حديث: فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (٧٤)﴾

عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ: «أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها، ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أُذِن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم. فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل». فقال رجل من القوم: كأنّ رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) عن نصر بن علي الجهضمي، عن بشر - يعني ابن المفضل -، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ: «أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها، ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أُذِن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم. فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل». فقال رجل من القوم: كأنّ رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها، ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أُذِن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم. فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل». فقال رجل من القوم: كأنّ رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.


1. شرح المفردات:


● أهل النار الذين هم أهلها: أي الكفار والملحدون الذين استحقوا النار بكفرهم، وهم خالدون فيها أبدًا.
● لا يموتون فيها ولا يحيون: لا يموتون موتًا يستريحون منه، ولا يعيشون حياة طيبة، بل هم في عذاب دائم.
● أصابتهم النار بذنوبهم: دخلوا النار بسبب ذنوبهم وكبائرهم، وهم من المسلمين العصاة.
● فحمًا: أي صاروا مثل الفحم المحترق.
● أُذِن بالشفاعة: أُعطي الإذن للشفاعة لهم، وهي شفاعة النبي ﷺ وغيرها من الشفاعات.
● ضبائر ضبائر: جماعات جماعات.
● بثوا: نُثروا ووُزعوا.
● أنهار الجنة: أنهار الجنة المختلفة كأنهار الماء واللبن والعسل.
● أفيضوا عليهم: صبوا عليهم من ماء أنهار الجنة.
● تنبتون نبات الحبة: ينبتون نباتًا سريعًا كالحبة التي تنبت في طين السيل.
● حميل السيل: الطين الذي يجره السيل.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حالين من أهل النار:
أولاً: الكفار الخالدون في النار:
هم الذين كفروا بالله ورسله، وهؤلاء لا يموتون في النار ولا يحياون حياة طيبة، بل هم في عذاب دائم أبدي، كما قال تعالى: *{وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}* [إبراهيم: 17].
ثانيًا: العصاة من المسلمين:
هم مؤمنون ارتكبوا كبائر الذنوب ولم يتوبوا منها، فدخلوا النار عقابًا على ذنوبهم، لكنهم لا يخلدون فيها. فأماتتهم النار إماتة شديدة حتى صاروا مثل الفحم المحترق، ثم يأذن الله تعالى بالشفاعة لهم، فيُخرجون من النار بشفاعة النبي ﷺ والملائكة والصالحين.
ثم يُجمعون جماعات ويُنثرون على أنهار الجنة، ويُقال لأهل الجنة: "أفيضوا عليهم" من ماء أنهار الجنة، فينبتون نباتًا سريعًا وجميلاً، كما تنبت الحبة في الطين الخصب بسرعة بعد سقوط المطر.


3. الدروس المستفادة:


1- الرحمة الإلهية الواسعة: فالله تعالى يعفو ويغفر حتى للعصاة، ويخرجهم من النار بشفاعة أوليائه.
2- الشفاعة حق: وهي من عقائد أهل السنة، ويؤمنون بشفاعة النبي ﷺ وغيره للمذنبين من المسلمين.
3- التحذير من الذنوب: فالمؤمن وإن دخل الجنة eventually، إلا أن الذنوب قد تعرضه لعذاب النار.
4- الأمل في رحمة الله: فلا يقنط أحد من رحمة الله، فمهما بلغت ذنوبه، فإن باب التوبة والرحمة مفتوح.
5- عظمة الجنة ونعيمها: فماء أنهار الجنة فيه حياة وبركة، حتى أنه يُحيي الموتى.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُثبت شفاعة النبي ﷺ لأهل الكبائر من أمته، وهو من عقائد أهل السنة والجماعة.
- قول الرجل: "كأن رسول الله ﷺ قد كان بالبادية" يعني أن تشبيه النبي ﷺ لنباتهم بنبات الحبة في حميل السيل يدل على معرفته بأحوال البادية وطبائع النمو، وهذا من فصاحته ﷺ ووضوح أمثاله.
- الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة باليوم الآخر.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يعيذنا من النار ومن كل ذنب يُدخلها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) عن نصر بن علي الجهضمي، عن بشر - يعني ابن المفضل -، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 871 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل

  • 📜 حديث: فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب