حديث: إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين أهل الدنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في سعة رحمة الله وأنها سبقت غضبه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله مائة رحمة، وقسم رحمة بين أهل الدنيا، وسعتهم إلى آجالهم، وأخر تسعة وتسعين رحمة لأوليائه، وإن الله تعالى قابض تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الدنيا إلى التسع والتسعين، فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة».

صحيح: رواه أحمد (١٠٦٧٢) عن روح (هو ابن عبادة)، عن عوف (وهو ابن أبي جميلة)، عن محمد (هو ابن سيرين)، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله مائة رحمة، وقسم رحمة بين أهل الدنيا، وسعتهم إلى آجالهم، وأخر تسعة وتسعين رحمة لأوليائه، وإن الله تعالى قابض تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الدنيا إلى التسع والتسعين، فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا من رحمته وعلمه. هذا حديث عظيم في بيان سعة رحمة الله تعالى، وسأشرحه لك وفق النقاط المطلوبة، مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظ آخر موثق:


رواه الإمام مسلم في صحيحه (رقم 2752) بلفظ: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».


1. شرح المفردات:


* مائة رحمة: المقصود بالمائة هنا الكثرة والكمال، وليس العدد الحسابي المحدود، فالله تعالى هو الرحمن الرحيم وصفاته لا تُعد ولا تُحصى. والمائة هنا كناية عن الكمال والتمام، كما في قوله تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا).
* قسم رحمة: أي أنزل وجعل رحمة واحدة.
* بين أهل الدنيا: أي بين جميع المخلوقات في الدنيا من الإنس والجن والحيوانات.
* وسعتهم إلى آجالهم: هذه الرحمة الواحدة شملتهم جميعاً وعمّتهم طوال فترة حياتهم في الدنيا.
* أوليائه: جمع ولي، وهو المؤمن التقي الذي اتقى الله واتبعه، قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
* قابض: جامع وموجِّه.
* إلى التسع والتسعين: أي يضمها ويجمعها.
* يكملها مائة رحمة: أي يصير مجموع الرحمة التي يرحم بها أولياءه يوم القيامة مائة رحمة كاملة.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عظيم رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، ويقسمها إلى قسمين:
* الرحمة الأولى (الدنياوية): وهي رحمة واحدة من أصل مائة، جعلها الله في الدنيا بين جميع خلقه. هذه الرحمة هي سبب التعاطف والتراحم بين بني آدم، وسبب عطف الوالدة على ولدها من البشر والحيوانات، وسبب كل خير وبر وإحسان يحدث في العالم. ومع أنها رحمة واحدة فقط، إلا أنها كافية لتسيير أمور الدنيا وتأليف القلوب ودفع الشرور.
* الرحمة الثانية (الآخروية): وهي التسع والت九عون رحمة التي احتفظ بها الله تعالى لنفسه، ليرحم بها عباده المؤمنين يوم القيامة، يوم تشتد فيه الحاجة إلى الرحمة، يوم تقف فيه الشمس فوق الرؤوس، ويُحاسب الناس على أعمالهم.
وفي يوم القيامة، يقبض الله تعالى تلك الرحمة الواحدة التي كانت في الدنيا، فيضمها إلى رحماته التسع والتسعين، فيكمل بها مائة رحمة كاملة، فيغمر بها أولياءه المؤمنين. وهذا لا يعني أن الرحمة ستزول من الدنيا في تلك اللحظة، بل هو بيان للمصير النهائي لتلك النعمة وكمال رحمته لأهل الإيمان.


3. الدروس المستفادة منه:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث دليل قاطع على أن رحمة الله وسعت كل شيء، وأن ما نراه في الدنيا من رحمة وتعاطف هو جزء يسير جداً مما أعده الله لأوليائه في الآخرة.
2- الفرق بين رحمة الدنيا والآخرة: رحمة الدنيا يعمّ بها الله البر والفاجر، المؤمن والكافر، أما رحمة الآخرة فهي خاصة بالمؤمنين الأولياء.
3- الحث على طلب ولاية الله: أعظم نتيجة نستفيدها هي السعي لأن نكون من أولياء الله الذين سينالون هذه الرحمة العظيمة، وذلك بطاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.
4- التفاؤل والأمل في رحمة الله: يجب على المسلم أن لا يقنط من رحمة الله أبداً، فما أعده الله للمؤمنين من رحمة يفوق كل تصور.
5- الحكمة من وجود الشر والمعاناة في الدنيا: وجود الشر والألم في الدنيا لا يتناقض مع رحمة الله، لأن الدنيا دار ابتلاء واختبار، والرحمة الحقيقية الكاملة مؤجلة للدار الآخرة.
6- الحث على الرحمة بالخلق: إذا كان الله قد جعل الرحمة بين خلقه في الدنيا، فمن الواجب على المسلم أن يكون رحيماً بمن حوله، لينال رحمة الله في الدنيا والآخرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من الأحاديث التي تُثبت صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تعطيل.
* يستدل العلماء بهذا الحديث على أن رحمة الله تغلب غضبه، كما في الحديث الآخر: «إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي».
* يفهم من الحديث أن المؤمن ينبغي له أن يجمع بين الخوف من عقاب الله
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٠٦٧٢) عن روح (هو ابن عبادة)، عن عوف (وهو ابن أبي جميلة)، عن محمد (هو ابن سيرين)، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه الحاكم (٤/ ٢٤٨) من طريق بكار بن محمد السيريني عن عوف به.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة» وتعقبه الذهبي بقوله: «بكار ذاهب الحديث قاله أبو زرعة».
قال الأعظمي: وهو كما قال لكن تابعه روح بن عبادة وهو ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين أهل الدنيا

  • 📜 حديث: إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين أهل الدنيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين أهل الدنيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين أهل الدنيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين أهل الدنيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب