لولا قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

حديث: لولا قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل: إن شاء الله. فطاف عليهن جميعا، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وأيم الذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون».

متفق عليه: رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٣٩)، ومسلم في الأيمان والنذور (٢٥: ١٦٥٤) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يرويه عن نبي الله سليمان عليه السلام، وله فوائد جليلة وعبر عظيمة.

الحديث بلفظ آخر واضح:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه -وقيل: هو جبريل عليه السلام-: قل إن شاء الله. فلم يقل. فطاف عليهن، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل. وأيم الذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون».
أخرجه الإمام البخاري (3424) ومسلم (1654) في صحيحيهما.

1. شرح المفردات:

● لأطوفن: لأزورن وأجامعن.
● تسعين امرأة: وهن من زوجاته عليه السلام، وكان له مائة امرأة كما في بعض الروايات.
● فارس: فارس محارب شجاع.
● شق رجل: نصف رجل، أي جاءت بولد واحد فقط، وليس بفارسين.
● أيم الله: قسم بالنبي ﷺ، ومعناه: وحياتي أو وعمري.

2. شرح الحديث:

يخبر النبي ﷺ هذه القصة العظيمة عن نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام، وهو من الأنبياء الملوك الذين آتاهم الله ملكاً عظيماً لا ينبغي لأحد من بعده.
● قصد سليمان عليه السلام: نوى خيراً عظيماً، وهو أن ينجب أولاداً يكونون فرساناً مجاهدين في سبيل الله، دفاعاً عن الدين ونصرة للحق.
● الخطأ الذي وقع فيه: اعتمد على عزيمته وقدرته دون أن يربط ذلك بمشيئة الله تعالى، فلم يقل "إن شاء الله" عندما عزم على هذا الأمر المستقبلي.
● تدخل الصاحب (الملَك): نصحه بأن يعلق مشيئته على مشيئة الله، تأدباً مع الله تعالى وإقراراً بأن تحقيق الأمور بيده سبحانه.
● العاقبة: بسبب تركه لهذه الكلمة (إن شاء الله)، حرم من تحقق ما أراده بالصورة التي تمنّاها، فلم تحمل إلا امرأة واحدة، ولم تنجب إلا ولداً واحداً (شِق رجل) وليس فارساً كاملاً.
ويختم النبي ﷺ الحديث بقسم مؤكد على أن النتيجة كانت لتبدل لو قال "إن شاء الله"، لحقق الله له ما أراد من أولاد فرسان مجاهدين.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- وجوب الاستثناء بمشيئة الله: الحديث أصل عظيم في وجوب قول "إن شاء الله" عند العزم على فعل شيء في المستقبل، امتثالاً لقوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23-24]. فهي أدب مع الله وإقرار بالعبودية والضعف أمام قدرته.
2- التوكل على الله لا على الأسباب: سليمان عليه السلام لم يغفل عن الله تكبراً، ولكنها حالة بشرية لتعليم الأمة أن الأسباب وحدها لا تحقق النتائج، بل لا بد من معونة الله وتوفيقه.
3- حكمة الله تعالى في تقديره: قد يحرم العبد من الخير الذي يريده due to ذنب صغير أو تقصير في الأدب مع الله، ليعلمه ويعلّم غيره أهمية الاستعانة بالله في كل أمر.
4- قبول النصيحة: أهمية الاستماع إلى نصائح أهل الخير والعلم، كما قبل سليمان -في الأصل- نصيحة الصاحب، لكن نسيان التلفظ بالاستثناء كان كافياً для هذه العاقبة.
5- أن النية الخيرة لا تكفي وحدها: بل لا بد من صحة العمل وكماله مع التوكل على الله. نية سليمان كانت خيرة (جهاد في سبيل الله)، لكن نقص الأدب مع الله حرمه من اكتمالها.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● من هو الصاحب؟ اختلف المفسرون والمحدثون في تعيينه، فقيل: هو ملك من الملائكة، وقيل: هو وزيره أو أحد human companions، والأمر فيه سعة.
● هل يعتبر هذا ذنباً من سليمان؟ لا يعتبر ذنباً بالمعنى المتعارف عليه، بل هو نوع من التقصير في الأدب الإلهي، ولهذا عقبه الله بهذه العاقبة تأديباً وتعليماً للأمة، وهو من الزلل الذي لا يسلم منه نبي. وقد برأه الله من أي ذنب كبير.
● العبرة بعموم اللفظ: الحكم العام في وجوب الاستثناء يشمل كل أحد، وليس خاصاً بالأنبياء أو بسليمان عليه السلام.
نسأل الله أن يعلمنا الأدب معه، وأن يرزقنا حسن التوكل عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأيمان والنذور (٦٦٣٩)، ومسلم في الأيمان والنذور (٢٥: ١٦٥٤) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 831 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لولا قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

📜 حديث: لولا قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لولا قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لولا قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لولا قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية