حديث: ألا تصلون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (٥٤)﴾

عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ طرقه وفاطمة، فقال: «ألا تصلون؟». فقلت: يا رسول الله! إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف رسول الله ﷺ حين قلت له ذلك، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه، ويقول: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾ [الكهف: ٥٤].

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٤)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٧٥) كلاهما من طريق الزهري، عن علي بن حسين، أن الحسين بن علي حدثه، عن علي بن أبي طالب، فذكره.

عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ طرقه وفاطمة، فقال: «ألا تصلون؟». فقلت: يا رسول الله! إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف رسول الله ﷺ حين قلت له ذلك، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه، ويقول: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾ [الكهف: ٥٤].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في الصحيحين عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيه دروس وعبر مهمة لكل مسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● طرقه: أي جاء إلى بابه ليلاً.
● مدبر: أي منصرف وواضع ظهره للمكان.
● يضرب فخذه: أي يضرب على فخذه تعبيراً عن التأثر والانفعال.
● جدلاً: أي مجادلة ومخاصمة بالباطل.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا سيدنا علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليلاً إلى بيته هو والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكانا نائمين فلم يقوما للصلاة، فأنبهما النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "ألا تصلون؟".
فأجاب سيدنا علي رضي الله عنه برد يعكس حالة بشرية نعرفها جميعاً، حيث قال: "يا رسول الله! إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا"، أي أن قيامنا للصلاة مرتبط بمشيئة الله تعالى، فلو شاء لأيقظنا.
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يرد عليه، ولكنه كان متأثراً من هذا الجدال غير المبرر، فسمعه سيدنا علي وهو يضرب على فخده -وهي حركة تدل على شدة التأثر- ويقول منزهاً ربه: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- التسليم والانقياد لأمر الله ورسوله: يجب على المسلم أن يستسلم لأمر الله ورسوله دون جدال، فلو أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقيام للصلاة لكان الواجب الامتثال فوراً.
2- خطورة الجدال بالباطل: رد سيدنا علي كان جدالاً غير مبرر، لأن القدر لا يكون حجة في ترك الواجبات، فالإنسان مأمور بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.
3- أدب النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم: لم يوبخه مباشرة، بل ترك له مجالاً للتفكير، ثم عاتبه بأسلوب غير مباشر بتلاوة الآية الكريمة.
4- الحث على قيام الليل: الحديث يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وحث أصحابه وأهل بيته عليه.
5- بيان طبيعة الإنسان: الآية التي استشهد بها النبي ﷺ تكشف عن طبيعة الإنسان المجادلة، حتى مع الأنبياء.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الصحيحين مما يدل على صحته وقوته.
- استدل العلماء به على أن القدر لا يكون حجة في ترك الواجبات.
- فيه مثال رائع للتربية النبوية غير المباشرة، حيث ترك النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي فرصة لمراجعة نفسه.
أسأل الله أن يجعلنا من المنقادين لأمره، المستسلمين لشرعه، غير المجادلين في حقّه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٤)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٧٥) كلاهما من طريق الزهري، عن علي بن حسين، أن الحسين بن علي حدثه، عن علي بن أبي طالب، فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 832 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا تصلون

  • 📜 حديث: ألا تصلون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا تصلون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا تصلون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا تصلون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب