حديث: يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى يرون شعاع الشمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غدا، فيعودون إليه أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غدا إن شاء الله تعالى، ويستثني، فيعودون إليه، وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناس، فينشِّفون المياه، ويتحصّن الناسُ منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفا في أقفائهم، فيقتلهم بها». قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده، إن دواب الأرض لتسمن، وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم».

صحيح: رواه الترمذي (٣١٥٣)، وابن ماجه (٤٠٨٠)، وأحمد (١٠٦٣٢)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٩)، والحاكم (٤/ ٤٨٨) كلهم من طريق قتادة، حدثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غدا، فيعودون إليه أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غدا إن شاء الله تعالى، ويستثني، فيعودون إليه، وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناس، فينشِّفون المياه، ويتحصّن الناسُ منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفا في أقفائهم، فيقتلهم بها». قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده، إن دواب الأرض لتسمن، وتشكر شكرا من لحومهم ودمائهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وصححه الأئمة، يتناول جانبًا من أشراط الساعة الكبرى، وهو خروج يأجوج ومأجوج، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا إن شاء الله تعالى.

أولاً. شرح المفردات:


● يأجوج ومأجوج: هما أمتان عظيمتان من بني آدم، من ذرية يافث بن نوح عليه السلام، مشهورتان بالفساد والشر والكثرة الهائلة.
● يحفرون: يثقبون ويخترقون السد الذي بناه ذو القرنين لحبسهم ومنعهم من الإفساد في الأرض.
● شعاع الشمس: ضوء الشمس وخيوطها.
● ينشفون المياه: يشربون الماء كله حتى ينفد ويجف.
● يتحصّن الناس منهم: يتحصن الناس في القلاع والحصون خوفًا منهم.
● نغفًا: دودًا صغيرًا يدخل في أنوفهم وأعناقهم فيقتلهم، وقيل: هو القمل.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حال يأجوج ومأجوج خلف السد، وأنهم يحاولون الخروج منه كل يوم بحفره ونقبه.
1- محاولتهم اليومية للخروج: فهم "يحفرون كل يوم" محاولين اختراق السد، حتى "إذا كادوا يرون شعاع الشمس" أي أوشكوا على إحداث ثغرة يرى منها ضوء الشمس، يأمرهم رئيسهم أو قائدهم بالعودة والانصراف عن الحفر في ذلك اليوم، قائلاً: "ارجعوا فستحفرونه غدا"، فيتركون الحفر ويعودون في اليوم التالي فيجدون السد قد عاد "أشد ما كان" أي أقوى وأمتن مما كان عليه، بسبب قدرة الله تعالى، فيعيدون الكرة مرة أخرى.
2- الاستثناء بقول "إن شاء الله": تستمر هذه الحالة كل يوم، حتى "إذا بلغت مدتهم" أي حين يحين الوقت المقدّر لخروجهم وإفسادهم في الأرض، وهو من علم الغيب الذي استأثر الله به. هنا يأمرهم قائدهم مرة أخرى بالعودة قائلاً: "ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله"، "فيستثني" أي يربط قوله بمشيئة الله تعالى.
3- خروجهم وإفسادهم في الأرض: عندما يعودون في اليوم التالي، يجدون السد "كهيئته حين تركوه" لم يعد أقوى، بل كما تركوه، فيواصلون الحفر "فيحفرونه ويخرجون على الناس". عند خروجهم، يظهر إفسادهم العظيم: "فينشفون المياه" فيشربون كل ماء يجدونه حتى يجف، و"يتحصن الناس منهم في حصونهم" خوفًا من بطشهم وشرهم.
4- غرورهم وادعاؤهم الباطل: يرمون "بسهامهم إلى السماء" استهزاءً وتحديًا، فترجع إليهم السهام "كهيئة الدم" ملطخة باللون الأحمر (وقد يكون هذا بسبب غضب الله عليهم أو لسبب آخر)، فيظنون أنهم انتصروا، فيقولون في غرور: "قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء".
5- هلاكهم بإذن الله: في هذا الموقف، يبعث الله تعالى عليهم "نغفًا في أقفائهم" (أي في مؤخرة رؤوسهم وأعناقهم)، وهو دود صغير أو قمل، "فيقتلهم بها" فيموتون موتة جيش واحدة، بقدرة الله وعظمته.
6- بركة هلاكهم: يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه -وهو لا يقسم إلا على أمر عظيم● "والذي نفسي بيده" أن دواب الأرض وحيواناتها "لتسمن، وتشكر شكرًا" أي تكثر سمنتها وتزداد لحمًا وقوة، "من لحومهم ودمائهم"، أي بسبب أكلها من جثثهم الكثيرة المنتشرة، فيصير هلاكهم رحمةً للخلق وبركةً للحيوانات.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة قدرة الله تعالى: فالله هو الذي يحبسهم بقدرته، وهو الذي يخرجهم بإرادته، وهو الذي يهلكهم بطريقة لا يتوقعها بشر (بالنغف).
2- صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فقد أخبر عن أمور غيبية ستقع في المستقبل، وهي من الأدلة على صدقه.
3- الاستثناء بمشيئة الله: في الحديث إرشاد عظيم لأمتنا إلى ضرورة ربط كل أمر مستقبلي بمشيئة الله تعالى، كما فعل قائد يأجوج ومأجوج عند بلوغ الأجل.
4- الهلاك نتيجة الكبر والطغيان: كان هلاك يأجوج ومأجوج بسبب طغيانهم وادعائهم الباطل أنهم قهروا أهل السماء، فكانت عاقبتهم الدمار.
5- أن الله يمهل ولا يهمل: فقد أملى لهم الله تعالى ومكن لهم حتى بلغوا غاية قوتهم وغرورهم، ثم أهلكهم في لحظة.
6- التوكل على الله والتحصن به: فإن الناس تحصنوا في حصونهم، ولكن النجاة الحقيقية كانت بتدخل الله تعالى ونصره.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- خروج يأجوج ومأجوج هو من أشراط الساعة الكبرى، ويقع بعد نزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج الدجال.
- هلاكهم يكون على يد عيسى عليه السلام وأتباعه، حيث يدعو الله عليهم
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٥٣)، وابن ماجه (٤٠٨٠)، وأحمد (١٠٦٣٢)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٩)، والحاكم (٤/ ٤٨٨) كلهم من طريق قتادة، حدثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، فذكره.
وقال الترمذي: «حسن غريب». وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وإسناده صحيح، وأبو رافع هو نفيع الصائغ مشهور بكنيته.
وفي شأن يأجوج وماجوج أحاديث كثيرة مذكورة في أشراط الساعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 835 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى يرون شعاع الشمس

  • 📜 حديث: يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى يرون شعاع الشمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى يرون شعاع الشمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى يرون شعاع الشمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى يرون شعاع الشمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب