حديث: عبد دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فيمن خاف عقاب الله فأمر بإحراق جثته بعد موته، ولم يعلم بأن الله غفور رحيم

عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: سمعت نبي الله ﷺ يقول: «إنه كان عبد من عباد الله جل وعز أعطاه الله مالا وولدا، فكان لا يدين الله تبارك وتعالى دينا، فلبث حتى إذا ذهب منه عمر أو بقي عمر، تذكر فعلم أنه لن يبتئر عند الله تبارك وتعالى خيرا، دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟ قالوا: خيره يا أبانا قال: والله لا أدع عند أحد منكم مالا هو مني إلا أنا آخذه منه، أو لتفعلن بي ما آمركم
قال: فأخذ منهم ميثاقا وربي، فقال: إما لا فإذا أنا مت فألقوني في النار حتى إذا كنت حمما فدقوني -قال: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ وهو يقول بيده على فخذه- ثم اذروني في الريح لعلي أَضِلُّ الله! قال: ففعلوا ذلك به ورب محمد حين مات، فجيء به في أحسن ما كان قط، فعرض على ربه فقال: ما حملك على النار؟ قال: خشيتك يا رباه. قال: إني أسمعك لراهبا فتيب عليه».

حسن: رواه أحمد (٢٠٠٤٤، ٢٠٠٣٩)، والدارمي (٢٨٥٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٥٦٦) كلهم من طرق عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.

عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: سمعت نبي الله ﷺ يقول: «إنه كان عبد من عباد الله جل وعز أعطاه الله مالا وولدا، فكان لا يدين الله ﵎ دينا، فلبث حتى إذا ذهب منه عمر أو بقي عمر، تذكر فعلم أنه لن يبتئر عند الله ﵎ خيرا، دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟ قالوا: خيره يا أبانا قال: والله لا أدع عند أحد منكم مالا هو مني إلا أنا آخذه منه، أو لتفعلن بي ما آمركم
قال: فأخذ منهم ميثاقا وربي، فقال: إما لا فإذا أنا مت فألقوني في النار حتى إذا كنت حمما فدقوني -قال: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ وهو يقول بيده على فخذه- ثم اذروني في الريح لعلي أَضِلُّ الله! قال: ففعلوا ذلك به ورب محمد حين مات، فجيء به في أحسن ما كان قط، فعرض على ربه فقال: ما حملك على النار؟ قال: خشيتك يا رباه. قال: إني أسمعك لراهبا فتيب عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: سمعت نبي الله ﷺ يقول: «إنه كان عبد من عباد الله جل وعز أعطاه الله مالا وولدا، فكان لا يدين الله تبارك وتعالى دينا، فلبث حتى إذا ذهب منه عمر أو بقي عمر، تذكر فعلم أنه لن يبتئر عند الله تبارك وتعالى خيرا، دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟ قالوا: خيره يا أبانا قال: والله لا أدع عند أحد منكم مالا هو مني إلا أنا آخذه منه، أو لتفعلن بي ما آمركم. قال: فأخذ منهم ميثاقا وربي، فقال: إما لا فإذا أنا مت فألقوني في النار حتى إذا كنت حمما فدقوني -قال: فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ وهو يقول بيده على فخذه- ثم اذروني في الريح لعلي أَضِلُّ الله! قال: ففعلوا ذلك به ورب محمد حين مات، فجيء به في أحسن ما كان قط، فعرض على ربه فقال: ما حملك على النار؟ قال: خشيتك يا رباه. قال: إني أسمعك لراهبا فتيب عليه».

١. شرح المفردات:


● لا يدين الله ديناً: لا يطيع الله طاعة حقيقية.
● لن يبتئر: لن يجد أو لن يحصل.
● ميثاقاً وربي: أخذ منهم عهداً مؤكداً بالقسم.
● حمماً: فحماً متقداً محترقاً.
● فدقوني: اسحقوني حتى أتفتت.
● اذروني: انثروني وذروه في الهواء.
● أضل الله: أتعب الله في البحث عني وأتعبه.
● راهباً: خائفاً من الله شديد الخوف.

٢. شرح الحديث:


يحكي النبي ﷺ قصة رجل من بني إسرائيل كان غنياً كثير المال والولد، لكنه لم يعبد الله حق عبادته، فلما اقترب أجله ندم على تقصيره وخاف من عقاب الله. فجمع أبناءه وأخبرهم أنه يريد أن يأخذ منهم كل ما أعطاهم من مال، أو أن ينفذوا وصيته الغريبة بعد موته.
أقسم الأبناء أنهم سينفذون وصيته، فأمرهم أن يحرقوا جثته بعد موته حتى تصير فحماً، ثم يسحقوها وينثروها في الريح حتى يتعذر على الله -تعالى- أن يجمعها للحساب، ظاناً أن هذا سينجيه من عذاب الله.
لكن قدرة الله تعالى لا يعجزها شيء، فبعد أن نفذ الأبناء الوصية، جمع الله تعالى رماده وأحيا هيئته الجميلة التي كانت في الدنيا، وسأله عن سبب فعلته تلك، فأجاب الرجل بأنه فعل ذلك خوفاً من عذاب الله.
فاستجاب الله تعالى له وقبل توبته، لأنه فعل ذلك بدافع الخوف والرهبة من الله تعالى، لا بدافع الإنكار أو الجحود.

٣. الدروس المستفادة:


● عظمة قدرة الله تعالى: لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
● قبول التوبة: إن التوبة مقبولة حتى في آخر لحظات الحياة إذا كانت خالصة.
● خوف الله مفتاح الرحمة: حتى وإن كان الخوف بدرجة مبالغ فيها، فإنه دليل على الإيمان.
● الندم على المعاصي: الندم على التقصير في طاعة الله من أسباب المغفرة.
● عدم اليأس من رحمة الله: فرحمة الله وسعت كل شيء.

٤. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك.
- الحديث يبين سعة رحمة الله تعالى التي تسبق غضبه.
- القصة من قصص بني إسرائيل التي أخبر بها النبي ﷺ للعبرة والاعتبار.
- يستفاد من الحديث أن الخوف من الله حتى لو بلغ درجة الوسوسة فإنه خير من الغفلة والاستهتار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٠٤٤، ٢٠٠٣٩)، والدارمي (٢٨٥٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٥٦٦) كلهم من طرق عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بهز بن حكيم بن معاوية وأبيه فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عبد دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟

  • 📜 حديث: عبد دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عبد دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عبد دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عبد دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب