حديث: إن لله مئة رحمة واحدة في الدنيا وتسعة وتسعون ليوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في سعة رحمة الله وأنها سبقت غضبه

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله مئة رحمة، فمنها رحمة بها يتراحم الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة».

صحيح: رواه مسلم في التوبة (٢٧٥٣) من طريق الحكم بن موسى، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا سليمان التيمي، حدثنا أبو عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي فذكره.

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله مئة رحمة، فمنها رحمة بها يتراحم الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والفضل الإلهي، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَمِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ بَيْنَهُمْ، وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ».

أولاً. شرح المفردات:


● مائة رحمة: المقصود بالمائة هنا الكثرة والكمال، وليس الحصر بالعدد الحسابي، فالله تعالى واسع الرحمة، وهو أرحم الراحمين.
● يتراحم الخلق بينهم: أي يعطف بعضهم على بعض، ويرحم القوي الضعيف، والغني الفقير، والكبير الصغير.
● ليوم القيامة: أي مختصة بيوم القيامة، وذلك اليوم هو يوم الحساب والجزاء، حيث تشتد الحاجة إلى رحمة الله تعالى.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن سعة رحمة الله تعالى وعظمتها، والتي لا يمكن لعقل بشر أن يحيط بها. ويضرب لنا مثلاً يقرب به الصورة إلى أذهاننا:
1- الرحمة في الدنيا: إن كل ما نراه في هذا العالم من رحمة وعطف وتعاطف بين المخلوقات – من الإنسان والحيوان والطير – هو جزء من رحمة الله، بل هو رحمَةٌ وَاحِدَةٌ فقط من مائة رحمة. فالحنان الذي تضعه الأم في قلبها لوليدها، والشفقة التي يجعلها الله بين الجيران والأصحاب، والرحمة التي يضعها الإنسان حتى في الحيوان، كل هذا من فيض رحمة الله الواسعة، وهو مجرد نموذج بسيط جداً.
2- الرحمة في الآخرة: أما التسع والتسعون رحمة الباقية، فقد ادخرها الله عز وجل ليوم القيامة، ذلك اليوم العصيب الذي تقف فيه الخلائق حاسرة تتطلع إلى فضل ربها ورحمته. فيوم القيامة يوم تطيش فيه العقول من الهول، ويتمنى الإنسان أن يكون تراباً. في ذلك الموقف الرهيب، تكون هذه الرحمة العظيمة هي الملجأ والملاذ، فيرحم الله بها عباده المؤمنين، ويتجاوز عن سيئاتهم، ويدخلهم برحمته جنات النعيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث يغرس في قلب المؤمن يقيناً بأن رحمة الله وسعت كل شيء، وهي تغمر عباده في الدنيا والآخرة. فمهما بلغت ذنوب العبد، فإن رحمة الله أعظم وأوسع.
2- الحث على التراحم بين الناس: إذا كانت الرحمة بين الخلق من آثار رحمة الله، فإن ذلك يحثنا على أن نتراحم ونتعاطف ونتآلف، وأن نكون سببا في إيصال رحمة الله إلى الآخرين. فمن لا يرحم الناس لا يرحمه الله.
3- الرجاء وعدم القنوط من رحمة الله: هذا الحديث عظيم في بث روح الأمل والرجاء في نفوس العصاة والمذنبين. فإذا كان الله قد ادخر هذه الرحمة العظيمة ليوم الحساب، فهذا أعظم حافز للتوبة والرجوع إلى الله، والثقة بعفوه ومغفرته.
4- تفضيل الآخرة على الدنيا: المقارنة بين رحمة الدنيا (واحدة) ورحمة الآخرة (تسع وتسعون) توحي بأن نعيم الآخرة ورحمتها أعظم وأكمل مما في الدنيا بلا مقارنة، مما يذكر المؤمن بحقيقة الدنيا وزينتها الفانية، ويشحذ همته للعمل للآخرة الباقية.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "أحاديث الرجاء"، والتي تقابل أحاديث الوعيد لتوازن في نفس المسلم بين الخوف من الله والرجاء في رحمته.
- يستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء بسعة رحمة الله، ومن أعظم الأدعية: «اللهم إنَّا نسألك من رحمتك الواسعة».
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يعمنا برحمته في الدنيا والآخرة، وأن يجعلنا من الذين ينالون رحمته يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في التوبة (٢٧٥٣) من طريق الحكم بن موسى، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا سليمان التيمي، حدثنا أبو عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن لله مئة رحمة واحدة في الدنيا وتسعة وتسعون ليوم القيامة

  • 📜 حديث: إن لله مئة رحمة واحدة في الدنيا وتسعة وتسعون ليوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن لله مئة رحمة واحدة في الدنيا وتسعة وتسعون ليوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن لله مئة رحمة واحدة في الدنيا وتسعة وتسعون ليوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن لله مئة رحمة واحدة في الدنيا وتسعة وتسعون ليوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب