حديث: استقبال القبلة وتحويل الرداء في دعاء الاستسقاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في استقبال القبلة عند الدعاء

عن عبد الله بن زيد الأنصاري: أن رسول الله ﷺ خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحوّل رداءه.

متفق عليه: رواه البخاري في الاستسقاء (١٠٢٨)، ومسلم (٨٩٤: ٣) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد (هو الأنصاري) قال: أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو (هو ابن حزم)، أن عباد بن تميم أخبره، أن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره فذكره.

عن عبد الله بن زيد الأنصاري: أن رسول الله ﷺ خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة وحوّل رداءه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تبين هدي النبي ﷺ في الاستسقاء، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.

نص الحديث:


عن عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، وَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ".
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما)


1. شرح المفردات:


● المصلى: المكان الواسع المخصص لأداء صلاة العيدين والاستسقاء، وكان خارج المدينة المنورة.
● يستسقي: يطلب السُّقيا من الله تعالى، أي المطر عند حصول الجدب والقحط.
● استقبل القبلة: وجَّه وجهه ونفسه نحو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهي قبلة المسلمين.
● حوَّل رداءه: أي قلب رداءه أو غطاءه، فجعل ما كان على اليمين على الشمال، وما كان على الشمال على اليمين.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه عن موقف عظيم، حينما اشتد الجفاف وانقطع المطر، فخرج النبي ﷺ مع الصحابة إلى "المصلى" – وهو مكان واسع مفتوح خارج البنيان – لأداء صلاة الاستسقاء، والتي هي صلاة شرعها الله لطلب الغيث من الكريم الوهاب.
ولما وقف النبي ﷺ ليبدأ الدعاء، فعل أمرين عظيمين يدلان على كمال خشوعه وتواضعه لله تعالى:
1- استقبل القبلة: وذلك لأن القبلة هي أشرف الجهات، وهي وجهة المسلمين في صلاتهم ودعائهم، فاستقبالها أثناء الدعاء من آكد آداب الدعاء، ليكون القلب أجمع وأخشع لله تعالى.
2- حوَّل رداءه: أي قلب رداءه (كإزاره أو ردائه الخارجي)، فجعل الجانب الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن. وهذا الفعل له حكمة عظيمة، ذكرها العلماء:
● رمز للتغيير والتحول: كناية عن تغيير الحال من الجدب إلى الخصب، ومن الشدة إلى الرخاء، وكأنه يقول: "اللّهمّ حوّل حالنا من الجدب إلى الغيث، ومن العسر إلى اليسر".
● إظهار للضراعة والذل: فهو حركة توحي بالانكسار بين يدي الله تعالى، والاستسلام لقضائه وقدرته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- سنية الخروج إلى المصلى لصلاة الاستسقاء: فهي من سنن النبي المؤكدة، ويخرج لها الناس جميعًا – رجالاً ونساءً وصبيانًا – متواضعين متضرعين.
2- استقبال القبلة أثناء الدعاء: من أهم آداب الدعاء التي ينبغي للمسلم أن يراعيها، خاصة في الأمور العامة العظيمة.
3- استحباب تحويل الرداء: وهي سُنة فعلية نبوية أثناء دعاء الاستسقاء، يفعلها الإمام ويتبعونه المأمومون، تدل على الخضوع والرغبة في تغيير الحال.
4- التضرع والانكسار بين يدي الله: الموقف كله يعلمنا كيف يكون حال العبد عند سؤال ربه: خاشعًا، متذللاً، متضرعًا، راجيًا كرم الله وإحسانه.
5- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: خرج النبي ﷺ إلى المصلى وصلى ودعا، فهذا هو السبب الشرعي، مع التوكل الكامل على الله الذي بيده ملكوت كل شيء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● صلاة الاستسقاء: هي ركعتان، يصليها الإمام بالناس كصلاة العيد (يكبر في الأولى سبعًا وفي الثانية خمسًا)، ثم يخطب بعدها خطبة واحدة، ويحث الناس على التوبة والاستغفار والإحسان.
● الدعاء في الاستسقاء: يرفع الناس أيديهم إلى الله ويدعون بخشوع، والإمام يدعو بدعاء مأثور، ومنه: "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجللاً عامًا طبقًا سحًا دائمًا. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين".
● الفقه في تحويل الرداء: جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) على استحباب تحويل الرداء، وهو من خصائص صلاة الاستسقاء.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعلنا من الداعين إليه المتضرعين بين يديه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستسقاء (١٠٢٨)، ومسلم (٨٩٤: ٣) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد (هو الأنصاري) قال: أخبرني أبو بكر بن محمد بن عمرو (هو ابن حزم)، أن عباد بن تميم أخبره، أن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 111 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استقبال القبلة وتحويل الرداء في دعاء الاستسقاء

  • 📜 حديث: استقبال القبلة وتحويل الرداء في دعاء الاستسقاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استقبال القبلة وتحويل الرداء في دعاء الاستسقاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استقبال القبلة وتحويل الرداء في دعاء الاستسقاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استقبال القبلة وتحويل الرداء في دعاء الاستسقاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب