حديث: آدم وموسى: حوار حول خروج الإنسان من الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١)﴾

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت الذي أشقيت الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ . قال له آدم: أنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ . قال: نعم. قال: فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني، قال: نعم. فحجّ آدمُ موسى».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٣٦)، ومسلم في القدر (١٥: ٢٦٥٢) كلاهما من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: أنت الذي أشقيت الناس، وأخرجتهم من الجنة؟ . قال له آدم: أنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ . قال: نعم. قال: فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني، قال: نعم. فحجّ آدمُ موسى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تثبت قضية القضاء والقدر، ورد في الصحيحين (صحيح البخاري ومسلم) وغيرهما، وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:


أولاً. شرح المفردات:


● أشقيت الناس: أي جعلتهم يشقون ويتعبون بعد أن كانوا في نعيم الجنة. الشقاء ضد السعادة.
● أخرجتهم من الجنة: أي بسبب معصيتك لأمر الله وأكلك من الشجرة المنهي عنها.
● اصطفاك: اختارك واجتباك من بين خلقه.
● برسالته: أي جعلك رسولاً إلى بني إسرائيل.
● وأنزل عليك التوراة: الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام.
● كتب علي: أي قُدّر وقُضي عليّ في اللوح المحفوظ أن آكل من الشجرة.
● فحج آدم موسى: أي غلبه في الحجة وأقنعه بالدليل.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن لقاء جرى بين أبينا آدم ونبي الله موسى عليهما السلام، حيث قال موسى لآدم عليهما السلام بعتاب ولوم: أنت الذي بأمرك ومعصيتك لله خرج الناس من الجنة إلى الأرض، حيث الشقاء والتعب. فرد عليه آدم عليه السلام بسؤال ذكي يحمل الجواب: أأنت موسى الذي اختاره الله وجعله رسولاً، وأنزل عليه التوراة؟ فأجاب موسى: نعم. فقال آدم: هل وجدت في التوراة أن الله قد قدّر عليّ وقضى بأن آكل من الشجرة قبل أن يخلقني؟ فقال موسى: نعم. عندها غلب آدمُ موسى في الحجة وأسكته بالدليل القاطع.
المعنى الإجمالي: أن آدم عليه السلام احتج على موسى بقضاء الله وقدره السابق، وأن ما حدث منه من الأكل من الشجرة كان مكتوباً عليه قبل خلقه، فلم يكن لوم موسى له في محله، لأن الأمر كان بقدر الله.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات قضاء الله وقدره: وهو أصل من أصول الإيمان، وأن كل شيء بقضاء الله وقدره، كما في حديث جبريل: «أن تؤمن بالقدر خيره وشره».
2- الرد على من ينكر القدر: فالحجة بالقدَر حجة صحيحة كما احتج به آدم، لكنها لا تُذكر عند المصيبة إلا للصبر والاحتساب، أما عند المعصية فلا يجوز للمرء أن يحتج بالقدر، بل يجب عليه أن يعترف بذنبه ويتوب إلى الله.
3- علو منزلة آدم عليه السلام: حيث حجّ موسى وهو من أولي العزم من الرسل، مما يدل على فضله ومكانته.
4- الحكمة من وجود المعصية: فمعصية آدم كانت سبباً في هبوطه إلى الأرض، والتي هي دار ابتلاء واختبار، ليتميز الصالح من الطالح، وليظهر فضل التوبة والإنابة.
5- أدب الحوار بين الأنبياء: فقد دار الحوار بأدب وهدوء، دون غلظة أو تجريح، مع أن الموضوع خطير.
6- العلم والحجة هما سبيل الإقناع: لم يغضب آدم أو يتهرب، بل قدم الدليل الواضح من التوراة نفسها.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي أخذ بها أهل السنة والجماعة في إثبات القدر، وردوا على منكريه من المعتزلة وغيرهم.
- قوله: «فحج آدم موسى» أي غلبه بالحجة، وهو دليل على أن الاحتجاج بالقدر حجة صحيحة إذا كان المقصود بها بيان حكمة الله، لا التهرب من المسؤولية.
- يستفاد منه أن القدَر السابق لا يمنع التوبة والندم، فقد تاب آدم فتاب الله عليه.
- بعض العلماء يذكر أن هذا اللقاء كان في البرزخ أو في عَرَصات القيامة، والله أعلم.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا حسن القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٣٦)، ومسلم في القدر (١٥: ٢٦٥٢) كلاهما من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على إسناد قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 869 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آدم وموسى: حوار حول خروج الإنسان من الجنة

  • 📜 حديث: آدم وموسى: حوار حول خروج الإنسان من الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: آدم وموسى: حوار حول خروج الإنسان من الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: آدم وموسى: حوار حول خروج الإنسان من الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: آدم وموسى: حوار حول خروج الإنسان من الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب