حديث: الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده

عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي
كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده».

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٠٨)، ومسلم في التوبة (٢٧٤٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، قال: دخلت على عبد الله أعوده وهو مريض، فحدثنا بحديثين: حديثا عن نفسه، وحديثا عن رسول الله ﷺ قال: فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي
كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده».


1. شرح المفردات:


● دوية: صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا مرعى.
● مهلكة: موحشة مخيفة تسبب الهلاك.
● راحلته: دابته التي يركبها في السفر (ناقة أو بعير).
● زاده: ما يزود به الإنسان من طعام وشراب للسفر.


2. شرح الحديث:


يضرب النبي ﷺ مثلاً رائعاً يصور مدى فرح الله تعالى بتوبة عبده المؤمن، فيقارن بين فرح هذا الرجل الضال الذي وجد راحلته بعد أن يئس من الحياة، وفرح الله بتوبة عبده.
قصة الرجل:
- كان رجل يسير في صحراء قاحلة خطيرة، ومع راحلته كل طعامه وشرابه.
- نام ففقد راحلته التي تحمل كل أسباب بقائه على قيد الحياة.
- بحث عنها حتى أشرف على الهلاك من العطش.
- يئس من الحياة وعزم على العودة إلى مكان نومه ليموت.
- نام منتظراً الموت، فلما استيقظ وجد راحلته بجانبه وعليها كل ما يضمن حياته.
- فرحه بهذا الاكتشاف لا يمكن وصفه، لأنه نجا من موت محقق.
مقارنة الفرح:
يخبرنا النبي ﷺ أن فرح الله تعالى بتوبة عبده المؤمن أعظم وأشد من فرح هذا الرجل براحلته عندما وجدها. فالله سبحانه يفرح بعودة عبده التائب المنكسرة نفسه، المستغفر من ذنبه، كما يفرح هذا الضال بإنقاذ حياته.


3. الدروس المستفادة:


1- سعة رحمة الله تعالى: الحديث دليل على عظيم رحمة الله وفرحه بعودة عبده التائب، مهما كبر ذنبه أو تعدد.
2- الأمل في المغفرة: لا ينبغي لعباد الله أن يقنطوا من رحمة الله، فباب التوبة مفتوح، والله يفرح بتوبة التائب.
3- حقيقة التوبة: التوبة النصوح هي الرجوع إلى الله بصدق، والندم على الذنب، والعزم على عدم العودة.
4- تشجيع العصاة على التوبة: الحديث يحث كل من وقع في المعصية أن يسرع إلى التوبة، ولا ييأس من رحمة الله.
5- تفضيل المؤمن: الفرح خاص "بعبده المؤمن" مما يدل على أن الإيمان شرط لقبول التوبة.


4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه البخاري (6309) ومسلم (2744) في صحيحيهما.
● معنى "الفرح" لله تعالى: يفرح الله تعالى فرحاً يليق بجلاله، لا يشبه فرح المخلوقين، فهو من صفات الأفعال التي تثبت لله كما جاءت بلا تشبيه ولا تعطيل.
● مناسبة الحديث: جاء الحديث ليبين للمسلمين أن الله يقبل توبة التائبين ويسعد بها، مهما عظمت ذنوبهم.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا ويوفقنا للتوبة النصوح، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٣٠٨)، ومسلم في التوبة (٢٧٤٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، قال: دخلت على عبد الله أعوده وهو مريض، فحدثنا بحديثين: حديثا عن نفسه، وحديثا عن رسول الله ﷺ قال: فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
وقوله: «أرض دوية» أي برية لا نبات فيها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 50 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته

  • 📜 حديث: الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب