حديث: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصمة له من الدجال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل سورة الكهف

عن ثوبان، عن النبي ﷺ قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال».

صحيح: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٩٤٨) عن محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان، فذكره.

عن ثوبان، عن النبي ﷺ قال: «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا حديث عظيم في باب التحذير من فتنة الدجال، والتي هي من أعظم الفتن على وجه الأرض.

الحديث بلفظه:


عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ، فَإِنَّهُ عِصْمَةٌ لَهُ مِنَ الدَّجَّالِ».
(أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في "السنن الكبرى"، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي).


الشرح التفصيلي:



# أولاً. شرح المفردات:


● قَرَأَ: تلا وآتى بالكلمات، والمراد هنا التلاوة مع التدبر والفهم.
● الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ: الآيات العشر الأخيرة من سورة الكهف، وهي من قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] إلى آخر السورة.
● عِصْمَةٌ: وقاية وحماية ونجاة. أي أنها تحفظ قارئها وتقيه من فتنة الدجال.
● الدَّجَّالِ: هو المسيح الدجال، أعظم فتنة على وجه الأرض حتى قيام الساعة، يدعي الألوهية، ويُضل الناس بآيات عظيمة يُظهرها الله على يديه ابتلاءً وامتحاناً للناس.

# ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن التمسك بتلاوة الآيات العشر الأخيرة من سورة الكهف والعمل بما فيها، يكون سبباً مباشراً في حماية المسلم من فتنة الدجال العظيمة إذا أدرك زمانه.
وليس المقصد مجرد التلفظ بالكلمات، بل القراءة المصحوبة بالتدبر والفهم والعمل بما فيها من معانٍ عظيمة، أهمها:
1- الإخلاص لله تعالى: تبدأ هذه الآيات بقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}. وهذا هو أساس النجاة؛ فالدجال يدعو الناس إلى عبادته، فمن رسخ في قلبه الإخلاص لله وتوحيده، عصمه الله من هذه الفتنة.
2- ذكر الموت والآخرة: تذكّر هذه الآيات بلقاء الله واليوم الآخر، وهو ما ينافي دعوة الدجال الدنيوية الزائلة.

# ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة سورة الكهف: لهذه السورة فضائل عديدة، منها العصمة من فتنة الدجال، سواء بقراءتها كاملة كما في أحاديث أخرى، أو بقراءة أوّلها، أو أواخرها كما في هذا الحديث.
2- الاستعداد للفتن قبل وقوعها: الشرع الحكيم يعلمنا ألا نغفل عن الاستعداد للفتن، ومن أعظم ذلك التسلح بسلاح الإيمان والعلم النافع والعمل الصالح.
3- فضل المداومة على الوِرْد القرآني: الحث على المداومة على تلاوة هذه الآيات، ليكون المسلم محصّناً بإذن الله متى ما وقعت الفتنة.
4- الربط بين العمل والجزاء: الجزاء الحسن (العصمة من أعظم الفتن) مرتبط بعمل صالح (تلاوة القرآن وتدبره).

# رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- من فضائل سورة الكهف أيضاً: أن من حفظ عشر آيات من أولها عصم من الدجال (كما في صحيح مسلم)، وهذا الحديث مكمل له، فيستحب للمسلم أن يحفظ أول السورة وآخرها.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة، كما ورد في السنة، لما فيها من الخير والبركة والوقاية من الفتن.
- فتنة الدجال حقيقة يجب الإيمان بها، وهي من أشراط الساعة الكبرى، وقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
أسأل الله تعالى أن يعصمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبت قلوبنا على دينه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٩٤٨) عن محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان، فذكره.
وإسناده صحيح، وخالد هو ابن الحارث الهُجيمي أبو عثمان البصري، وثَّقه الأئمة، فأُمِن منه وقوع الخطأ في الإسناد، فالظاهر أن معدان بن أبي طلحة سمع هذا الحديث من ثوبان، ومن أبي الدرداء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 829 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصمة له من الدجال

  • 📜 حديث: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصمة له من الدجال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصمة له من الدجال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصمة له من الدجال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصمة له من الدجال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب