حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠)﴾

عن عائشة في قوله عز وجل: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ قالت: أنزل هذا في الدعاء.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٧) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة في قوله ﷿: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ قالت: أنزل هذا في الدعاء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
الحديث الذي تطلب شرحه هو رواية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في تفسير قوله تعالى:
{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [سورة الإسراء: 110]
حيث قالت: "أنزل هذا في الدعاء".


1. شرح المفردات:


● "لَا تَجْهَرْ": أي لا ترفع صوتك بشكل مبالغ فيه.
● "صَلَاتِكَ": المقصود هنا الدعاء، كما فسرته عائشة رضي الله عنها، وليس الصلاة المفروضة بمعناها الاصطلاحي، بل المراد الدعاء الذي يكون في الصلاة أو خارجها.
● "وَلَا تُخَافِتْ": أي لا تخفض صوتك إلى درجة عدم السماع.


2. شرح الحديث:


هذه الآية الكريمة نزلت في مكة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه في صلاته، فكان تارة يجهر بالدعاء وتارة يخافت به، فأمره الله تعالى بالاعتدال بين الجهر والخفض.
وقول عائشة رضي الله عنها: "أنزل هذا في الدعاء" يعني أن المراد بالصلاة هنا هي الدعاء، كما كان العرب يطلقون لفظ "الصلاة" على الدعاء أحياناً، ومنه قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} أي ادع لهم.
فالمعنى: لا تجهر بدعائك إلى درجة الإزعاج أو الرياء، ولا تخافته إلى درجة عدم السماع، بل كن وسطاً بين ذلك.


3. الدروس المستفادة منه:


● الاعتدال في العبادة: الإسلام دين الوسطية، فينبغي للمسلم أن يكون معتدلاً في كل شيء، حتى في صوته أثناء الدعاء.
● اجتناب الرياء: الجهر الشديد قد يكون سبباً في الرياء أو إيذاء الآخرين، والخفض الشديد قد يفوت فائدة الدعاء، فالأولى الاعتدال.
● فهم القرآن بالسنة: هذا الحديث يبين أهمية تفسير القرآن بالسنة، فقد فسرت عائشة رضي الله عنها الآية بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم.
● الأخذ بتفسير الصحابة: تفسير الصحابة للقرآن له مكانة عظيمة، لأنهم تلقوا العلم من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا التفسير ثابت في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما.
- بعض المفسرين قالوا: إن الآية تعم الصلاة والدعاء، ولكن تفسير عائشة رضي الله عنها يخصصها بالدعاء.
- يستحب في الدعاء رفع الصوت بقدر وسط، بحيث يسمع نفسه ولا يؤذي غيره.
- من الأدلة على ذلك قوله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55]، فجمع بين الخفية والجهر المعتدل.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٧) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. واللفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 824 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

  • 📜 حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب