من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك

حديث: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك

عن جندب، أن رسول الله ﷺ حدث أن رجلا قال: «والله! لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك» أو كما قال.

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٢١) عن سويد بن سعيد، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا أبو عمران الجوني، عن جندب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جندب بن عبد الله رضي الله عنه، يحمل في طياته تحذيرًا شديدًا من خطورة القول على الله بغير علم، والتجرؤ على الحكم على الآخرين بمصيرهم في الآخرة.

شرح المفردات:

● يتألى علي: أي يحلف عليَّ ويعاهد، والمقصود هنا الحلف بالله على شيء.
● أحبطت عملك: أي أبطلت ثواب عملك الصالح.

شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قصة رجلٍ تسرع في الحكم على أخيه المسلم، فحلف بالله قائلًا: "والله! لا يغفر الله لفلان"، معتقدًا أنه بعمله السيء قد خرج من رحمة الله. فكانت النتيجة أن الله تعالى عاتبه على هذا الحلف المتعالي، قائلًا: "من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟"، أي: من هذا الذي تجرأ وحلف عليَّ أني لا أغفر لهذا الشخص؟ ثم بين الله تعالى أنه قد غفر لذلك الشخص الذي حلف الرجل بعدم مغفرته، وأحبط عمل الحالف؛ بسبب تجرئه على الله وسوء ظنه برحمته.

الدروس المستفادة:

1- تحريم القطع بعدم مغفرة الله لأحد من المسلمين: فلا يجوز لأحد أن يجزم بعدم مغفرة الله لعبدٍ مؤمن مات على الإسلام، فإن مغفرة الله تعالى واسعة، وقد يغفر الله للعبد بسبب رحمة منه أو شفاعة أو عمل صالح خفي.
2- التحذير من سوء الظن بالله: فالحلف بعدم مغفرة الله لأحد implies سوء الظن بالله تعالى، وكأنه يعلم الغيب أو يقيد رحمة الله الواسعة.
3- خطر الحلف على الله بغير علم: فإن هذا من أعظم الذنوب، لأنه يتضمن القول على الله بدون علم، وقد قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33].
4- أن الحلف الكاذب أو المتعالي قد يحبط الأعمال: ففي الحديث أن الله أحبط عمل هذا الرجل بسبب تجرئه، وهذا تحذير من أن بعض الذنوب الكبيرة قد تهدم ما بناه الإنسان من صالح الأعمال.
5- التعظيم لشأن الله تعالى: فلا يتألى على الله أحد، ولا يحلف على شيءٍ يتعلق بمشيئته وحكمته.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على سعة رحمة الله تعالى، وأنه يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به.
- ينبغي للمسلم أن يكون دائم الرجاء في رحمة الله، وحريصًا على عدم اليأس من روح الله.
- من الأدب مع الله تعالى أن لا نحكم على أحدٍ بالجنة أو النار إلا من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من القول عليه بغير علم، وأن يوسع علينا من رحمته ومغفرته. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٢١) عن سويد بن سعيد، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا أبو عمران الجوني، عن جندب فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 38 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك

📜 حديث: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية