حديث: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب الاستكثار من التوبة والاستغفار
وفي لفظ: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة»
صحيح: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٠٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة فذكره باللفظ الأول.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بشرح هذا الحديث العظيم.
الحديث بلفظيه:
روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».
وفي رواية أخرى عند الإمام النسائي وغيره: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ».
1. شرح المفردات:
* وَاللَّهِ: قَسَمٌ من النبي ﷺ لتأكيد صدق ما يخبر به، وهذا يدل على عظم شأن ما سيذكره.
* أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ: أطلب منه المغفرة، وهي ستر الذنب والعفو عنه.
* وَأَتُوبُ إِلَيْهِ: أرجع وأنيب إلى الله تعالى، وأقلع عن كل ما يكرهه، وأندم على ما فات، وأعزم على عدم العودة.
* أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ / مِائَةَ مَرَّةٍ: العدد هنا ليس للتقيد والحصر، بل للكثرة والتكثير، أي أنه ﷺ كان يكثر من الاستغفار والتوبة بشكل عظيم.
2. شرح الحديث:
يخبرنا النبي ﷺ – وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر – بأنه يداوم على الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة، بل يصل إلى مائة مرة.
وهذا يدل على أمور عظيمة:
* عظم منزلة الاستغفار: لو لم يكن الاستغفار من أعظم العبادات وأحبها إلى الله، ما كثر منه النبي ﷺ هذا الإكثار.
* بيان كمال عبوديته ﷺ: فالنبي ﷺ هو أعبد الخلق لله، وقد بلغ الذروة في العبادة، ومن كمال عبوديته أنه دائم التضرع والإنابة والرجوع إلى الله، مع أنه معصوم من الكبائر والصغائر.
* التأسي به ﷺ: فهذا فعل من أفعاله يُشرع للأمة التأسي به فيه، والإكثار من الاستغفار كما كان يفعل.
* الاستغفار من الشكر: فالنعم تتجدد على العبد في كل لحظة، وأفضل شكرها هو الاستغفار، لأنه اعتراف بالتقصير في شكر النعم نفسها .
* الاستغفار لا يقتصر على الذنب: فالاستغفار يكون عن التقصير في الطاعة، وعن الزلل الذي لا يخلو منه بشر، وعن خفايا الأمور التي لا يطلع عليها العبد وقد تكون مكروهة.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- وجوب الإكثار من الاستغفار: فإذا كان سيد الخلق وأكملهم ﷺ يفعله هذا المفعول، فحري بنا نحن المذنبين المقصرين أن نلازم الاستغفار ليل نهار.
2- الاستغفار ليس للمذنبين فقط: بل هو للعابدين والصالحين، فهو من علامات صلاح القلب وحياته، ويدل على استشعار العبد دائمًا لعظمة الله وخوفه منه.
3- الاستغفار سبب للرزق والقوة: قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12].
4- الاستغفار يمحو الذنوب ويبدلها حسنات: وهو باب عظيم من أبواب التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.
5- التوبة والاستغفار دائمان لا ينقطعان: فحياة القلب في دوام التوبة والإنابة إلى الله، وليس هناك حدٌ ينتهي إليه العبد ثم يتوقف.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* الجمع بين الروايات (السبعين والمائة): جمهور العلماء على أن العدد للكثرة وليس للحصر، فمرة يقول "أكثر من سبعين" ومرة يقول "مائة" لبيان كثرته الشديدة، وليس هناك تعارض.
* كيفية الاستغفار: أفضل الصيغ ما ورد عنه ﷺ، مثل: «سيد الاستغفار» الذي علمه لأصحابه: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ». وكذلك «أستغفر الله وأتوب إليه».
* الاستغفار بعد الصلاة: من المواطن العظيمة للاستغفار أن يقال بعد السلام من الصلاة: «أستغفر الله» ثلاثًا.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المستغفرين التوابين، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم
تخريج الحديث
ورواه ابن ماجه (٣٨١٥)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٤٣٠٤) كلاهما من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الثاني.
ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٤٣٨) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة عنه بلفظ: «إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة».
ولا منافاة بين السبعين والمائة فإن العدد ليس مقصودا بعينه، وإنما المقصود هو الإكثار من التوبة والاستغفار سواء كان العدد سبعين أو مائة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 74 حديثاً له شرح
- 25 يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما...
- 26 ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ولا أبالي
- 27 يغفر الله ذنوباً أمثال الجبال ويضعها على اليهود والنصارى
- 28 إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك...
- 29 لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون...
- 30 لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم
- 31 لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون
- 32 خير الخطائين التوابون
- 33 من فعل ذلك مخافة الله تلافاه الله برحمته
- 34 من خشية الله غفر له وإن كان قد أسرف على...
- 35 جمعه الله فقال: لم فعلت؟ قال: خشيتك فغفر له
- 36 ما حملك على ما صنعت؟ قال: خوفك
- 37 عبد دعا بنيه فقال: أي أب تعلموني؟
- 38 من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني...
- 39 إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره
- 40 من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل...
- 41 تعلموا سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
- 42 من قال أستغفر الله العظيم ثلاثا غفرت له ذنوبه
- 43 الاستغفار لأهل الكبائر وجوازه في الإسلام
- 44 النبي ﷺ يقول لأبي طالب عند الوفاة: قل لا إله...
- 45 أصبح لهم الصفا ذهبًا فمن كفر عذّبته عذابًا لا أعذبه...
- 46 الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته
- 47 لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل وجد بعيره الضائع
- 48 فرح الله بتوبة العبد أعظم من فرح من أضاع جمله...
- 49 الله أشد فرحا بتوبة عبده من الضال بوجدان راحلته
- 50 الله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من هذا براحلته
- 51 الله أشد فرحا بتوبة عبده من الرجل براحلته
- 52 الله أفرح بتوبة عبده من رجل وجد راحلته بعد اليأس
- 53 إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين...
- 54 أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة
- 55 ما رأيت أحدا أكثر أن يقول: أستغفر الله وأتوب إليه،...
- 56 إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة
- 57 أتوب في اليوم سبعين مرة
- 58 رب اغفر لي وتُب عليّ إنك أنت التواب الرحيم
- 59 طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا
- 60 العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه
- 61 المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذكر ذكر
- 62 قاتل المائة وتوبته في بني إسرائيل
- 63 اللهم اغفر لي ذنبي فقد غفرت لك
- 64 من يستغفر ويتوب يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله...
- 65 المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه
- 66 الندم توبة
- 67 إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر
- 68 من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله...
- 69 يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 70 المسح على الخفين ثلاثة أيام ولياليهن في السفر
- 71 من يذنب ذنبا فيتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله يغفر له
- 72 من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين فأحسن فيهما الذكر...
- 73 آخر أهل الجنة دخولا وآخر أهل النار خروجا منها
- 74 هل له من توبة؟ تفعل الخيرات وتترك السيئات
معلومات عن حديث: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
📜 حديث: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








