حديث: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الله تعالى يجعل يقرّر العبد بذنوبه يوم القيامة ثم يغفرها له

عن صفوان بن محرز المازني، قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر آخذ بيده، إذ عرض رجل، فقال: كيف سمعت رسول الله ﷺ يقول في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود: ١٨]».

متفق عليه: رواه البخاري في المظالم (٢٤٤١)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٨) كلاهما من طريق قتادة، عن صفوان بن محرز المازني فذكره.

عن صفوان بن محرز المازني، قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر آخذ بيده، إذ عرض رجل، فقال: كيف سمعت رسول الله ﷺ يقول في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود: ١٨]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث صفوان بن محرز المازني رضي الله عنه الذي رواه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حديث عظيم يصور مشهدًا من مشاهد يوم القيامة، فيه من المواعظ والعبر ما ينبغي للمسلم أن يتأمل فيه. وإليك الشرح الوافي للحديث على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● النجوى: هي الحديث الخفي والمناجاة بين العبد وربه يوم القيامة.
● يدني المؤمن: يقربه الله تعالى منه ويلحقه بجنابه.
● يضع عليه كنفه: أي يستره بستره ورحمته، والكنف هو الستر والحماية.
● يقرره بذنوبه: يذكره بها ويعترف بها العبد.
● الأشهاد: هم الشهود من الملائكة والأنبياء وغيرهم ممن يشهد على الأعمال.
● افترى على الله كذبًا: أي نسب إلى الله ما لم يقله أو حرم ما لم يحرمه.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم الذي يحدث يوم القيامة، حيث يقرب الله تعالى المؤمن الذي استقام على دينه في الدنيا، فيستره برحمته ويذكره بذنوبه التي ارتكبها في الدنيا واحدة تلو الأخرى. فيعترف المؤمن بذنوبه خوفًا وحياءً من ربه، حتى إذا ظن أنه هلك بسبب كثرة ذنوبه، يبشره الله بأنه قد سترها عليه في الدنيا ولم يفضحه، ويغفرها له في الآخرة. ثم يُعطى كتاب حسناته فرحًا مسرورًا.
أما الكافر والمنافق، فيشهد عليهم الأشهاد (وهم الشهود من الملائكة والأنبياء والأعمال) بأنهم كذبوا على الله وجحدوا رسله، فيُعرضون على ربهم ويُعلن عنهم أنهم من الظالمين المستحقين للعنة الله.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة رحمة الله تعالى: فالله سبحانه وتعالى يقرب المؤمن ويستره ويغفر ذنوبه رغم اعترافه بها، وهذا من فضله وكرمه.
● الاعتراف بالذنب والندم عليه: فالمؤمن يعترف بذنوبه ولا ينكرها، وهذا من أسباب المغفرة.
● الفرق بين المؤمن والكافر: فالمؤمن يُقرب ويُغفر له، أما الكافر فيُفضح ويُعذب.
● التحذير من الافتراء على الله: فالافتراء على الله بكذب أو تحليل حرام أو تحريم حلال من أعظم الذنوب.
● الاستعداد ليوم القيامة: بالتقوى والعمل الصالح وترك المعاصي.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- الحديث يذكر صفة من صفات الله تعالى وهي "السترة" على العبد في الدنيا والآخرة، وهذا من رحمته تعالى.
- ينبغي للمسلم أن يستشعر هذا المشهد ويعمل له، فإن ستر الله في الدنيا نعمة عظيمة يجب شكرها، والمغفرة في الآخرة هي الفوز الحقيقي.
- الحديث يحث على الصدق والاعتراف بالخطأ، وأن لا ينكر الإنسان ذنوبه بل يندم ويستغفر.
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا ويستر عيوبنا ويتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المظالم (٢٤٤١)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٨) كلاهما من طريق قتادة، عن صفوان بن محرز المازني فذكره.
واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 39 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره

  • 📜 حديث: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب