حديث: سبب نزول: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (١٠٩)﴾

عن عبد الله بن عباس قال: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل، فقال: سلوه عن الروح. قال: فسألوه عن الروح، فأنزل الله ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [سورة الإسراء: ٨٥] قالوا: أوتينا علما كثيرا: التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزلت: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾.

صحيح: رواه الترمذي (٣١٤٠)، وأحمد (٢٣٠٩)، والنسائي في الكبرى (١١٢٥٢)، وصححه ابن حبان (٩٩)، والحاكم (٢/ ٥٣١) كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: فذكره.

عن عبد الله بن عباس قال: قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل، فقال: سلوه عن الروح. قال: فسألوه عن الروح، فأنزل الله ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [سورة الإسراء: ٨٥] قالوا: أوتينا علما كثيرا: التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا، فأنزلت: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله ويهدينا إلى صراطه المستقيم.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم له قصة ودروس مستفادة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.
### أولاً. قصة الحديث والسياق الذي ورد فيه
- كان المشركون من قريش يتشاورون مع يهود المدينة -وهم أهل كتاب- ليمتحنوا النبي صلى الله عليه وسلم ويسألوه أسئلة يعجز عنها.
- اقترح اليهود -وهم يعلمون أن هذا موضوع غيبي عظيم- أن يسألوه عن حقيقة الروح، ظناً منهم أنه لن يستطيع الإجابة.
- لما سألوه أنزل الله تعالى عليه جواباً في سورة الإسراء.

ثانياً. شرح المفردات:


● الروح: هنا المقصود به حقيقة الروح التي بها تحيا الأجساد، وهي من الأمور الغيبية.
● من أمر ربي: أي أنها من شأن الله تعالى وعلمه، لا يطلع على كنهها وحقيقتها إلا هو.
● ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً: أي أن العلم الذي عندكم -وإن كثر- فهو قليل مقارنة بعلم الله تعالى.
● المداد: هو الحبر الذي يكتب به.
● لنفد البحر: أي لننفد ونفرغ ماء البحر.

ثالثاً. شرح الحديث:


1- الجزء الأول: عندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، جاء الرد الإلهي بأن حقيقة الروح من علم الله الذي استأثر به، وأن علم البشر محدود.
2- الجزء الثاني: عندما اعترض اليهود وقالوا: "أوتينا علماً كثيراً" -مستندين إلى أن عندهم التوراة- جاء الرد الإلهي الثاني ليؤكد عظمة علم الله وأن علم المخلوقات جميعاً لا يقارن بعلم الخالق.

رابعاً. الدروس المستفادة:


1- التواضع العلمي: أن يعلم الإنسان حدود علمه، وأن ما يعرفه هو قطرة في بحر علم الله تعالى.
2- الإيمان بالغيب: أن هناك أموراً غيبية استأثر الله بعلمها، ويجب على المسلم أن يؤمن بها دون الخوض في كيفيتها.
3- رد على أهل الكبر: توبيخ للذين يتكبرون بعلمهم ويظنون أنهم أدركوا كل شيء.
4- عظمة القرآن: حيث إنه أجاب على سؤالهم بإجابة حاسمة، ثم رد على اعتراضهم برد أقوى.

خامساً:

فوائد إضافية:
- الحديث يدل على أن اليهود كانوا يحاولون إحراج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الله تعالى نصر نبيه.
- فيه إثبات صفة العلم لله تعالى، وأن علمه لا يحيط به أحد.
- التأكيد على أن التوراة المحرفة لا تمثل العلم الكامل، بل العلم الحق هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٤٠)، وأحمد (٢٣٠٩)، والنسائي في الكبرى (١١٢٥٢)، وصححه ابن حبان (٩٩)، والحاكم (٢/ ٥٣١) كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: «حسن صحيح» وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
ويظهر من هذا أن هذه الآية، والآية التي في سورة الإسراء نزلت في وقتين مختلفين فجمعهما الصحابي في حديث واحد.
قوله: ﴿مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي﴾ كلام الله من جملة صفاته وهو غير مخلوق لا بداية له ولا نهاية كغيره من الصفات مثل العلم والقدرة والرحمة والحكمة، فلا يُحدّ بحدٍّ، فأيُّ سعة وعظمة تصورها القلوب فالله فوق ذلك، وهكذا سائر صفات الله تعالى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 844 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبب نزول: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي

  • 📜 حديث: سبب نزول: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبب نزول: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبب نزول: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبب نزول: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب