حديث: أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الله تعالى فتح لعباده باب التوبة رحمةً بهم

عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي ﷺ: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا، ونؤمن بك. قال: «وتفعلون؟» قالوا: نعم، قال: فدعا، فأتاه جبريل، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة، قال: «بل باب التوبة والرحمة».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٣٢٢٣، ٢١٦٦) والبزار -كشف الأستار (٢٢٢٤) والطبراني في الكبير (١٢٧٣٦) والحاكم (١/ ٥٣) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٢٧٢) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي ﷺ: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا، ونؤمن بك. قال: «وتفعلون؟» قالوا: نعم، قال: فدعا، فأتاه جبريل، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة، قال: «بل باب التوبة والرحمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه موقف من مواقف الدعوة النبوية، وحكمة من حكم النبي صلى الله عليه وسلم، ورحمة منه بأمته، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

الحديث بلفظ آخر:


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا، ونؤمن بك. قال: «وتفعلون؟» قالوا: نعم. قال: فدعا، فأتاه جبريل، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة. قال: «بل باب التوبة والرحمة».


1. شرح المفردات:


● الصفا: جبل صغير معروف في مكة، بجوار المسجد الحرام، وهو أحد شعائر الله في الحج والعمرة.
● يقرأ عليك السلام: أي يبلغك السلام ويسلم عليك، وهذا من إكرام الله تعالى لنبيه.
● عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين: أي عذابًا شديدًا فريدًا من نوعه، لا يعذبه لأحد من الخلائق.
● باب التوبة والرحمة: يعني فسحة للتوبة والمغفرة من الله تعالى، وعدم إهلاكهم بالمعجزة التي تكسب إيمانهم قسرًا.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن كفار قريش جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعرضون عليه صفقة: إذا استطاع أن يحول جبل الصفا إلى ذهب، فإنهم سيؤمنون به. وهذا طلب منهم للمعجزة الحسية التي ترغمهم على الإيمان.
فاستفسر النبي صلى الله عليه وسلم منهم: «وتفعلون؟» أي: هل ستفيون بعهدكم وتؤمنون حقًا إذا تحول الجبل إلى ذهب؟ فأكدوا له ذلك.
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه، فأتاه جبريل عليه السلام برسالة من الله تعالى، وهي رسالة مليئة بالتكريم للنبي، حيث بدأها بالسلام عليه.
ثم عرض الله تعالى على نبيه خيارين:
● الخيار الأول: أن يحول الصفا إلى ذهب، ولكن بشرط: أن من يكفر بعد هذه المعجزة الواضحة سيعذبه الله عذابًا شديدًا لم يعذبه لأحد من العالمين.
● الخيار الثاني: أن يفتح لهم باب التوبة والرحمة، ويتركهم دون معجزة إكراهية.
فاختار النبي صلى الله عليه وسلم باب التوبة والرحمة، رحمةً بقومه، وحرصًا على هدايتهم دون إكراه، وتركًا للعذاب الشديد الذي قد ينزل بهم لو كفروا بعد المعجزة.


3. الدروس المستفادة:


● حكمة النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه بأمته: فقد فضل الرحمة والتوبة على الإيمان القسري، مع أن تحول الجبل لذهب كان سيدفع كثيرًا منهم للإيمان في الظاهر، لكنه أراد الإيمان القلبي الاختياري.
● أن الإيمان لا يكون بالإكراه: فالله تعالى لا يجبر الناس على الإيمان، بل يفتح لهم أبواب التوبة ويwait لهم ليهتدوا باختيارهم.
● عظمة النبي صلى الله عليه وسلم وتكريم الله له: حيث خاطبه الله بالسلام وعرض عليه الخيارين تكريمًا له.
● أن طلب المعجزات ليس من منهج المؤمن: فالإيمان يجب أن يكون عن اقتناع ويقين، لا عن طمع في منفعة دنيوية كالذهب.
● رحمة الله الواسعة: حيث منح النبي الخيار الثاني وهو الرحمة، ولم يشأ إهلاكهم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
- فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على هداية قومه، حتى لو كان ذلك على حساب معجزة ظاهرة قد تزيد من انتشار دعوته في الظاهر، لكنه آثر الطريقة التي تحقق الإيمان الحقيقي.
- كما أن في الحديث إشارة إلى أن الإيمان الذي يأتي بعد الإكراه أو بسبب المعجزات القهرية لا يكون مقبولاً إذا لم يصدر عن قناعة، وقد يعاقب صاحبه أشد العقوبة إذا كفر بعد ذلك.
أسأل الله أن يرزقنا الإيمان الخالص، وأن يفتح علينا أبواب رحمته وتوبته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٣٢٢٣، ٢١٦٦) والبزار -كشف الأستار (٢٢٢٤) والطبراني في الكبير (١٢٧٣٦) والحاكم (١/ ٥٣) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٢٧٢) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «هذا حديث محفوظ من حديث الثوري، عن سلمة بن كهيل»

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا

  • 📜 حديث: أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر عذّبته عذابًا لا أعذبه أحدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب