حديث: لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩)﴾

عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ». قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ».

متفق عليه: رواه مالك في كتاب صفة النبيّ ﷺ (٧) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ». قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ». قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلا يَفْطُنُ النَّاسُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلا يَقُومُ فَيَسْأَلَ النَّاسَ».

1. شرح المفردات:


● الطواف: الذي يكثر التردد على البيوت والأماكن.
● ترده اللقمة واللقمتان: أي تمنعه وتكفه عن السؤال بسبب ما يحصل عليه من صدقات قليلة.
● التمرة والتمرتان: مثل اللقمة، أي القليل من الطعام.
● غنى يغنيه: ما يكفيه من المال أو القوت لسد حاجته.
● يفطن الناس له: أي يلاحظه الناس ويعرفون حاجته.
● يتصدق عليه: يعطونه الصدقة دون أن يسألهم.
● يقوم فيسأل الناس: يذهب بنفسه لطلب المساعدة من الناس.

2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث الصورة الحقيقية للمسكين الذي يستحق العون والمساعدة، فينفي أن يكون المسكين هو ذلك الشخص الذي يتجول بين الناس ويطلب منهم الصدقة، حيث أن مثل هذا الشخص قد يحصل على ما يسد رمقه من لقيمات قليلة فيكف عن السؤال مؤقتاً، ولكنه ليس بالضرورة هو الأحوج.
ثم يحدد النبي ﷺ صفة المسكين الحقيقي بقوله:
● "الذي لا يجد غنى يغنيه": أي لا يملك ما يكفيه من المال أو الطعام لسد حاجته الأساسية.
● "ولا يفطن الناس له فيتصدق عليه": أي أن حاجته خفية لا يعلم بها الناس، فلا يبادرون لمساعدته.
● "ولا يقوم فيسأل الناس": وهو لا يطلب المساعدة من الناس كرماً وعفةً وحفاظاً على ماء وجهه، أو خجلاً من السؤال.
فهذا الصنف من الناس هو المسكين حقاً، لأنه يجمع بين الحاجة الفعلية والعفة عن السؤال، مما يجعله مخفياً عن أعين الناس، وبالتالي لا يحصل على المساعدة التي يستحقها.

3. الدروس المستفادة:


● تمييز المستحق الحقيقي للزكاة والصدقة: ليس كل من طلب هو الأحوج، بل قد يكون هناك من هو أحوج منه ولكن لا يطلب.
● الحث على البحث عن المستحقين الخفيين: على المسلمين أن يبحثوا عن هؤلاء المساكين المتعففين الذين لا يظهرون حاجتهم.
● فضل العفة والكرامة: الحديث يبرز فضل من يعف عن السؤال ويصبر على الحاجة، وهذه من صفات المؤمنين الكاملين.
● مسؤولية المجتمع: يجب على المجتمع المسلم أن يكون يقظاً لاحتياجات أفرانه، ولا ينتظر حتى يطلب المحتاج.
● التفريق بين المسكين والسائل: المسكين قد يكون أشد حاجة من السائل، لكنه لا يظهر حاجته.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب الصدقة والزكاة، حيث يحث على إعطاء الصدقة للفقراء والمساكين، والمساكين قد يكونون أحوج من الفقراء في بعض التفسيرات.
- ينبه الحديث إلى أن الواجب على المسلمين عدم الانتظار حتى يطلب المحتاج، بل السعي لمعرفة المحتاجين ومساعدتهم.
- فيه الحث على التواضع والخشوع لله، حيث أن المسكين الحقيقي قد يكون مخفياً عن الأعين لكنه عند الله عظيم الشأن.
أسأل الله أن يجعلنا من المتعففين، وأن يرزقنا القناعة والغنى في النفس، وأن يجعلنا من المعطين لا من الآخذين، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في كتاب صفة النبيّ ﷺ (٧) عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه البخاريّ في الزكاة (١٤٧٩) من طريق مالك به. ورواه مسلم في الزكاة (١٠٣٩) من وجه آخر عن أبي الزّناد به نحوه. وفي هذا المعنى أحاديث أخرى، وهي مذكورة في كتاب الزكاة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1528 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ

  • 📜 حديث: لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب