حديث: سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (١٣٠)﴾

عن جرير بن عبد الله قال: كنا جلوسا عند رسول الله ﷺ، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: «أما إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تُضامّون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها». يعني العصر والفجر، ثم قرأ جرير: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾.

متفق عليه: رواه البخاري في مواقيت الصلاة (٥٥٤)، ومسلم في المساجد (٦٣٣) كلاهما من حديث مروان بن معاوية الفزاري، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، حدثنا قيس بن أبي حازم، قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول: فذكره.

عن جرير بن عبد الله قال: كنا جلوسا عند رسول الله ﷺ، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: «أما إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تُضامّون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها». يعني العصر والفجر، ثم قرأ جرير: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرؤية، يرويه الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:


● لَيْلَةَ البَدْرِ: أي الليلة التي يكون فيها القمر بدراً كاملاً، في منتصف الشهر القمري، حيث يكون واضحاً ساطعاً لا لِبس فيه ولا غُبش.
● تُضَامُّون: من الضيم، أي لا تُظلمون ولا تُضْطَهدون في رؤيته، بمعنى أنكم ترونه رؤية واضحة لا منازعة فيها ولا شك، كما ترون القمر في ليلة البدر لا يُشكل على أحد.
● أَنْ لَا تُغْلَبُوا: أي أن لا تُعجزوا وتُمنعوا من أدائها.
● صَلَاةً قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا: هما صلاتا الفجر والعصر على الترتيب.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنهم كانوا في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى القمر في ليلة اكتماله (ليلة البدر) وكان واضحاً جلياً لا اخْتِلَاف في رؤيته.
فاستخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصورة الحسية المُدرَكة ليبين للأمة حقيقة عقدية كبرى، وهي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الجنة، فقال: (أما إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته).
فشبه صلى الله عليه وسلم رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة برؤيتهم للقمر البدر في الدنيا من حيث الوضوح والجلاء وعدم المشقة، لكن مع الفارق العظيم الذي لا يقارن، فالله تعالى أعظم وأجل من كل خلق، ولا يشبهه شيء سبحانه. وهذه الرؤية هي أعظم نعيم لأهل الجنة، كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].
ثم ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الغاية العظيمة (رؤية الله) وبين الوسيلة التي تُبلغها، وهي المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وخص منها صلاتي الفجر والعصر لقوله: (فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها). وهاتان الصلاتان من أخطر الصلوات وأعظمها أجراً، وقد ورد في فضل المحافظة عليهما وعقوبة تَركهما العديد من الأحاديث.
ثم استشهد الراوي جرير رضي الله بالآية الكريمة {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130]، والتي فُسرت بأن المراد بالتسبيح هنا هو الصلاة، فتكون الصلاة قبل طلوع الشمس هي صلاة الفجر، والصلاة قبل غروبها هي صلاة العصر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة: وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، تُملى على أهل الجنة كما يُملى عليهم رزقهم، وهي رؤية حقيقية لا تشبيه فيها ولا تكييف، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].
2- بيان عظمة هذه الرؤية ووضوحها: حيث شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بأوضح صورة مرئية يعرفها البشر، وهي القمر البدر في صفاء الليل.
3- الحث على المحافظة على الصلوات المفروضة: خاصة صلاتي الفجر والعصر، لما لهما من مكانة عظيمة، والمحافظة عليهما سبب للفوز برؤية الله تعالى في الجنة.
4- الربط بين العمل الصالح والجزاء في الآخرة: فالفوز برؤية الله عز وجل هو جزاء للمتقين الذين حافظوا على طاعة الله وأدوا فرائضه.
5- فضل صلاتي الفجر والعصر: وهما من الصلوات التي يغفل عنها الكثير، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التفريط فيهما.
6- حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم: حيث ضرب مثلاً محسوساً (رؤية القمر) ليوصل معنىً غيبياً (رؤية الله) إلى الأذهان.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة القاطعة التي يستدل بها أهل السنة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، رداً على من أنكرها من المعتزلة والجهمية.
- المحافظة على الصلوات وخاصة في الجماعة من أعظم أسباب حصول الإيمان والقرب من الله تعالى، وهي التي تورث محبة الله ورضاه.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في عدم التغلب على هاتين الصلاتين، ويحرص على أدائهما في وقتهما، فإنهما من أسباب النجاة من النار والفوز بالجنة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لرؤيته في الجنة، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مواقيت الصلاة (٥٥٤)، ومسلم في المساجد (٦٣٣) كلاهما من حديث مروان بن معاوية الفزاري، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، حدثنا قيس بن أبي حازم، قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 882 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته

  • 📜 حديث: سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب