حديث: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٧٤)﴾

عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ الحلال بيّنٌ، وإن الحرام بيّنٌ، وبينهما مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى اللَّه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٥٢) ومسلم في المساقاة (١٥٩٩) كلاهما من طريق زكريا، عن عامر الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاريّ نحوه.

عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ الحلال بيّنٌ، وإن الحرام بيّنٌ، وبينهما مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى اللَّه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي جمعت بين بيان أصول الدين وحكمته، وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● الحلال بيّن: واضح جلي لا خفاء فيه.
● الحرام بيّن: ظاهر معروف لا إشكال فيه.
● مشتبهات: أمور ليست بواضحة الحل أو الحرمة، فيها شبهة واختلاف.
● استبرأ لدينه وعرضه: طلب البراءة والسلامة لدينه من النقص، وعرضه من الطعن.
● الحمى: الأرض المحمية التي يمنع الرعي فيها.
● المضغة: قطعة صغيرة من اللحم قدر ما يمضغ.
2. شرح الحديث:
يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم ببيان أن الأمور على ثلاثة أنواع:
● النوع الأول: الحلال الواضح الذي لا شبهة فيه كأكل الطيبات من الطعام المباح.
● النوع الثاني: الحرام الواضح الذي لا إشكال فيه كشرب الخمر وأكل الميتة.
● النوع الثالث: المشتبهات التي يتردد فيها الحل والحرمة، ولا يعرف حكمها الكثير من الناس لخفاء دليلها أو تعارض الأدلة فيها.
ثم بين صلى الله عليه وسلم موقف المسلم من هذه المشتبهات:
● من اتقى الشبهات: أي تجنبها خوفاً من الوقوع في الحرام، فقد حفظ دينه من النقص وعرضه من الطعن.
● من وقع في الشبهات: أي تعاطاها وتجرأ عليها، فإنه قد يعتاد عليها ويقوده ذلك إلى الوقوع في الحرام اليقيني.
وضرب صلى الله عليه وسلم مثلاً لذلك بالراعي الذي يرعى حول الأرض المحمية (الحمى)، فإنه بقيامه قريباً من الحدود المحرمة يوشك أن تدخل أغنامه في الحمى دون أن يشعر، فكذلك من يعيش على حافة الحرام ويجرب المشتبهات فإنه يعرض نفسه للوقوع في المحرمات.
ثم أكد صلى الله عليه وسلم أن لله حمىً وهو محارمه التي يجب على المسلم أن يبتعد عنها ويحذر من الاقتراب منها.
ثم انتقل صلى الله عليه وسلم إلى بيان أهمية القلب في صلاح الجسد كله أو فساده، فإذا صلح القلب بالإيمان والتقوى صلحت جميع الجوارح بطاعتها لله، وإذا فسد القلب بالكفر والنفاق فسدت الجوارح بمعصيتها لله.
3. الدروس المستفادة:
- وجوب التمييز بين الحلال والحرام والمشتبه.
- الحث على ترك الشبهات طلباً للبراءة والسلامة.
- التحذير من التجرؤ على حدود الله ومحارمه.
- بيان أن التقوى لا تكون باجتناب الحرام فقط، بل باجتناب الشبهات أيضاً.
- التأكيد على أن صلاح القلب هو أصل صلاح جميع الأعمال.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الشريعة، وفيه تربية للمسلم على الورع والاحتياط في الدين.
- ينبغي للمسلم أن ي consult العلماء في الأمور المشتبهة ليتبين له حكمها.
- صلاح القلب يكون بالإيمان الصحيح، والعلم النافع، والإخلاص لله، ومتابعة السنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الإيمان (٥٢) ومسلم في المساقاة (١٥٩٩) كلاهما من طريق زكريا، عن عامر الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 51 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات

  • 📜 حديث: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب