لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون

حديث: لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون

عن عبد الله بن عمرو أن النبي ﷺ قال: «لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله عز وجل خلقا يذنبون، ثم يغفر الله لهم، وهو الغفور الرحيم».

حسن: رواه الحاكم (٤/ ٢٤٦) من طريق يحيى بن كثير بن درهم وأبي عباد يحيى بن عباد قالا: حدثنا شعبة، عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن عمرو أن النبي ﷺ قال: «لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله ﷿ خلقا يذنبون، ثم يغفر الله لهم، وهو الغفور الرحيم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوضح سعة رحمة الله تعالى وعفوه، ويبين حكمة من حكم خلقه للعباد.

الحديث:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون، ثم يغفر الله لهم، وهو الغفور الرحيم».

شرح المفردات:

● يذنبون: يرتكبون الذنوب والمعاصي.
● يغفر: يتجاوز عن الذنب ويتوب على العبد.
● الغفور: الكثير المغفرة.
● الرحيم: واسع الرحمة.

شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى لو لم يخلق بشرًا يخطئون ويذنبون -مع ما جبلوا عليه من الضعف- لخلق خلقًا آخر غيرهم يقترفون الذنوب، ثم يتوبون ويستغفرون، فيغفر الله لهم ويتوب عليهم.
وهذا لا يعني أن الله يحب المعصية أو يرضاها -حاشا لله- بل هو يبين سعة مغفرته ورحمته التي وسعت كل شيء، وأنه يحب من عباده أن يتوبوا ويرجعوا إليه، فيغفر لهم ذنوبهم ولو كانت مثل زبد البحر.
فالحديث يصور لنا عظمة مغفرة الله تعالى، وأن رحمته سبقت غضبه، وأنه يحب العبد التائب أكثر من العبد الذي لا يذنب، كما في بعض الآثار.

الدروس المستفادة:

1- سعة مغفرة الله ورحمته: فالله تعالى غفور رحيم، لا يعجزه ذنب أن يغفره إذا تاب العبد وأناب.
2- الحكمة من خلق الإنسان ضعيفًا: فالله خلق الإنسان ضعيفًا prone to error، ليظهر فضل مغفرته ورحمته، وليتوب العبد ويستغفر فيزداد قربًا من الله.
3- الحث على التوبة والاستغفار: فالله يحب التوابين ويغفر للمستغفرين، ولا يقنط أحد من رحمة الله مهما عظم ذنبه.
4- التوازن بين الخوف والرجاء: فلا يجوز أن يقنط العبد من رحمة الله، ولا أن يأمن مكر الله، بل يكون بين الخوف والرجاء.

معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- يستحب للعبد أن يكثر من الاستغفار والتوبة، فإن الله يفرح بتوبة عبده أكثر من فرح أحدكم بضالته إذا وجدها.
- من أسماء الله الحسنى: الغفور، الرحيم، التواب، العفو، الكريم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من التوابين المستغفرين، وأن يتوب علينا ويغفر لنا ذنوبنا، إنه هو الغفور الرحيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٤/ ٢٤٦) من طريق يحيى بن كثير بن درهم وأبي عباد يحيى بن عباد قالا: حدثنا شعبة، عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
ورواه البزار (٢٤٥٠)، والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين- ٤٧٤٢) كلاهما عن يحيى بن كثير وحده به.
وذكر البزار أن شبابة بن سوار أيضا أسنده (أي رفعه) عن شعبة.
وهؤلاء الثلاثة (يحيى بن كثير ويحيى بن عباد وشبابة) ثقات.
وخالفهم محمد بن جعفر وهو المعروف بغندر كان من أثبت أصحاب شعبة فلعل شعبة رواه على الوجهين مرفوعا وموقوفا.
وإسناده حسن من أجل أبي بلج فإنه حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 31 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون

📜 حديث: لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية