حديث: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)﴾

عن عبد الله بن عباس قال: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل، فقال: سلوه عن الروح. قال: فسألوه عن الروح، فأنزل الله ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥) قالوا: أوتينا علما كثيرا: التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزلت: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (١٠٩) [الكهف: ١٠٩].

صحيح: رواه الترمذي (٣١٤٠)، والنسائي في الكبرى (١١٢٥٢)، وصححه ابن حبان (٩٩)، والحاكم (٢/ ٥٣١) كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: فذكره.

عن عبد الله بن عباس قال: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل، فقال: سلوه عن الروح. قال: فسألوه عن الروح، فأنزل الله ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)﴾ قالوا: أوتينا علما كثيرا: التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزلت: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (١٠٩)﴾ [الكهف: ١٠٩].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم له قصة وموقف مهم في تاريخ الدعوة الإسلامية، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● قريش: هم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا المشركين في مكة.
● يهود: هم أهل الكتاب من اليهود في المدينة، وكانوا يعرفون بالعلم والكتب السابقة.
● الروح: المقصود هنا حقيقة الروح وجوهرها وكيفيتها.
● مِنْ أَمْرِ رَبِّي: أي من شأن الله تعالى وعلمه الخاص الذي استأثر به.
● مِدَادًا: الحبر الذي يُكتب به.
● لَنَفِدَ الْبَحْرُ: لننفد البحر وينتهي.
● مَدَدًا: عوناً وإضافة.

ثانياً. شرح الحديث وقصته:


كان هذا الموقف في المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تحالفت قريش (المشركون) مع يهود المدينة لإحراج النبي صلى الله عليه وسلم والتشكيك في نبوته.
فقالت قريش لليهود -وهم أهل كتاب وعلم-: أعطونا سؤالاً معجزاً نسأل عنه هذا الرجل (يعنون النبي صلى الله عليه وسلم) ليعجز عنه. فاقترح اليهود سؤالاً يعرفون أنه غيب ولا يعلمه إلا الله، فقالوا: "سلوه عن الروح" أي عن حقيقة الروح وكيفيتها.
فلما سألوه صلى الله عليه وسلم عن الروح، لم يجبهم في الحال، انتظاراً للوحي من الله تعالى. فأنزل الله تعالى رداً عليهم في سورة الإسراء: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾.
فكان الرد الإلهي حاسماً: أن حقيقة الروح من علم الله الذي استأثر به، ولا يعلم كنهها إلا هو سبحانه.
فلما سمع اليهود هذا الرد، استنكروا قوله تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ وقالوا متعجبين: "أوتينا علماً كثيراً: التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا"! فأنزل الله تعالى رداً آخر عليهم في سورة الكهف يبين عظمة علم الله تعالى مقارنة بعلمهم المحدود: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- عظمة علم الله تعالى: علم الله لا يحاط به، ولا يقاس بعلم المخلوقين، فلو أن بحور الدنيا كلها أصبحت حبراً تكتب به كلمات الله (علمه وحكمته) لنفدت هذه البحور قبل أن تنفد كلمات الله.
2- التواضع في العلم: يجب على الإنسان أن يتواضع لعلمه، ويعترف بقصوره frente إلى علم الله الواسع. فما أوتيه الإنسان من العلم قليل جداً لقاء إلى علم الله تعالى.
3- الرد على أهل الكفر والشبهات: الله تعالى يعلم نبيه كيف يرد على الشبهات والمكائد التي يحاول الأعداء إلقاءها.
4- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث انتظر الوحي ولم يجب من تلقاء نفسه، يظهر أن العلم بالغيب لا يكون إلا بوحي من الله.
5- الروح من الأمور الغيبية: التي استأثر الله بعلمها، ولا يمكن للعقل البشري إدراك كنهها وحقيقتها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه القصة show أن اليهود كانوا يعترفون بأن مسألة الروح من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولذلك اختاروها سؤالاً.
- الآيتان الكريمتان توضحان أن العلم المطلق لله تعالى، وأن علم البشر محدود وقاصر.
- يستفاد من هذا الحديث أهمية التثبت في الأمور وعدم التسرع في الإجابة، خاصة في المسائل الغيبية.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٤٠)، والنسائي في الكبرى (١١٢٥٢)، وصححه ابن حبان (٩٩)، والحاكم (٢/ ٥٣١) كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: فذكره.
وإسناده صحيح.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 819 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل

  • 📜 حديث: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب