حديث: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨)﴾

عن ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا». يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٣) ومسلم في الصيام (١٥: ١٠٨٠) كلاهما من طريق شعبة، حدّثنا الأسود بن قيس، حدّثنا سعيد بن عمرو بن سعيد، أنه سمع ابن عمر، يحدث: فذكره، واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.

عن ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا». يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة، مستندًا إلى كبار شراح الحديث.

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا». يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ.
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


* أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ: الأمة: الجماعة من الناس. والأمية: صفة لهذه الأمة، وهي نسبة إلى "الأُمِّ" أي الأصل، فكأنهم باقون على أصل خلقتهم من عدم التعلم والكتابة. وقيل: نسبة إلى "أُمَّةِ القرى" وهي مكة، لأن أكثرهم كانوا من أهل مكة ولم يكونوا يقرؤون ويكتبون. والمعنى: أن الغالبية العظمى منا لا نقرأ ولا نكتب.
* لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ: لا نعتمد في تحديد أوقات عباداتنا، كالصوم والإفطار والحج، على الكتابة والحساب الفلكي المعقد، بل على المشاهدة البصرية للهلال بالعين المجردة.
* هَكَذَا وَهَكَذَا: إشارة باليد. كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصابعه، فيقبض الإبهام في المرة الأولى (للدلالة على 29 يومًا) ويبسطها في المرة الثانية (للدلالة على 30 يومًا).


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة أمته، وهي أنهم ليسوا أهل كتابة وحساب فلكي دقيق في تحديد الشهور، كما كانت تفعل بعض الأمم الأخرى كالروم والفرس. ثم يبين صلى الله عليه وسلم الطريقة التي يجب على هذه الأمة أن تتبعها في تحديد بداية ونهاية الشهور القمرية، خاصة شهر رمضان وشوال وذي الحجة، وهي الرؤية البصرية للهلال، أو إكمال العدة (ثلاثين يومًا) إذا تعذرت الرؤية.
وقوله: «الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا» بيان عملي لهذه الطريقة، فهو إما أن يكون تسعة وعشرين يومًا (إذا رأينا الهلال ليلة الثلاثين) أو ثلاثين يومًا (إذا لم نره، فنكمل عدة الشهر السابق).
ملاحظة مهمة: وصف الأمة بالأمية هنا ليس ذمًّا، بل هو وصف لحالها في ذلك الوقت، وإرشاد إلى منهج سهل ميسر يتناسب مع جميع الناس، العالم والجاهل، في كل عصر ومصر، فلا يحتاج إلى وسائل معقدة أو تخصص فلكي. وهو من محاسن الشريعة ويسرها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات طريقة الرؤية البصرية للهلال: الحديث أصل عظيم من أصول تحديد أوائل الشهور الهلالية في الإسلام، خاصة شهر رمضان وشوال وذي الحجة. فلا يعتمد على الحسابات الفلكية المجردة في إثبات الصوم أو الفطر أو وقفة عرفات، بل على الرؤية أو إكمال العدة.
2- يسر الإسلام وسهولته: شرع الله لهذه الأمة ما هو سهل وميسر، يناسب جميع الناس، ويلغي الحاجة إلى التعقيد والتخصص الذي لا يقدر عليه عامة الناس.
3- التميز التشريعي للأمة: بين صلى الله عليه وسلم أن للأمة منهجها الخاص في التقويم الذي يرتبط بعباداتها، وهو منهج رباني يعتمد على مشاهدة آية من آيات الله (الهلال) وليس على نظريات بشرية قابلة للخطأ والاختلاف.
4- بيان حقيقة الشهر القمري: الشهر القمري ليس عددًا ثابتًا من الأيام (29 أو 30)، وهو يختلف عن الشهر الشمسي، مما يدل على انفصال التقويم الإسلامي عن أي تقويم آخر.
5- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: الرؤية سبب شرعي للتحديد، ونحن مأمورون باتباع هذا السبب مع التوكل على الله في إتمام العبادة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم العمل بالحساب الفلكي: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أنه لا يجوز الاعتماد على الحسابات الفلكية في إثبات دخول الشهر وخروجه، وأن الواجب هو الاعتماد على الرؤية البصرية أو إكمال العدة. وهذا هو القول الراجح.
* الفرق بين الحساب والرؤية: الحساب الفلكي يمكنه التنبؤ بموعد ميلاد القمر (الاقتران) بدقة، لكن الرؤية البصرية للهلال مرتبطة بظروف أخرى مثل مغيب القمر بعد الشمس ودرجة الإضاءة وصفاء الجو، والتي قد تختلف من مكان لآخر.
* الحديث دليل على عظمة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر عن صفة لأمته ستستمر، وشرع لها تشريعًا خالدًا يناسبها في كل زمان ومكان.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٣) ومسلم في الصيام (١٥: ١٠٨٠) كلاهما من طريق شعبة، حدّثنا الأسود بن قيس، حدّثنا سعيد بن عمرو بن سعيد، أنه سمع ابن عمر، يحدث: فذكره، واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 52 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا

  • 📜 حديث: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب