حديث: اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله

عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! بارك لأهل المدينة في مدينتهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم، اللهم! إن إبراهيم عبدك وخليلك، وإني عبدك ورسولك، وإن إبراهيم سألك لأهل مكة، وإني أسألك لأهل المدينة، كما سألك إبراهيم لأهل مكة، ومثله معه، إن المدينة مشبكة بالملائكة، على كل نقب منها ملكان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال، من أرادها بسوء، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء».

حسن: رواه أحمد (١٥٩٣) عن عثمان بن عمر، حدثنا أسامة (يعني ابن زيد)، حدثنا أبو عبد الله القراظ: أنه سمع سعد بن مالك (يعني ابن أبي وقاص) وأبا هريرة فذكرا الحديث.

عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! بارك لأهل المدينة في مدينتهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم، اللهم! إن إبراهيم عبدك وخليلك، وإني عبدك ورسولك، وإن إبراهيم سألك لأهل مكة، وإني أسألك لأهل المدينة، كما سألك إبراهيم لأهل مكة، ومثله معه، إن المدينة مشبكة بالملائكة، على كل نقب منها ملكان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال، من أرادها بسوء، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة المنورة، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بنصه:


عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! بارك لأهل المدينة في مدينتهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم، اللهم! إن إبراهيم عبدك وخليلك، وإني عبدك ورسولك، وإن إبراهيم سألك لأهل مكة، وإني أسألك لأهل المدينة، كما سألك إبراهيم لأهل مكة، ومثله معه، إن المدينة مشبكة بالملائكة، على كل نقب منها ملكان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال، من أرادها بسوء، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء».


أولاً. شرح المفردات:


● بارك: أي أنزل البركة وأدمها وثبتها، والبركة هي النماء والزيادة في الخير.
● صاعهم ومدهم: مكيالان للمساحيق كالحبوب، والصاع أربعة أمداد، والمد ربع الصاع. والمراد البركة في أقواتهم ومعايشهم.
● خليلك: المحبوب المقرب، فإبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن.
● مشبكة: من الشَّبَك، وهو الشبكة التي تُصطاد بها، أي محيطة بها ملائكة متراصة كالشبكة في حراستها.
● نقب: الطريق أو المدخل بين جبلين، والمراد مخارج المدينة ومداخلها.
● أذابه: أهلكه وأماته وأذابه في الهلاك كذوبان الملح.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث العظيم على عدة أجزاء:
1- الدعاء بالبركة في المدينة وأقواتها:
- بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء لأهل المدينة بالبركة في ذات المدينة، ثم في مكاييلهم (الصاع والمد)، إشارة إلى البركة في الطعام والرزق، حتى إن القليل منهم يكفي الكثير.
2- التوسل إلى الله بمنزلة إبراهيم عليه السلام:
- قارن النبي صلى الله عليه وسلم بين دعائه لأهل المدينة ودعاء إبراهيم لأهل مكة، حيث قال: {رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [البقرة: 126]. وهذا من أدب الدعاء وحسن التوسل.
3- الفضائل الخاصة بالمدينة:
- أن الله جعلها محروسة بالملائكة على كل مدخل منها.
- أنها محمية من الطاعون والدجال، فلا يدخلانها.
- أن من نوى بها سوءًا أو أراد أذى أهلها أذابه الله وأهلكه.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل المدينة المنورة: فهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، وبها قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي محروسة بحفظ الله ثم بدعاء نبيه.
2- بركة الدعاء النبوي: فقد استجاب الله دعاءه، فكانت المدينة آمنة مطمئنة عبر التاريخ، وبارك الله في أرزاق أهلها.
3- التأسي بإبراهيم عليه السلام: في الدعاء للأمة والأوطان، والتوسل إلى الله بالعمل الصالح والمنزلة عنده.
4- الحماية الإلهية لأهل الإيمان: فمن عادى المدينة أو أهلها فإن الله يتولى هلاكه، كما جاء في الحديث الآخر: «المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يُقطع شجرها، ولا يُحْدث فيها حدث، من أحدث فيها حدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».


رابعًا. معلومات إضافية:


- رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- استجاب الله دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يدخل الطاعون المدينة عبر التاريخ، وكذلك فإن الدجال لا يستطيع دخولها كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
- ينبغي للمسلم أن يعظم حرمة المدينة ويحترمها، وأن يدعو لأهلها بالبركة والخير، اقتداءً بنبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٩٣) عن عثمان بن عمر، حدثنا أسامة (يعني ابن زيد)، حدثنا أبو عبد الله القراظ: أنه سمع سعد بن مالك (يعني ابن أبي وقاص) وأبا هريرة فذكرا الحديث. إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد الليثي فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم

  • 📜 حديث: اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب