حديث: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر لا ترد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من يستجاب دعاؤه

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاث دعوات لا تردّ، دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر».

حسن: رواه البيهقي (٣/ ٣٤٥)، والضياء في المختارة (٢٠٥٧) كلاهما من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن بكر المروزي، حدثنا السهمي عبد الله بن بكر، حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال (فذكر الحديث).

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «ثلاث دعوات لا تردّ، دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ لا تُرَدُّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ»، حديثٌ فيه معانٍ عظيمة، ودروسٌ جليلة، أشرحها لك على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● دعوات: جمع دعوة، وهي سؤال العبد ربه والالتجاء إليه.
● لا ترد: أي أنها مُستجابة بإذن الله، أو أنها أقرب إلى القبول لشرف حال الداعي.
● الوالد: الأب أو الأم.
● الصائم: الذي يمتنع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله.
● المسافر: الذي خرج عن مكان إقامته مسافةً تُقصر فيها الصلاة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك ثلاث حالات يكون فيها الداعي أقرب إلى إجابة دعائه، لفضل هذه الحالات وشرفها عند الله تعالى:
1- دعوة الوالد: وذلك لشرف حق الوالدين وعظم مكانتهما، فبرهما من أعظم الطاعات، ودعوتهما على الولد أو له تكون مستجابة. فدعوة الوالد لولده بالبركة والخير مقبولة، كما أن دعوته عليه إذا عقّه وأساء إليه معظمةٌ أيضًا، فعلى الولد أن يحذر من ذلك.
2- دعوة الصائم: وذلك لأن الصائم في حالة طاعة وعبادة، وقد ترك شهواته من أجل الله، ونفسه أطهر وأقرب إلى الانكسار بين يدي الله، خاصة عند فطره، فقد ورد في الحديث: «إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد».
3- دعوة المسافر: وذلك لأن المسافر غالبًا ما يكون في مشقةٍ وحاجة، ونفسه مجبولة على الالتجاء إلى الله في السفر، وهو أبعد عن الغرور والاستكبار، وأقرب إلى التواضع والانكسار لله، مما يجعله أرجى لإجابة الدعاء.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضيلة هذه الأحوال: الحديث يرشدنا إلى اغتنام هذه الأوقات والحالات بالإكثار من الدعاء فيها، فإنها من أوقات الاستجابة.
2- عظم حق الوالدين: يجب على الأبناء بر الوالدين وطاعتهما في المعروف، والحذر من إغضابهما، لأن دعاءهما مستجابة سواء كان بالخير أو بالشر.
3- استحباب الدعاء في حال الصوم والسفر: ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء وهو صائم، وعند فطره، وكذلك في أسفاره، وأن يتوجه إلى الله بقلب خاشع.
4- رحمة الله تعالى: أن الله تعالى يفتح أبواب إجابة الدعاء لعباده في هذه الأحوال تكرمًا منه ورحمة، مما يدل على سعة فضله وعظيم كرمه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن هذه الدعوات مستجابة غالبًا، ولكن ذلك مشروطٌ بشروط الدعاء الأخرى، كحلال المطعم، وعدم الاستعجال، والإقبال على الله بقلب حاضر.
- ينبغي للمسلم أن يتحرى أوقات وأحوال إجابة الدعاء، كالسجود، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وغيرها مما وردت به النصوص.
- الدعاء هو العبادة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أقوى الأسباب في جلب الخير ودفع الشر.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الداعين المستجاب لهم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (٣/ ٣٤٥)، والضياء في المختارة (٢٠٥٧) كلاهما من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن بكر المروزي، حدثنا السهمي عبد الله بن بكر، حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل إبراهيم بن بكر المروزي فإنه حسن الحديث.
وأما ما روي عن أم حكيم بنت وداع الخزاعية قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «دعاء الوالد يفضي إلى الحجاب». فإسناده ضعيف.
رواه ابن ماجه (٣٨٦٣)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٦٣) كلاهما من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، حدثتنا حبابة ابنة عجلان، عن أمها أم حفص، عن صفية بنت جرير، عن أم حكيم بنت وداع الخزاعية فذكرته.
وحبابة وأمها وصفية بنت جرير لا يعرف حالهن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 171 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر لا ترد

  • 📜 حديث: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر لا ترد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر لا ترد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر لا ترد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر لا ترد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب