حديث: المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)﴾

عن أنس، عن النبي ﷺ قال: «يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلّمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا
هذا. فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه، فيستحيي، ائتوا نوحا، فإنه أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتونه، فيقول: لست هناكم. ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم، فيستحيي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى، عبدا كلمّه الله، وأعطاه التوراة. فيأتونه، فيقول: لست هناكم. ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحيي من ربه، فيقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه. فيقول: لست هناكم، ائتوا محمدا ﷺ عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي، وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفعْ رأسك، وسلْ تُعطَه، وقُل: يُسمَع، واشْفع تُشفَّع. فأَرفعُ رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي - مثله - ثم أشفع، فيُحَدُّ لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة، فأقول ما بقي في النار إلّا مَن حبسهُ القرآن، ووجب عليه الخلود».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٤٧٦)، ومسلم في الإيمان (١٩٣) كلاهما من حديث هشام، عن قتادة، عن أنس، فذكره.

عن أنس، عن النبي ﷺ قال: «يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلّمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا
هذا. فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه، فيستحيي، ائتوا نوحا، فإنه أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتونه، فيقول: لست هناكم. ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم، فيستحيي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى، عبدا كلمّه الله، وأعطاه التوراة. فيأتونه، فيقول: لست هناكم. ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحيي من ربه، فيقول: ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وكلمة الله وروحه. فيقول: لست هناكم، ائتوا محمدا ﷺ عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي، وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال: ارفعْ رأسك، وسلْ تُعطَه، وقُل: يُسمَع، واشْفع تُشفَّع. فأَرفعُ رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيت ربي - مثله - ثم أشفع، فيُحَدُّ لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة، فأقول ما بقي في النار إلّا مَن حبسهُ القرآن، ووجب عليه الخلود».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح المفردات:


● يستشفعنا: نطلب الشفاعة.
● فيستحيي: يخجل ويخشى من مقام ربه.
● خليل الرحمن: إبراهيم عليه السلام.
● يحد لي حدا: يضع لي حدًا معينًا أو عددًا.
● حبسه القرآن: أي من استحقاق النار بنص القرآن.

شرح الحديث:


يصف النبي صلى الله عليه وسلم مشهدًا عظيمًا يوم القيامة، حيث يجتمع المؤمنون وهم في كرب شديد، فيطلبون الشفاعة من الله تعالى. فيذهبون إلى آدم عليه السلام، ويذكرون فضائله (خلقه الله بيده، وسجد له الملائكة، وعلمه الأسماء كلها)، لكنه يعتذر ويخجل بسبب ذنبه (أكله من الشجرة). ثم يرسلهم إلى نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى -عليهم السلام- وكلٌ يعتذر بسبب ذنب ارتكبه أو خطأ وقع فيه، ويستحي من ربه.
ثم يأتون إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقبل الشفاعة، فيذهب ليستأذن على ربه، فيؤذن له. يسجد أمام الله تعالى، ويبقى ما شاء الله، ثم يؤمر برفع رأسه، ويُطلب منه أن يسأل ويعطى، ويُسمع قوله، ويُقبل شفاعته. فيحمد الله بحمد يعلمه إياه، ثم يشفع، فيحد الله له حدًا من الناس فيدخلهم الجنة. يعود أربع مرات، وفي المرة الرابعة يقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن (أي من حكم عليه بالخلود بنص القرآن الكريم).

الدروس المستفادة:


1- عظمة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: فهو الشافع المشفع يوم القيامة، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
2- تواضع الأنبياء: كل نبي يعترف بذنبه ويستحي من ربه، مما يعلمنا التواضع والاعتراف بالتقصير.
3- فضل النبي محمد صلى الله عليه وسلم: فهو الذي يشفع بعد أن اعتذر الآخرون، ويُقبل شفاعته.
4- العدل الإلهي: لا يخرج من النار إلا من لم يحكم عليه بالخلود، فمن حبسه القرآن (كالكفار والمنافقين) يبقى فيها.
5- الأمل برحمة الله: الشفاعة تكون للمؤمنين العصاة، مما يدل على سعة رحمة الله.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الشفاعة العظمى، وهي خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
- الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله، كما قال تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}.
- يستفاد منه أهمية التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه الشافع لنا يوم القيامة.
أسأل الله تعالى أن يشفع فينا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يجمعنا به في جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٤٧٦)، ومسلم في الإيمان (١٩٣) كلاهما من حديث هشام، عن قتادة، عن أنس، فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 875 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى

  • 📜 حديث: المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب