عذاب القبر في ضوء قوله: معيشة ضنكا

حديث: عذاب القبر في ضوء قوله: معيشة ضنكا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤)﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ قال: «عذاب القبر».

صحيح: رواه الحاكم (٢/ ٣٨١)، وعنه البيهقي في إثبات عذاب القبر (٧١) عن أبي زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق، أنبأ النضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي حازم المدني، عن النعماذ بن أبي عياش، عن أبي سعيد فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ قال: «عذاب القبر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وصححه الألباني، وهو يفسر قول الله تعالى في سورة طه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه: 124].
وفيما يلي الشرح المفصل للحديث:

1. شرح المفردات:

* مَعِيشَةً ضَنْكًا: كلمة (مَعِيشَة) تعني الحياة والحال الذي يعيشه الإنسان. وأما (ضَنْكًا) فهي من الضنك، وهو الضيق والشدة والعسر. فـ "معيشة ضنكا" تعني حياة ضيقة شديدة، مليئة بالهموم والكرب والعذاب.
* عَذَابُ القَبْرِ: هو العذاب الذي يقع على العصاة من الكفار والمنافقين وبعض عصاة المؤمنين في حياتهم البرزخية في القبر، بعد الموت وقبل يوم القيامة. وهو عذاب حقيقي ثابت بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة والجماعة.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أحد معاني قول الله تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} هو عذاب القبر.
* السبب: سبب هذا العذاب هو الإعراض عن ذكر الله تعالى، وهو يشمل كل ما أنزله الله على رسوله من قرآن وسنة، فمن أعرض عن هذا الذكر ولم يعمل به، استحق هذه المعيشة الضنك.
* المقصود: ليس المقصود أن الضنك والضيق مقصور على الحياة الدنيا فقط (مثل الفقر والمرض والهم)، بل إن أشد منه وأعظم هو عذاب القبر، فهو ضيق وحسرة وندم لا يتصوره عقل، وهو استمرار للعذاب المعنوي الذي بدأ في الدنيا بسبب بعد القلب عن الله. فالمعيشة الضنكا تشمل ضنك الدنيا وضنك البرزخ (القبر).

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة خطر الإعراض عن ذكر الله: الحديث يربط بين ذنب عظيم (الإعراض عن الذكر) وعقوبة مهولة (عذاب القبر)، مما يوجب على المسلم الخوف من هذا المصير والحرص على لزوم طاعة الله.
2- إثبات عذاب القبر: الحديث من الأدلة القاطعة على حقيقة عذاب القبر، وهو من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها كما جاءت.
3- شمول العقوبة: عقوبة المعصية لا تنتهي بالموت، بل تمتد إلى القبر، وهو دار برزخ بين الدنيا والآخرة.
4- فضل لزوم الذكر: إذا كان الإعراض عن الذكر (يسبب) عذاب القبر، فإن لزوم الذكر والعمل به (يسبب) النعيم والراحة في القبر، كما في الأحاديث الأخرى.
5- حسن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم: النبي هو أعلم الخلق بكلام ربه، فتفسيره للقرآن هو التفسير المعتمد الذي يجب الرجوع إليه.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* يستعيذ المسلم من عذاب القبر في كل صلاة، فيقول في التشهد الأخير قبل التسليم: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ..." (رواه مسلم).
* من أسباب النجاة من عذاب القبر: الاستعاذة منه، والموت على التوحيد والإيمان، والاجتهاد في طاعة الله، والابتعاد عن المعاصي خاصة الكذب والغدر ونميمة الأعراض.
* الحياة البرزخية في القبر هي أول منازل الآخرة، إما أن تكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياك من عذاب القبر، وأن يوفقنا لذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٣٨١)، وعنه البيهقي في إثبات عذاب القبر (٧١) عن أبي زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق، أنبأ النضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي حازم المدني، عن النعماذ بن أبي عياش، عن أبي سعيد فذكره.
وقال: «صحيح على شرط مسلم». وقال ابن كثير في تفسيره: «إسناده جيد».
وبقية الأحاديث عن عذاب القبر مذكورة في كتاب الجنائز.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 881 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عذاب القبر في ضوء قوله: معيشة ضنكا

📜 حديث: عذاب القبر في ضوء قوله: معيشة ضنكا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عذاب القبر في ضوء قوله: معيشة ضنكا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عذاب القبر في ضوء قوله: معيشة ضنكا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عذاب القبر في ضوء قوله: معيشة ضنكا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية