حديث: بكاء النجاشي عند سماع سورة مريم من جعفر بن أبي طالب.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل سورة مريم

عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت في قصة الهجرة إلى الحبشة: فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم. فقال له النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ عليه صدرا من ﴿كهيعص﴾ هو قالت: فبكى - والله - النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفه حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ... الحديث.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٤٩٨، ١٧٤٠)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣٠١ - ٣٠٦) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، وهو في سيرة ابن إسحاق (٢٨٢) قال: حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، عن أم سلمة فذكرته، واللفظ لأحمد.

عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت في قصة الهجرة إلى الحبشة: فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم. فقال له النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ عليه صدرا من ﴿كهيعص﴾ هو قالت: فبكى - والله - النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفه حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ... الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، يروي قصة هجرة المسلمين إلى الحبشة وموقف النجاشي الملك العادل من وفد قريش الذي جاء يطلب تسليم المسلمين.

شرح المفردات:


● أخضل لحيته: بلّها بالدموع حتى ابتلت.
● أساقفته: جمع أسقف، وهم علماء النصارى وكبار رجال الدين عندهم.
● مصاحفهم: كتبهم المقدسة.
● مشكاة واحدة: المصباح أو الكوة في الحائط، والمراد أن مصدر الوحي واحد وهو الله تعالى.

شرح الحديث:


1- السياق التاريخي: حدث هذا عندما اشتد أذى قريش على المسلمين في مكة، فأمرهم النبي ﷺ بالهجرة إلى الحبشة لأن فيها ملكاً عادلاً لا يظلم عنده أحد.
2- حوار النجاشي مع جعفر بن أبي طالب: عندما سأل النجاشي عن سبب هجرتهم، أجابه جعفر رضي الله عنه ببيان حالهم قبل الإسلام وبعده، ثم طلب النجاشي أن يسمع شيئاً من القرآن.
3- تلاوة القرآن: قرأ جعفر صدراً من سورة مريم، التي تبدأ بـ (كهيعص)، وهي تحكي قصة زكريا ويحيى ومريم وعيسى عليهم السلام.
4- تأثير القرآن: بكى النجاشي وبكت أساقفته حتى بلّت دموعهم لحيتهم ومصاحفهم، وهذا دليل على ما في القرآن من عظمة وبلاغة وحق.
5- اعتراف النجاشي بالحق: قال النجاشي كلمة الحق: "إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة"، أي أن مصدر القرآن والإنجيل والتوراة واحد وهو الله تعالى.
6- الموقف الشجاع: رفض النجاشي تسليم المسلمين لقريش وقال: "لا أسلمهم إليكم أبداً".

الدروس المستفادة:


1- عظمة القرآن الكريم: تأثيره على النفوس حتى لو كانت غير مسلمة، إذا كانت طبيعة سليمة.
2- العدل والإنصاف: ضرورة تحكيم العدل والإنصاف مع المخالفين، كما فعل النجاشي.
3- الشجاعة في قول الحق: يجب على الحاكم أن يكون شجاعاً في الدفاع عن الحق وحماية المظلومين.
4- القواسم المشتركة: وجود نقاط اتفاق بين الأديان السماوية يمكن البناء عليها في الحوار.
5- الهجرة في سبيل الله: مشروعية الهجرة من بلد الظلم إلى بلد العدل للحفاظ على الدين.

معلومات إضافية:


- النجاشي اسمه أصحمة، وكان ملكاً على الحبشة، وقد أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وصلى عليه النبي ﷺ صلاة الغائب عندما مات.
- سورة مريم من السور المكية التي تركز على العقيدة والقصص النبوي.
- هذا الموقف يدل على أن القرآن معجزة خالدة تؤثر في كل من يسمعه بقلب منفتح.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته ويعملون به، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٢٤٩٨، ١٧٤٠)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣٠١ - ٣٠٦) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، وهو في سيرة ابن إسحاق (٢٨٢) قال: حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، عن أم سلمة فذكرته، واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، والحديث مذكور بطوله في كتاب السيرة.
وروى نحوه أيضا ابن مسعود كما ذكرته في السيرة وجاء فيه: «فرفع النجاشي عودا من الأرض، ثم قال: يا معشر الحبشة، والقسيسين، والرهبان، والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوى هذا، مرحبا بكم، وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، فإنه الذي نجد في الإنجيل، وإنه الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم».
رواه أحمد (٤٤٠٠) وإسناده حسن.
هذا القول من النجاشي يدل على أنه وقف على إنجيل برناباس الذي حُرِّمَ الاطلاع عليه، فإنه لا يبعد أن يطلع عليه النجاشي؛ لأنه كان ملكا من ملوكهم، ومن ثم عرف أن هذا النبي هو الذي بشّر به عيسى عليه السلام. انظر الكلام المفصل في كتابي: «اليهودية والمسيحية وأديان الهند».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 847 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بكاء النجاشي عند سماع سورة مريم من جعفر بن أبي طالب.

  • 📜 حديث: بكاء النجاشي عند سماع سورة مريم من جعفر بن أبي طالب.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بكاء النجاشي عند سماع سورة مريم من جعفر بن أبي طالب.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بكاء النجاشي عند سماع سورة مريم من جعفر بن أبي طالب.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بكاء النجاشي عند سماع سورة مريم من جعفر بن أبي طالب.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب