حديث: الاستغفار لأهل الكبائر وجوازه في الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الاستغفار لأهل الكبائر

عن ابن عمر، قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر، حتى سمعنا نبينا ﷺ يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨] وقال: «أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة». قال: فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ثم نطقنا بعد ورجونا.

حسن: رواه البزار (٥٨٤٠)، وأبو يعلى (٥٨١٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٥٤)، وابن عدي (٢/ ٨٢٥) كلهم من حديث شيبان بن فروخ بن أبي شيبة، حدثنا حرب بن سريج المنقري، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر، قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر، حتى سمعنا نبينا ﷺ يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨] وقال: «أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة». قال: فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ثم نطقنا بعد ورجونا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يبين فيه تغير فهم الصحابة لمسألة الاستغفار لأهل الكبائر بعد أن سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم ما يبين حكم الله فيهم.

أولاً. شرح المفردات:


● نمسك: أي نمتنع ونكف.
● لأهل الكبائر: أي للمرتكبين للذنوب العظام كالزنا وشرب الخمر والسرقة وغيرها من الكبائر.
● أخرت شفاعتي: أي جعلت شفاعتي الخاصة متأخرة في الزمن لأجلهم.
● في أنفسنا: أي في عقولنا وأفكارنا.
● نطقنا بعد: أي تكلمنا وصرنا نستغفر لهم بعد أن كنا نمتنع.
● ورجونا: أي أصبح لدينا أمل في مغفرة الله لهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر ابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة كانوا يمتنعون عن الاستغفار لأهل الكبائر؛ لأنهم ظنوا أن من ارتكب كبيرة من الكبائر قد خرج من رحمة الله، وأنه لا فائدة من الاستغفار له، حتى سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]. وهذه الآية تبين أن الله لا يغفر الشرك إذا مات صاحبه عليه، لكنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب – ومنها الكبائر – لمن يشاء من عباده.
ثم سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة»، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصص شفاعته العظيمة – التي هي من أعظم الشفاعات – لأهل الكبائر من أمته، فيشفع فيهم بعد أن يستحقوا النار، فيخرجهم الله بها من النار.
فلما سمع الصحابة هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، امتنعوا عن كثير من الأفكار التي كانت في أذهانهم من اليأس من مغفرة الله لأهل الكبائر، وصاروا يتكلمون بالاستغفار لهم، وصار عندهم رجاء في مغفرة الله تعالى لهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- خطورة الشرك بالله: فهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله إذا مات صاحبه عليه.
2- سعة رحمة الله تعالى: حيث أنه يغفر الذنوب جميعاً –包括 الكبائر– لمن يشاء من عباده.
3- فضل الشفاعة النبوية: وأنها خاصة لأهل الكبائر من هذه الأمة.
4- وجوب الرجاء في رحمة الله: وعدم اليأس من روح الله، فمهما عظم ذنب العبد، فإن رحمة الله أعظم.
5- التعليم بالتدرج: حيث كان الصحابة يمتنعون عن الاستغفار لأهل الكبائر بناء على فهمهم الأول، ثم صحح النبي صلى الله عليه وسلم فهمهم بالبيان النبوي.
6- حسن الظن بالله: فيجب على المسلم أن يحسن الظن بربه، ويرجو مغفرته ورحمته.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه أبو داود وغيره، وهو حديث صحيح.
- الشفاعة أنواع متعدقة، وأعظمها الشفاعة الكبرى (المقام المحمود) التي يشفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف يوم القيامة ليقتص الله بين العباد، وهناك شفاعته لأهل الكبائر من أمته بدخول الجنة.
- الاستغفار لأهل المعاصي والكبائر مندوب إليه، خاصة إذا كانوا من المسلمين، وذلك مع عدم الإعجاب بمعاصيهم أو الرضا بها.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا ويغفر لنا ذنوبنا جميعاً، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار (٥٨٤٠)، وأبو يعلى (٥٨١٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٥٤)، وابن عدي (٢/ ٨٢٥) كلهم من حديث شيبان بن فروخ بن أبي شيبة، حدثنا حرب بن سريج المنقري، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. والسياق لأبي يعلى.
وقال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن أيوب إلا حرب بن سريج، وهو رجل من أهل البصرة ليس به بأس».
قال الأعظمي: ومن أجله وأجل شيبان بن فروخ يكون الإسناد حسنا.
وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢١١): «رواه البزار، وإسناده جيد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الاستغفار لأهل الكبائر وجوازه في الإسلام

  • 📜 حديث: الاستغفار لأهل الكبائر وجوازه في الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الاستغفار لأهل الكبائر وجوازه في الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الاستغفار لأهل الكبائر وجوازه في الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الاستغفار لأهل الكبائر وجوازه في الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب