حديث: نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١)﴾

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدَّبور».

صحيح: رواه مسلم في صلاة الاستسقاء (٩٠٠) من طرق عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدَّبور».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ».
(رواه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في ريح الصبا)


1. شرح المفردات:


* نُصِرْتُ: حصل لي النصر والتأييد من الله تعالى.
* بِالصَّبَا: هي الريح التي تهب من المشرق (من ناحية الشرق). وهي ريح طيبة معروفة باعتدالها وخفتها، تأتي بالمطر والخير.
* أُهْلِكَتْ عَادٌ: قوم عاد هم قوم النبي هود عليه السلام، الذين كفروا وعتوا عن أمر ربهم، فأهلكهم الله تعالى بعذاب شديد.
* بِالدَّبُورِ: هي الريح التي تهب من المغرب (من ناحية الغرب). وهي في الغالب ريح شديدة حارة، قوية الهبوب، تجفف النبات وتسبب الدمار.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن معجزة من معجزاته، وعن آية من آيات الله في الكون، فيقرن بين نصرته وهلاك الأمم السابقة، مبينًا أن كليهما كان بالريح، ولكن بإرادة الله تعالى تصبح الريح نعمة أو نقمة بحسب حال القوم.
* قوله: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا»: هذا إشارة إلى غزوة الأحزاب (أو الخندق)، وذلك حين حاصر المشركون المدينة المنورة، وكانت ريح الصبا قد هبت فقلبت قدور الكفار، واقتلعت خيامهم، وأطفأت نيرانهم، وألقَت الرعب في قلوبهم، وكانت سببًا مباشرًا في تفريق جموعهم وهزيمتهم، فنصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بها. فهي ريح الرحمة للمؤمنين.
* وقوله: «وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»: هذا إشارة إلى قصة قوم عاد الذين أرسل الله عليهم ريحًا صرصرًا عاتية (وهي الدبور) استمرت سبع ليال وثمانية أيام حسومًا، فدمرتهم تدميرًا وأهلكتهم عن آخرهم. كما قال تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6]. فهي ريح العذاب للكافرين.
فالحديث يشير إلى أن الريح جند من جنود الله، يسخرها كيف يشاء، ينصر بها أولياءه، ويخذل بها أعداءه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظمة قدرة الله تعالى: فالريح التي هي سبب الحياة والخير يمكن أن تكون سبب هلاك ودمار بمشيئة الله، فهو الذي يسخرها كيف يشاء.
2- النصر من عند الله: يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن النصر came بالصبا، أي أن الله هو الذي سخر هذه الريح لنصرة نبيه، فالنصر ليس بالعدد والعدة فقط، بل بتأييد الله ونصره.
3- السنن الإلهية في هلاك الأمم: كما أهلك الله الأمم السابقة بسبب كفرهم وعنادهم، فإنه ينصر المؤمنين ويخذل الكافرين، وهذه سنة الله الجارية.
4- التفكر في آيات الله الكونية: الحديث يحث المسلم على النظر في مخلوقات الله، مثل الرياح، والاعتبار بها، فهي ليست مجرد ظاهرة طبيعية عشوائية، بل هي مسخرة بأمر الله تحقق إرادته.
5- مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث جعل الله الظواهر الطبيعية سببًا لنصرته، مما يدل على علو منزلته عند ربه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من أدلة إثبات معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الحسية التي أيده الله بها، كإنزال المطر ودعائه، وانشقاق القمر، ونصره بالرعب مسيرة شهر، وكذلك نصره بالصبا.
* الفرق بين "الصبا" و "الدبور" ليس فقط في اتجاههما، بل وفي صفاتهما وتأثيرهما، مما يبين إعجازًا علميًا في الحديث، فلكل ريح خصائصها.
* يستحب للمسلم أن يدعو بدعاء الريح كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ».
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة الاستسقاء (٩٠٠) من طرق عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
قوله: «الدبور»: ريح تهب من المغرب، وتقابل القبول، وهي ريح الصبا التي تكون من المشرق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1529 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور

  • 📜 حديث: نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب