من كبار الصحابة وهم: جعفر بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وكل منهم يرى أنه الأحب إلى رسول الله ﷺ، فاتفقوا على الذهاب إليه ليسألوه ويحكموه في هذه المسألة.
فلما قدموا على النبي ﷺ، سألوه: من أحب إليك؟ فأجابهم ابتداءً بأن ابنته فاطمة هي أحب الناس إليه، وذلك ليشير إلى مكانة فاطمة رضي الله عنها، وليرشدهم إلى أن السؤال يحتاج إلى تفصيل.
فلما أوضحوا أنهم يقصدون الرجال، أجاب كل واحد منهم على حدة، وبيّن سبب محبته لكل منهم بما يناسب حاله ومكانته:
● أما جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: فقد مدحه النبي ﷺ بشبَهه به في الخُلُق والخَلق، وجعفر هو ابن عم النبي ﷺ وأخو علي، وكان قد هاجر إلى الحبشة وعاد منها، وقد استشهد في غزوة مؤتة، وكان يُلقب بجعفر الطيار. وقوله: "وأنت مني وشجرتي" أي أنت من نسبي وعائلتي.
● أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فقد بين النبي ﷺ مكانته بأنه صهره (زوج ابنته فاطمة) وأبو ولده (الحسن والحسين)، ثم أكد على القربى بينهما بقوله: "وأنا منك وأنت مني"، أي بيننا قرابة ومودة واتصال روحي وعائلي.
● أما زيد بن حارثة رضي الله عنه: فقد كان مولى للنبي ﷺ ثم أعتقه وتبناه قبل الإسلام، وكان يُدعى زيد بن محمد حتى نزل القرآن بتحريم التبني. فأكد النبي ﷺ على مكانته بقوله: "مولاي" أي حبيبي وابن حبيبي، "ومنّي وإليَّ" أي هو مني وقريب مني ومحبتة تعود إلي وتصعد إلي، ثم ختم بأنه أحب القوم إليه، أي أحب هؤلاء الثلاثة إليه.
3. الدروس المستفادة من الحديث:
- جواز المفاخرة بالفضائل والمحبة في الله، ما دامت لا تؤدي إلى تحاسد أو تباغض.
- أدب الصحابة رضي الله عنهم في حسم النزاع بالرجوع إلى النبي ﷺ.
- حكمة النبي ﷺ في الإجابة، حيث بدأ بذكر فاطمة ليعلمهم أن المحبة لا تقتصر على الرجال فقط، وأن للسؤال تفصيلاً.
- بيان فضائل هؤلاء الصحابة العظام ومكانتهم عند رسول الله ﷺ.
- التأكيد على أن المحبة النبوية قائمة على أساس التقوى والقرابة والصفات الحميدة، وليست مجرد علاقة عابرة.
- جواز تفضيل بعض الناس على بعض في المحبة والمنزلة عند الله ورسوله، إذا كان ذلك مبنيًا على أسباب شرعية.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن.
- زيد بن حارثة هو الوحيد من بين الصحابة الذي ذُكر اسمه في القرآن (في سورة الأحزاب: 37).
- جعفر وعلي وزيد كلهم من السابقين إلى الإسلام، وكان لهم دور عظيم في الدعوة والجهاد.
- قوله ﷺ عن جعفر "أشبه خُلُقك خُلُقي" يدل على علو أخلاق جعفر وتمثله لخلق النبي ﷺ.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حب نبيه وحب من أحبه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ومحمد بن إسحاق مدلّس وقد عنعن ولم أقف على تصريحه بالسماع لكن الحديث روي من وجه آخر رواه الترمذي (٣٨١٩)، والحاكم (٣/ ٥٩٦) كلاهما من طريق أبي عوانة، حدثنا عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: أخبرني أسامة بن زيد قال: كنت جالسا إذ جاء علي
والعباس يستأذنان، فقالا: يا أسامة! استأذن لنا على رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله! علي والعباس يستأذنان، فقال: «أتدري ما جاء بهما؟» قلت: لا، فقال النبي ﷺ: «لكني أدري، ائذن لهما»، فدخلا فقالا: يا رسول الله! جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك؟ قال: «فاطمة بنت محمد»، فقالا: ما جئناك نسألك عن أهلك. قال: «أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد». قالا: ثم من؟ قال: «ثم علي بن أبي طالب». قال العباس: يا رسول الله! جعلت عمك آخرهم؟ قال: «لأن عليا قد سبقك بالهجرة».
وعمر بن أبي سلمة قال الترمذي: كان شعبة يضعفه لكن ضعفه ليس بشديد، فقد قال ابن معين: ليس به بأس، وقال البخاري: صدوق إلا أنه يخالف بعض حديثه، وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به، وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إلا أن في بعض ألفاظه غرابة.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».
وقوله: «أبو ولدي» أي أبو الحسن والحسين ﵄.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 253 من أصل 643 حديثاً له شرح
- 228 عائشة أحب الناس إلى رسول الله
- 229 أحب النساء إلى رسول الله فاطمة ومن الرجال علي
- 230 خروج النبي وعليه مرط مرحل من شعر أسود
- 231 عن النبي ﷺ: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم...
- 232 إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
- 233 رسول الله ﷺ يقول: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي...
- 234 اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض
- 235 اللهم إني أحبهما فأحبهما
- 236 دعاء النبي للحسن والحسين اللهم! إني أحبهما فأحبهما
- 237 اللهم إني أحبهما فأحببهما
- 238 من أحب الحسن والحسين فقد أحبني
- 239 من أحبني فليحب الحسن والحسين
- 240 رسول الله يقطع خطبته ليرفع الحسن والحسين
- 241 هذا مني وحسين من علي
- 242 الحسن والحسين أحب أهل البيت إلى رسول الله ﷺ
- 243 قتلوا ابن ابنة رسول الله وهم يسألون عن الذباب
- 244 ريحانتاي من الدنيا الحسن والحسين
- 245 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
- 246 متى عهدك بالنبي ﷺ
- 247 فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
- 248 من رد البشرى فاقبلا أنتما
- 249 نور بين يدي أسيد بن حضير وعباد بن بشر ليلة...
- 250 يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت...
- 251 قضاء النبي ﷺ في ابنة حمزة: «الخالة بمنزلة الأم»
- 252 ابنة عمي وخالتها عندي
- 253 عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله...
- 254 سمي خالد سيف الله
- 255 جمع القرآن على عهد رسول الله أربعة من الأنصار
- 256 من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ أربعة.
- 257 نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو...
- 258 استغفر لأبي عامر واجعله فوق كثير من خلقك
- 259 اللهم أَحبهما فإني أُحبّهما
- 260 حب الله لأربعة: علي وأبو ذر والمقداد وسلمان
- 261 الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان
- 262 مفزعكم إلى الله ورسوله
- 263 عنوان الحديث: اللهم يسر لي جليسا صالحا فأتيت قوما فجلست...
- 264 أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة وابن مسعود صاحب...
- 265 أهل السفينة لهم هجرتان
- 266 من فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا
- 267 من أول الناس إجازة؟ فقراء المهاجرين
- 268 تسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره
- 269 ليبشر فقراء المهاجرين
- 270 من يؤويني، من ينصرني، حتى أبلغ رسالات ربي
- 271 استخدام السبي وأفضل من الخدم
- 272 ائتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب
- 273 اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
- 274 من شهد بدرا من الملائكة
- 275 من هم شهداء بدر عند الملائكة؟
- 276 أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم...
- 277 إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في...
معلومات عن حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟
📜 حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن أسامة بن زيد: من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








