حديث: من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب إثم من أخاف أهل المدينة
حسن: رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٣٠٩٤)، والحارث في مسنده كما في بغية الباحث (٣٩٤) كلاهما من طريق هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري، عن عبد الله بن نسطاس، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم في فضل المدينة المنورة وحرمتها، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
نص الحديث:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا، مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ» يَعْنِي قَلْبَهُ.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني)
أولاً. شرح المفردات:
● أخاف: أي تسبب في إدخال الخوف والرعب في قلوبهم، سواء بالعدوان، أو الإرهاب، أو التهديد، أو الإفساد في الأرض.
● لعنة الله: الطرد والبعد عن رحمة الله تعالى.
● والملائكة والناس أجمعين: أي أن اللعنة تشمل جميع الخلائق، مما يدل على عظم الجرم.
● صرفاً: الفريضة المفروضة، أي لا يقبل الله منه الفرائض.
● عدلاً: النافلة والتطوع، أي لا يقبل الله منه النوافل.
● ما بين هاتين: أي ما بين جانبي صدره، وهو القلب، وهو كناية عن النبي ﷺ نفسه، فمن أخاف أهل المدينة فقد أخاف رسول الله ﷺ في حرمته ومكانته.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن عظم حرمة المدينة المنورة وأهلها، ويُعْلِنُ وعيداً شديداً لكل من يتجرأ على إخافة سكانها أو ترويعهم.
1- الوعيد باللعنة: يبدأ الحديث بتهديد كل من يُخيف أهل المدينة بـ "لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". وهذا وعيد شديد جداً، فليس هناك عقاب أخطر من أن يُطرد العبد من رحمة الله ويُخزى أمام جميع خلقه من ملائكة وبشر.
2- رد الأعمال: ثم يزيده تأكيداً وتشديداً بأن الله تعالى "لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً". أي أن كل عمله الصالح – فرضه ونفله – يذهب هباءً منثوراً لا ثواب فيه ولا أجر. وهذا يدل على أن هذا الذنب من الكبائر التي تمحق الحسنات وتهدم الأعمال.
3- سبب التشديد: يختم النبي ﷺ الحديث بقوله: "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هاتين" وأشار إلى صدره الشريف. وهذا تفسير عظيم للسبب في هذه العقوبة الشديدة؛ لأن إخافة أهل المدينة إخافة لرسول الله ﷺ نفسه. فالمدينة هي دار هجرته، ومستقر دعوته، ومسكن أصحابه وأحبابه. من آذاهم أو روّعهم فقد آذى رسول الله ﷺ في أعزّ ما لديه. وهي حرم آمن كما جعلها الله ورسوله.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- تعظيم حرمة المدينة المنورة: للمدينة مكانة عظيمة في الإسلام، فهي حرم رسول الله ﷺ، وقد حرمها كما حرم إبراهيم عليه السلام مكة. وهذا الحديث يربي في المسلمين احترام هذه الحرمة وعدم انتهاكها.
2- تحريم إخافة المسلمين: الحديث تحذير عام من إخافة أي مسلم آمن مطمئن في سربه، وفيه وعيد شديد لمن يفعل ذلك. فالأمن من أعظم النعم، ونشر الخوف من أعظم الجرائم.
3- عقوبة الذنب العظيم: بين الحديث أن بعض الذنوب قد تبلغ من الكبر والعظم بحيث ترد معها أعمال صاحبها ولا تنفعه، وهذا ترهيب من التمادي في المعاصي والجرائم الكبرى.
4- حب النبي ﷺ يتجلى في حب ما يحب: حب النبي ﷺ ليس مجرد كلمات، بل هو انقياد واتباع. ومن حقه أن نحب مدينته ونحترمها ونذب عنها، لأنها كانت موطناً له ومقراً لدولته.
5- التحذير من الإرهاب والتطرف: هذا الحديث نذير لكل من يتسول بفكر متطرف أو عمل إرهابي يروّع الآمنين، ويخيف العزل من الناس، وأن عاقبته الخسران في الدنيا والآخرة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب "حدود الحرم" التي وضعها رسول الله ﷺ للمدينة، والتي لا يجوز قطع أشجارها أو اصطياد صيدها أو ارتكاب الجرائم فيها.
- يستفاد من الحديث أيضاً وجوب على ولاة الأمر تأمين الناس في حرم المدينة خاصة، وفي سائر بلاد المسلمين عامة، ومحاسبة كل من يعتدي على هذه الحرمة.
أسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين عامة، والحرمين الشريفين خاصة، وأن يعيذنا من كل سوء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن نِسطاس - بكسر النون - المدني مولى كندة، لم يرو عنه سوى هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، ولذا قال الذهبي في الميزان: «لا يعرف، تفرد عنه هاشم بن هاشم».
كذا قال. وقد نقل الحافظ ابن حجر في «التهذيب» عن أبي عمر الصدفي، ثنا محمد بن قاسم - وهو ابن يسار - سمعت النسائي يقول: عبد الله بن نِسطاس ثقة.
إن صحَّ هذا القول عن النسائي فهو في أقل أحواله حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 136 حديثاً له شرح
- 57 هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة
- 58 إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته
- 59 اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم
- 60 اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وقليلنا وكثيرنا
- 61 ما بين لابتيها حرام
- 62 المدينة حرم آمن
- 63 تحريم ما بين لابتي المدينة
- 64 فضل المدينة على غيرها لمن يعلم
- 65 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو...
- 66 من صبر على لأوائها كنت له شفيعا يوم القيامة
- 67 من صبر على لأواء المدينة كنت له شفيعا أو شهيدا
- 68 لا يصبر على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعا أو...
- 69 إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو...
- 70 لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها...
- 71 معنى المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
- 72 المدينة طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة
- 73 المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد
- 74 ألا تحتسبون آثاركم
- 75 يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف
- 76 لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله...
- 77 يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا
- 78 المدينة حرم ما بين عير وثور فمن أحدث فيها حدثا...
- 79 من أحدث في المدينة حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس...
- 80 المدينة حرم فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا
- 81 من أخاف أهل المدينة ظالما أخافه الله
- 82 من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
- 83 لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح...
- 84 من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح...
- 85 اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم
- 86 من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح...
- 87 الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية في جحرها
- 88 المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها
- 89 على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال
- 90 يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة
- 91 أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله ﷺ حديثه
- 92 المدينة تحميها الملائكة من رعب المسيح الدجال
- 93 مسجد أسس على التقوى هو مسجد المدينة
- 94 بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
- 95 منبري على حوضي
- 96 ما بين منبري وحجرتي روضة من رياض الجنة
- 97 ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة
- 98 منبري على ترعة من ترع الجنة
- 99 يأتي مسجد قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين
- 100 من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه...
- 101 من صلى في مسجد بني عمرو بن عوف كان كعدل...
- 102 هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه
- 103 عن أبي هريرة: إن أحدا هذا جبل يحبنا ونحبه.
- 104 صل في الوادي المبارك وقل عمرة في حجة
- 105 إنك ببطحاء مباركة
- 106 كان الصاع على عهد النبي ﷺ مدا وثلثا بمدكم اليوم
معلومات عن حديث: من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
📜 حديث: من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








