حديث: أول شافع وأول مشفع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (٤٤)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشَفَّع».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٢٧٨) عن الحكم بن موسى أبي صالح، حدثنا هقل - يعني ابن زياد -، عن الأوزاعي، حدثني أبو عمار، حدثني عبد الله بن فروخ، حدثني أبو هريرة، قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشَفَّع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه، يعد من الأحاديث العظيمة التي تبين منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وفضله على سائر الخلق. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث:


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشَفَّع».

1. شرح المفردات:


● سيد: الرئيس والمقدم والذى له السيادة والفضل.
● ولد آدم: هم جميع البشر من ذرية آدم عليه السلام.
● ينشق عنه القبر: يفتح قبره ويخرج منه.
● شافع: الذي يطلب الشفاعة للخلق عند الله تعالى.
● مشفع: الذي تقبل شفاعته ويُجاب فيها.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يذكر أربع خصائص عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:
أولاً: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة"
- معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل البشر وأكرمهم على الله تعالى، وهو المقدم عليهم في المقام والفضيلة. وهذا السيادة ليست دنيوية فقط، بل هي سيادة في الآخرة حيث يُقر له جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين بفضله ومكانته. وقد جاء في القرآن ما يؤكد هذا المعنى في قوله تعالى: {وَرفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4].
ثانياً: "وأول من ينشق عنه القبر"
- أي أنه صلى الله عليه وسلم أول من يبعث من قبره عندما يُنفخ في الصور النفخة الثانية للبعث. وهذا تكريم له، حيث يخرج قبل سائر الخلق ليقف بين يدي ربه ويشهد للمقام المحمود الذي وعده الله إياه.
ثالثاً: "وأول شافع"
- أي أنه أول من يطلب الشفاعة من الله تعالى للخلق حين يقف الناس في موقف القيامة ويطلبون من يشفع لهم عند الله ليقضي بينهم. وقد جاء في الأحاديث أن الناس يذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى، وكلهم يعتذر، ثم يأتون إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيقوم ويشفع.
رابعاً: "وأول مشفَّع"
- أي أن شفاعته صلى الله عليه وسلم هي أول شفاعة تقبل من الله تعالى، فيأذن الله له بالشفاعة ويقبلها منه. وهذا يشمل الشفاعة العظمى في بدء الحساب (المقام المحمود)، والشفاعة في أهل الجنة لدخولها، والشفاعة في أقوام قد دخلوا النار أن يخرجوا منها.

3. الدروس المستفادة من الحديث:


● عظم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم: فهو سيد البشر جميعاً، ولا يفوقه أحد في المنزلة عند الله تعالى.
● التأكيد على البعث والنشور: حيث يذكر الحديث انشقاق القبور، مما يذكرنا بيوم القيامة وأهواله.
● أهمية الشفاعة: وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وتظهر رحمة الله بعباده حيث جعل لهم شفعاء.
● الحث على اتباع السنة: فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه نال شفاعته يوم القيامة.
● التعلق برحمة الله: فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تدل على سعة رحمة الله تعالى بعباده.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم.
- ينبغي للمسلم أن يعتقد بهذه الخصائص للنبي صلى الله عليه وسلم دون غلو أو تقصير.
- الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله تعالى، كما قال الله: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255].
أسأل الله تعالى أن يشفع فينا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يوفقنا لاتباع سنته وطاعته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٢٧٨) عن الحكم بن موسى أبي صالح، حدثنا هقل - يعني ابن زياد -، عن الأوزاعي، حدثني أبو عمار، حدثني عبد الله بن فروخ، حدثني أبو هريرة، قال: فذكره.
وقوله: ﴿ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ﴾ أي: إخراج الناس من قبورهم وإحياؤهم بعد موتهم وإعادتهم وجمعهم للحساب والجزاء سهل علينا ويسير عندنا، قال تعالى: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [القمر: ٥٠] وقال تعالى: ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [لقمان: ٢٨] وذلك بقوله: «كن» كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: ٨٢].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1525 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول شافع وأول مشفع

  • 📜 حديث: أول شافع وأول مشفع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول شافع وأول مشفع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول شافع وأول مشفع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول شافع وأول مشفع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب