رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء

حديث: رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (٦٠)﴾

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ قال: هي رؤيا عين، أريها رسول الله ﷺ ليلة أسري به إلى بيت المقدس. قال: ﴿وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ﴾ قال: هي شجرة الزقوم.

صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٨٨) عن الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر الذي ذكر عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو تفسير لآيتين كريمتين من سورة الإسراء، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفق المنهج المطلوب:

أولاً. شرح المفردات:

● الرُّؤْيَا: المراد بها هنا رؤيا العين، أي ما يراه الإنسان وهو مستيقظ بحاسة بصره، وليست رؤيا المنام.
● فِتْنَةً لِلنَّاس: أي اختباراً وامتحاناً للناس، يُمتحنون به ويتبين صدق المؤمن من كذب المنافق.
● الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ: الشجرة التي لُعنت وطُردت من رحمة الله، وهي شجرة الزقوم التي في نار جهنم.

ثانياً. شرح الحديث والأثر:

هذا الأثر المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما هو تفسير قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا} [الإسراء: 60].
● الرؤيا التي أريناك: يبين ابن عباس أن هذه الرؤيا هي رؤيا العين التي رأها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، حيث أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرِج به إلى السماوات العلى. فالله تعالى قد أراه صلى الله عليه وسلم تلك المعجزات العظيمة حقيقةً بعينيه.
● إلا فتنة للناس: جعل الله هذه الرؤيا اختباراً وامتحاناً للناس. فحين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قومه بأنه أسري به إلى بيت المقدس وعاد في ليلة واحدة، آمن به الصادقون وصدقوا بخبره، لأنهم يعلمون صدقه، بينما كذب الكافرون والمنافقون واستبعدوا ذلك، وقالوا: "كيف نصل إلى الشام في ليلة ونعود؟!"، فكان هذا حجة عليهم وبرهاناً على كفرهم وعنادهم.
● والشجرة الملعونة في القرآن: يفسرها ابن عباس بأنها شجرة الزقوم التي ذكرها الله تعالى في جهنم، كما في قوله: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان: 43-44]. وهي شجرة خبيثة، أصلها في قعر جهنم، وثمرها كرؤوس الشياطين، يتناولها أهل النار ويشربون عليها من الحميم، وهي عقاب لهم على كفرهم وطغيانهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- عظمة معجزة الإسراء والمعراج: فهي من آيات الله العظيمة التي أيّد بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي دليل على قدرة الله المطلقة التي لا يعجزها شيء.
2- الامتحان والابتلاء سنة إلهية: فالله يبتلي عباده بالمعجزات والآيات، فينقسم الناس إلى مصدق ومكذب، ويزداد المؤمنون إيماناً والكافرون طغياناً وكفراً.
3- وجوب التصديق بكل ما جاء في القرآن والسنة: سواء فهمنا حكمته أم لم نفهم، وسواء أكان مما ألفته عقولنا أم لم يكن، فخبر الصادق المصدوق يجب قبوله.
4- التحذير من عذاب النار: وذكر شجرة الزقوم من التخويف والتحذير الذي يردع المؤمن عن المعاصي ويذكره بمصير الكافرين.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا التفسير مروي في صحيح البخاري في كتاب التفسير، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله.
- أجمع المفسرون على أن "الرؤيا" في الآية هي رؤيا عين حقيقة، وهي رحلة الإسراء، خلافاً لمن قال إنها رؤيا منام.
- شجرة الزقوم من أهوال جهنم التي أخبرنا الله عنها ليحذرنا عذابه، وهي مما يجب الإيمان به تفصيلاً كما ورد في القرآن.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيذنا من عذاب النار وشجرة الزقوم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٨٨) عن الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 807 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء

📜 حديث: رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية