التسبيح في أدبار الصلوات

حديث: التسبيح في أدبار الصلوات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (٤٠)﴾

عن ابن عباس قال: أمره أن يُسَبِّحَ في أدبار الصلوات كلها، يعني قوله تعالى: ﴿وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾.

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٥٢) عن آدم، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، قال ابن عباس: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس قال: أمره أن يُسَبِّحَ في أدبار الصلوات كلها، يعني قوله تعالى: ﴿وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يتعلق ببيان معنى آية كريمة وتطبيقها العملي في حياة المسلم. وإليك الشرح المفصل على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث والسياق
● مصدر الحديث: هذا الأثر رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب "الأذان"، باب "الدعاء بعد الصلاة".
● الراوي: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم.
● القائل (الأمر): الضمير في "أمره" يعود على النبي صلى الله عليه وسلم، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر.
● المأمور: يحتمل أن يكون المخاطب بهذا الأمر هو ابن عباس نفسه أو شخص آخر، والمهم هو بيان الحكم العام.
### ثانياً. شرح المفردات
● أمره: طلب منه أمراً مشروعاً على سبيل الوجوب أو الاستحباب، والظاهر هنا الاستحباب.
● يُسَبِّحَ: التسبيح هو قول: "سبحان الله"، ولكنه هنا يُراد به الذكر بشكل عام، الذي يشمل التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل.
● في أدبار الصلوات: "أدبار" جمع "دُبُر"، والمقصود به هنا: الأوقات التي تلي الصلاة مباشرة، أي بعد الانتهاء منها.
● ﴿وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾: هذه هي الآية 39 من سورة ق. والمقصود بـ "أدبار السجود": أوقات انقضاء الصلاة وفراغ المصلي منها.
### ثالثاً. شرح الحديث والمعنى الإجمالي
يبيّن لنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم فسّر قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [سورة الحجر: 99-98]، وتحديداً الأمر بالتسبيح في قوله: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 40]، بأن المقصود به هو الذكر بعد الفراغ من كل صلاة مفروضة.
فالآية تأمر بالتسبيح بعد الصلوات، وجاءت السنة النبوية لتبين هذا الأمر وتفصله. وهذا من أعظم الأدلة على أن السنة هي المبيّنة للقرآن والموضحة لمجمله.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- مشروعية الأذكار بعد الصلوات: الحديث دليل واضح على استحباب الإكثار من ذكر الله تعالى بعد الانتهاء من الصلوات المفروضة. وهذا الذكر له صيغ متنوعة ثابتة في السنة، أشهرها:
* أذكار الصلاة المعروفة (الاستغفار ثلاثاً، ثم "اللهم أنت السلام..." إلخ).
* التسبيح (33 مرة)، والتحميد (33 مرة)، والتكبير (33 مرة)، وتكملة المائة بـ "لا إله إلا الله...".
* قراءة آية الكرسي.
* قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين.
2- السنة تبيّن القرآن: هذا الحديث نموذج عملي على دور السنة النبوية في تفسير القرآن الكريم وتوضيح مراده. فالكلمة المجملة في القرآن (أدبار السجود) فسرتها السنة بأنها أوقات ما بعد الصلوات.
3- حرص الصحابة على الفهم والتطبيق: يظهر من قول ابن عباس حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم القرآن فهمًا صحيحًا مطابقًا لمراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وعدم اقتصارهم على الفهم اللغوي فقط.
4- العبادة بعد الفريضة: الصلاة هي عماد الدين، ولكن العبادة لا تنقطع بانتهائها، بل تتبعها أذكار وأوراد توثق الصلة بالله وتضاعف الأجر.

خامساً:

هل الذكر بعد الصلاة واجب أم مستحب؟
جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) على أن هذه الأذكار سنة مستحبة وليست واجبة، وهو الراجح. فتركها لا إثم فيه، ولكن فيه تفويت لأجر عظيم.

سادساً:

خلاصة
يوجهنا هذا الحديث إلى:
* المحافظة على الأذكار الواردة بعد الصلوات.
* التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تطبيق أوامر القرآن.
* الاعتماد على السنة الصحيحة لفهم كتاب الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وأن يتقبل منا صلاتنا وذكرنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٥٢) عن آدم، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، قال ابن عباس: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1524 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التسبيح في أدبار الصلوات

📜 حديث: التسبيح في أدبار الصلوات

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: التسبيح في أدبار الصلوات

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: التسبيح في أدبار الصلوات

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: التسبيح في أدبار الصلوات

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية