حديث: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل سلمان وصهيب وبلال

عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله! ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي ﷺ وأخبره فقال: «يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك». فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥٠٤) عن محمد بن حاتم، ثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو، فذكره.

عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله! ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي ﷺ وأخبره فقال: «يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك». فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:

الحديث:


عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله! ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي ﷺ وأخبره فقال: «يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك». فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه، أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي.


1. شرح المفردات:


● عائذ بن عمرو: صحابي جليل، من السابقين إلى الإسلام.
● أبو سفيان: هو أبو سفيان بن حرب، كان من زعماء قريش وكبار أعداء الإسلام قبل أن يسلم، وأسلم عام الفتح.
● سلمان، وصهيب، وبلال: من كبار الصحابة، وكانوا من الموالي (أي من غير العرب أو من العبيد الذين أعتقهم الإسلام)، وقد عُذّبوا في سبيل الله.
● سيوف الله: كناية عن القتال في سبيل الله، أو عن المجاهدين الذين يقاتلون أعداء الله.
● عدو الله: يُقصد به أبو سفيان قبل إسلامه.
● شيخ قريش وسيدهم: أي كبيرهم ومعظمهم.
● لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك: أي إذا أغضبتهم فقد أغضبت الله تعالى.


2. شرح الحديث:


يُروى أن أبا سفيان – قبل إسلامه – مرّ على مجموعة من الصحابة، منهم سلمان الفارسي، وصهيب الرومي، وبلال الحبشي، وهم من الذين عانوا من اضطهاد قريش، فقالوا كلامًا فيه تنديد بأبي سفيان وتقريع له، حيث قالوا: "والله! ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها"، أي أن سيوف المسلمين لم تأخذ حقها من أبي سفيان بعد، ولم تُنَلْ منه ما تستحق.
فلما سمع أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – هذا الكلام، أنكر عليهم؛ لأنه رأى في ذلك تجريحًا لرجل من أشراف قريش، فقال لهم: "أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟"، ثم ذهب إلى النبي ﷺ وأخبره بما سمع.
فقال له النبي ﷺ: «يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك». أي أن النبي ﷺ نبّه أبا بكر إلى أن هؤلاء الصحابة قد يكونون قد أغضبهم كلامه، وإذا كان قد أغضبهم فقد أغضب الله تعالى؛ لأن إيذاء المؤمن وإغضابه أمرٌ عظيم عند الله.
فلما سمع أبو بكر ذلك، بادر إلى الاعتذار منهم، فذهب إليهم وقال: "يا إخوتاه، أغضبتكم؟"، فأجابوه بتواضع وإخاء: "لا، يغفر الله لك يا أخي".


3. الدروس المستفادة منه:


1- عِظَم مكانة الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – عند الله ورسوله، وخصوصًا من تحمّل الأذى في سبيل الله مثل سلمان وصهيب وبلال.
2- تحذير النبي ﷺ من إيذاء المؤمن أو إغضابه، وأن ذلك يؤدي إلى إغضاب الله تعالى.
3- تواضع أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وسرعة استجابته لنصيحة النبي ﷺ، حيث لم يتكبّر أو يتردّد في الاعتذار لإخوانه.
4- خلق التسامح والعفو عند الصحابة، حيث قابلوا اعتذار أبي بكر بالمسامحة والدعاء له.
5- الحثّ على مراعاة مشاعر الآخرين وعدم تجريحهم أو الاستهانة بهم، حتى لو كانوا من العامة أو الموالي.
6- التأكيد على أن التقوى والإيمان هي معيار التفضيل عند الله، لا النسب أو المكانة الاجتماعية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان حريصًا على وحدة الصف بين المسلمين، وعلى تجنّب كل ما يسبب الفرقة أو الإيذاء.
- يُستفاد منه أيضًا أن الاعتذار عند الخطأ من شيم المؤمنين، وأن المسارعة إلى تصحيح الأخطاء دليل على الإيمان والتقوى.
- روى هذا الحديث الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتّفق على صحّتها.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من المتّبعين لسنة نبيه ﷺ، والمقتدين بصحابته الكرام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥٠٤) عن محمد بن حاتم، ثنا بهز، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بن عمرو، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 250 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك

  • 📜 حديث: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب